رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«تجمعات ليلية».. لماذا تراجع التزام المواطن بإجراءات مكافحة كورونا؟

المواطنين
المواطنين

منذ بداية شهر مايو الجاري، شهد منحنى الإصابات بفيروس "كورونا" بمصر تصاعدًا كبيرًا، حتى وصل إلى قمته يوم الأحد الماضي بتسجيل 510 حالة إصابة، في حين بلغ أعلى معدل للوفيات في يوم 28 أبريل بـ 22 حالة وفاة.

وتعد الإصابات الجديدة هي الأعلى منذ تسجيل أكبر حصيلة يومية في 8 مايو أيار الجاري، بزيادة 495 إصابة خلال يوم واحد.

ويرجع أحد أسباب الزيادة في الإصابات بفيروس "كروونا" بمصر إلى تراجع اهتمام المواطنين بالالتزام بإجرات السلامة ضد الفيروس عن بداية انتشاره بمصر، والذي به كان لذلك معدل الإصابات وكذلك الوفيات أقل بكثير.

نرصد بهذا التقرير مظاهر هذا التراجع من خلال جولة على محال المنظفات والمطهرات، ومن خلال شهادات لبعض المواطنين أنفسهم وأيضَا من خلال تصريحات لبعض المسؤولين.

"الناس بقت شايفة الموضوع عادي.." يقولها أحمد عبد النبي صاحب محل منظفات بمنطقة حدائق المعادي مؤكدًا أن تراجعًا ملحوظًا على شراء المنظفات والمطهرات حدث بعد أن كان هناك إقبال غير عادي عليها مع بداية أزمة انتشار فيروس "كورونا" بمصر، ويفسر هذا بأن مدة الأزمة طالت، وأصبح المواطنون يعتادون عليها رغم الخوف الذي يتملكهم حاليًا نتيجة زيادة عدد الإصابات، وأصبحوا مشغولين أكثر بشراء مستلزماتهم المعتادة في شهر رمضان المبارك، وكذلك مستلزمات عيد الفطر مع قرب حلوله.

الدكتور أحمد محسن صاحب صيدلية بمنطقة وسط يؤكد حديث أحمد عبد النبي، موضحًا أنه ببداية أزمة فيروس "كورونا" كانت لديه مشكلة نفاد المطهرات أولًا بأول، وعدم ملاحقته على الكميات المطلوبة، وهذا الأمر الذي اختلف حاليًا تمامًا، بعد أن تراجع طلب المواطنين على الشراء مطهرات الأيدي وكذلك الكمامات والقفازات واستهانتهم بالأزمة -حسبما أوضح- ويضيف أنه يتعجب من هذه الاستهانة، والتي تأتي في الوقت الذي تزداد فيه عدد الإصابات اليومية بشكل ملحوظ، وكذلك عدد الوفيات، منبهًا على ضرورة التذكير من حين لأخر بأخطار فيروس "كورونا"، والتنبيه على ضرورة عدم الاستهانة به على الإطلاق.

لم يكن أصحاب محال المنظفات والصيادلة هم فقط من لاحظوا تراجع اهتمام المصريين باتباع الإجراءات الاحترازية لفيروس"كورونا" يوم تلو الآخر بل كان للمواطنين أنفسهم شهادة حق على ما يبدر من بعضهم من تصرفات حيال التعامل مع هذا الفيروس الذي فتك بالكثيرين حول العالم.

هبة عوض عاملة نظافة تقول " مع الأسف مفيش وعي عند أغلبنا".. تقولها هبة في شهادتها عن تصرفات المواطنين في التعامل مع فيروس "كورونا"، موضحة أنها يوميًا ترى التجاوزات في التعامل مع هذا الفيروس تزداد يومًا يوم بعد يوم من قبل المواطنين، وذلك رغم الإجراءات الحكومية المشددة التي تتخذها الدولة، وتضرب المثل هنا بتجمعات المواطنين التي تزداد يومًا عن الآخر لأداء الصلوات الجماعية، وذلك رغم ما قامت به الدولة من إغلاق للمساجد تجنبًا لفرص تفشي الفيروس، وقيام دار الإفتاء بالتحذير ممن يخالف إجراءات الحكومة في ذلك وتحمله للحرمانيه نظرًا لتسببه في ذلك بضررًا للجميع.

وشهد المواطن محمد السيد أيضًا على تراجع التزام المواطنين بإجراءات الوقاية من فيروس كورونا، قائلًا: "في البداية كان الكثير يلتزم بإجراءات الحظر، إلا أنه الآن أصبحت التجاوزات أكثر من مثيلتها عند بداية الأزمة"، موضحًا أنه حاليًا أصبح الكثير من الشباب خاصة في الشوارع الجانبية بالمناطق الشعبية يتجاوزون أوقات الحظر ويخرجون للعب بالكرة، كما يخرج أهاليهم بهذا التوقيت لشراء بعض مستلزمات العيد من محلات شبهها ب" نصف مغلقة"، نظرًا لتحديها القواعد التي حددتها الدولة أثناء الحظر، وهي الإغلاق التام لتفتح أبوابها الجانبية، وتغلق أبوابها الرئيسية في أسلوب لخداع السلطات بل وأنه يتعامل الزبائن معها للأسف بتلك الطريقة، وذلك في تحايل تام على القرارات التي اتخذتها الدولة لمواجهة هذا الفيروس.

ليتابع محمد قائلًا إن تلك التجاوزات جميعها كانت السبب في ارتفاع عدد الإصابات بفيروس"كورونا" بمصر، محذرًا من التهاون بالأيام القادمة بها مما أسماه كارثة ستحدث عند انتشار هذا المرض بصورة أكبر من ذلك بكثير خاصة بعد التجمعات غير القانونية في عيد الفطر.

الأمر نفسه الذي أكد عليه المستشار نادر سعد المتحدث باسم مجلس الوزراء موضحًا أن التزام المصريين بالضوابط الاحترازية لمكافحة فيروس كورونا تراجع بشكل ملموس عن أول 3 اسابيع من بداية الاجراءات.

مضيفًا أن ارتفاع عدد إصابات حالات كورونا كان متوقعًا في ظل اتجاه عدد كبير من المواطنين الى النزول للأسواق لشراء احتياجاتهم، وتابع سعد أن تزايد حالات الاصابة يؤدي إلي ارتفاع حالات الفحص والتقصي بالنسبة للأشخاص المخالطين للتأكد من سلامتهم.

وتراجع التزام المواطنين بإجراءات السلامة لمواجهة فيروس كورونا يرتبط أيضًا بعودة المواطنين بشكل مكثف ومفاجئ للأسواق الأمر الذي قال عنه الدكتور مجدى بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، أن منظمة الصحة العالمية حذرت من أن عودة الجماهير فجأة إلى الأسواق ستسبب فوضى عالمية وموجة ثانية من عدوى الكورونا، موضحًا أن السيطرة على كورونا تستغرق ٥ سنوات.