رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في زمن الكورونا.. مصريون حول العالم يروون مظاهر الاحتفال بعيد الفطر

الاحتفال بعيد الفطر
الاحتفال بعيد الفطر

مساء ليلة السابع والعشرين من رمضان، وعقب إذاعة صلاة القيام بشاشات القنوات المبثة للمسلمين المسلم في كوريا الجنوبية، والجالية الأجنبية من العرب والمسلمين المقيمين هناك، أعلنت الحكومة الكورية أنه ستسمح بإقامة صلاة العيد بالمركز الإسلامي بمدينة سيئول.

أدخل ذلك الخبر السرور والفرحة على قلوب الكثير من المصريين المسلمين في كورويا الجنوبية، لاسيما أن ذلك المسجد هو أكبر مساجد كوريا، من بينهم سعُد مُحَمَّدْ نصار صاحب الثلاثين عامًا، الذي يعيش هناك منذ ثلاث أعوام في أحد شركات الإلكترونيات.

يذكر نصار أنه كان يحرص أن تكون إجازته السنوية كل عام متزامنة مع العيدين، كي يقضيه في الإسكندرية مع عائلته، لكن لتوقف الطيران والنقل البحري للمسافرين بسبب جائحة الكورونا المستجد حُرم من العودة لبلاده.

يوضح نصار أن كوريا كانت من أوائل الدول التي أثر فيها الفيروس لقربها من الصين، وشهدت أعلى موجة لانتشاره، لكن مع إجراءات حازمة الحجر الصحي والتزام الشعب بكل مستلزمات الوقاية اللازمة، تمكنت الصحة من تسجيل صفر حالات لمدة أسبوع.

وحدث انكسار في الانتشار لفيروس كورونا المستجد مرة أخرى، بسبب شاب مصاب تنقل بين خمس ملاه ليلية، ولكن مع تجربة الدولة للسيطرة على المشهد وسلامة المواطنين مرة أخرى، أدركت أن الشعب قادر على المتواجدين تجمعات محكومة بكل اشتراطات السلامة والأمان، فرح مُحَمَّدْ بإعلانهم عن صلاة العيد فهي المظهر الوحيد الذي بشعره بالمناسبة المباركة.

خصصت الشرطة الكورية والصحة لحمايتهم عدة أمور قبل وبعد الصلاة، من بينها تعقيم المصلي جيدًا قبل الدخول في الصفوف، وتسجيل رقمه وعنوانه في إدارة المسجد، فإن تبينت العدوى تيسر الوصول له، وأيضًا الالتزام بالمسافة الآمنة بين المصلين مع تواجدهم في الساحة الخارجية.

وفي ألمانيا أيضًا لم يختلف الوضع كثيرًا، فالحكومة أعلنت خطة كاملة للتعايش منذ ثلاث أسابيع، بعدما تمكنت من السيطرة على الفيروس، وكان من ضمن الخطة عودة الحضانات والمتاجر والمطاعم لكن مع طريقة جديدة لتقديم الخدمات تراعي سبل الحماية من العدوى، ومع الالتزام الكامل خلال فترة العمل بإجراءات السلامة والحماية المعلنة.

اقترب عيد الفطر وبألمانيا ملايين المسلمين وعدد هائل من اللاجئين العرب والمهاجرين، لكن مع بداية شهر رمضان منعت الدولة التجمعات سواء في المساجد أو المراكز الإسلامية، لكن مع العيد الأمر اختلف، كان من ضمن خطة التعايش السماح لهم، بأداء صلاة العيد والتنزه في الحدائق العامة حتى الرابعة عصرًا.

هكذا قضت رباب العدوي، ابنة محافظة الشرقية، العيد مع زوجها الذي يعمل باحثًا في أحد الجامعات الألمانية، تعودت من ٩ سنوات على قضاؤه في الغربة، لكن كان يوم للتنزه والتخييم، أو في الملاهي والسينما بعد أن أنجبت بناتها الثلاث، مع إجراءات العزل المنزلي الملتزمة بها الأسرة لأكثر من ١٠٠ يوم حتى مع عودة الحياة استمرت عن الامتناع عن الخروج والاختلاط لحماية أسرتها.

تذكر رباب أنها استغلت العيد للخروج وتخفيف الكبت عن أبنائها، وقررت أن تفك كل القيود عليهم في هذا اليوم، فاشترت لهم ملابس العيد من المواقع الإلكترونية للمحال والتوصيل المنزلي، واستعدت لإخراجهم للصلاة في أحد الساحات الكبرى بمدينة كليفلاند.

وقامت بتعقيمهم وإلزامهم بارتداء الكمامات والقفازات المعقمة، تذكر أن إمام الصلاة أعلن أن على الجميع التواجد في صفوف متباعدة بين كل مصلي نحو نصف متر، والجميع استجاب للحماية، والفرحة اكتملت بحضور فرق موسيقية وألعاب سيرك لمشاركة الأطفال البهجة.

أما في السعودية الوضع مقارب لمصر، فقد ألغت التجمعات في العيد مع الالتزام بحظر التجوال معظم ساعات اليوم، وامتد إلغاء صلاة الجماعة من التراويح والقيام وحتى صلاة العيد، وسمحت بساعة واحدة يقوم فيها رب الأسرة بالخروج من منزله لقضاء حاجات أهله من السلع والحاجات الرئيسية.

يذكر مُحَمَّدْ إبراهيم المصري، المقيم بمدينة الدمام منذ ١٦ عاما أن ولديه وبنته كانوا يستجدونه للعودة لمصر، بسبب حالة الضيق النفسي والاكتئاب الناجم عن حظرهم داخل المنزل لأكثر من شهرين بشكل كامل، لكنهم هدأوا بعد أن حكى لهم أقاربهم أن الوضع في مصر مشابه.

وفي العيد أحضر لهم إبراهيم ملابس جديدة وحلويات وكعك كي يشعروا ببهجته، لكن كانت المفاجاة بمرور عربات مكشوفة تحمل فرق بهلوانية وموسيقية بمكبرات صوت تبهج الأطفال داخل النوافذ، تفاعل معهم أطفال إبراهيم بشكل كبير لأكثر من ساعة، وقاموا ببث العرض مباشرة على مواقع التواصل الاجتماعي لمشاركة أهلهم وجيرانهم الفرحة.