رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مسئوليتنا ما بعد العيد


لأن عيد الفطر قد هل علينا هذه الأيام، بينما نواجه الفيروس القاتل فهو ليس كأي عيد فطر مر علينا في حياتنا من قبل، فالخطر ما زال قائمًا، وأرقام الوفيات ارتفعت ما قبل العيد إلي ما فوق الـ٧٠٠ حالة وفاة، وأكد لنا ارتفاع رقم الإصابات في أول يوم العيد (٧٥٢ إصابة و٢٩حالة وفاة)، ولاشك أن هناك ممارسات فوضوية كثيرة حدثت وتحدث.

ولا يجب بأى حال أن تحدث، لقد مر علينا هذا العيد دون أن نمارس عاداتنا المعهودة ككل عام، ودون مظاهر البهجة المعتادة التي كانت تملأ كل أرجاء بلدنا في البيوت والشوارع والمتنزهات والمقاهي والمزارات الشهيرة.

صحيح أن معظم الأسر قد حرصت علي تناول الكعك والغريبة ككل سنة، لكن لم تحدث كل ممارساتنا المبهجة ككل ًعيد سابق مثل لمة العائلة وزيارات الأصدقاء والأحباب وكل مظاهر العلاقات الاجتماعية العديدة التي تميز المصريين عن غيرهم من الشعوب في الأعياد.

أما الشوارع، فإنها لم تشهد الزحام المعهود في أيام العيد الثلاثة وخلت تمامًا من السيارات ووسائل المواصلات والمارة بعد الخامسة، حيث تمركزت كمائن المرور لتنفيذ إجراءات الحظر الضرورية، ولم تمتلأ حديقة الحيوان بالأسر التي تصطحب أطفالها لمشاهده الحيوانات وقضاء يوم كامل حتي آخر موعد لإغلاق أبواب الحديقة.

فتري الآلاف يخرجون من الأبواب للعودة إلي بيوتهم حتي ليظن المشاهد للجحافل المغادرة لحدائق الحيوان، وكأن مصر كلها كانت بداخلها، ولم نر مشهدًا جميلًا كان يميز العيد في ًمصر حيث نري زحام القوارب والمراكب المليئة بالركاب والأسر عن آخرها التي تتنزه للاستمتاع بهواء نهر النيل الخالد، بينما تصدح أصوات الاغاني والموسيقي العالية منها حتي آخر ساعات الليل، ولم تخرج الأسر خلال إجازة العيد للنزهة في حدائقنا ومزاراتنا الشهيرة.

كما كانت الأندية ودور السينما والمسارح والكافيهات والمطاعم وغيرها من أماكن الترفيه كلها خالية ومغلقة تمامًا بسبب الخطر الضروري لمواجهة كوروناً، والحقيقة أن الأيام الأولي من العيد قد مضت نتيجة حرص الدولة علي تطبيق الحظر بشكل سليم، ولكن ينبغي أن يدرك المواطنون أنه بعد إجازة العيد، وبعد تخفيف الحظر وبدء عودة الحياة والأعمال في بلدنا، فإن القضاء علي فيروس كوروناً ليس مسئولية للدولة وحدها، وإنما هى مسئولية مشتركة ستنجح إن تم التعاون الكامل بين المواطن والدولة.

ودون حرص المواطنين علي اتخاذ إجراءات الحماية المطلوبة ستطول مدة الفيروس، وسينتشر وسيصيب أعدادًا أكبر مما هو حادث الآن، مما يشكل خطورة بالغة علي حياة المواطنين، ومما يصعب معه علي الدولة اتخاذ قرار عودة المواطنين لممارسة مظاهر الحياة الطبيعية في وقت قريب .

إن الدولة تعمل بجهود مضاعفة وجبارة علي عدة جبهات في نفس الوقت ودون توقف لتوفيرً حياة كريمة تليق بالمصريين وتسابق الزمن في عدة اتجاهات للنهوض بمصر لتأخذ مكانتها اللائقة بين دول العالم الحديث، ويوميًا نري أعمالًا تنجز علي أرض الواقع تؤكد لنا أننا في أيد أمينة في ظل قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يواصل تحقيق أحلامنا في دولة حديثة آمنة وقوية ومستنيرة للمصريين.

فإلي جانب توجيهاته اليومية المتواصلة للحكومة بحماية المواطنين من الفيروس القاتل، ومتابعته المستمرة للمسئولين للقضاء عليه، وقيادته الحكيمة للدولة باتخاذ كل السبل لحماية الشعب منه واتخاذ الدولة كل الإجراءات الاحترازية والضرورية في رعاية وعلاج وحماية المواطنين من فيروس كورونا، فإننا لا بد أن نذكر أيضًا أنه وفي نفس الوقت نري تنفيذ مشروعات عملاقة ومتنوعة في عدة مناطق ومدن من بلدنا يتم افتتاحها علي أرض الواقع ورعاية وتحقيقاً لأحلام البسطاء واستمرارًا حثيثًا للمشروعات الكبري التي تسير علي قدم وساق في كل المجالات وعلي مختلف الأصعدة.

فقبل العيد بأيام، افتتح الرئيس مشروع بشائر الخير ٣ في منطقة مأوي الصيادين بالقباري غرب الإسكندرية، ليصبح الاجمالي  ١٠٦٢٤ وحدة سكنية شاملة التجهيزات والمرافق والفرش لتودع بذلك الإسكندرية مشكلة العشوائيات، بحيث تحدث لسكانها نقلة نوعية حضارية في حياتهم ومعيشتهم اليومية كلها هذا إلي جانب توفير خدمات متنوعة وأساسية، فتم مثلًا بناء ٣مدارس ومراكز شباب ومساجد وكنيسة وغيرها من المتطلبات التي تكفل معيشة كريمة للمواطنين.

كما تواصل الدولة توفير الأمان للمواطنين والقضاء علي الإرهاب في عمليات استباقية بطولية للجيش والشرطة علي أرض سيناء تم فيها إحباط محاولات خسيسة كانت عصابات الإرهاب تحاول تدبيرها ضد الشعب خلال الأعياد.

ورغم ما نراه من دور إيجابي مبكّر ونجاح واضح للدولة المصرية، شهدت به منظمة الصحة العالمية في مجال مكافحة فيروس كورونا في مصر، إلا أنه علينا بعد فتح الأعمال ومنافذ الحياة شيئا فشيئا أن نكون علي مستوي المسئولية، وأن ننظم اُسلوب حياتنا وأن نتولي نحن حماية أنفسنا وأسرنا وأحبائنا، وأن نتحلي بالوعي الكافي الذي يمكننا كشعب من مواجهة وجود الفيروس القاتل، والذي لم يتم القضاء عليه بعد، حيث وصل عدد الإصابات في ًمصر مع أول أيام العيد إلي ١٧٢٥٤ إصابة، وفي نفس الوقت من الصعب بل من المستحيل أن تظل الحياة متوقفة والمصالح مغلقة والأعمال معطلة والأحوال الاقتصادية لابد لها أن تتحسن وأن تعود حركة الإنتاج والسياحة والمؤسسات والشركات .

وأن يعود إلي العمل المتعطلون وأن يعاود عمال اليومية جلب رزقهم اليومي .. إن لدينا ملايين الأسر التي تضررت وتأثرت بتوقف الأعمال وبتوقف الإنتاج، وإن ملايين الأسر في حاجة إلي موارد مالية لتوفير سبل المعيشة اليومية والحياة الكريمة، ملايين الأسر فى بلدنا في حاجة إلي استعادة عائد أعمالها وإلي توفير دخلها الشهري أو اليومي حتي تستقيم الحياة ولا حتي تسوء الأحوال أو تستشري البطالة مع ما يمثله ذلك من خطورة علي الاقتصاد وعلي الحياة بشكل عام .

وإذا كانت أعداد الإصابات قد زادت في أول أيام العيد فإنها لن تنخفض إلا إذا حرص كل مواطن علي اتباع ضرورات الحذر والحرص في سلوكياتنا والبعد عن مسببات العدوي والتجمعات والحد من الفوضي التي قد تسبب المزيد من الوفيات ..إننا في حاجة إلي وقفة أمينة مع أنفسنا حول كيفية إدارة شئون حياتنا اليومية في ظل تهديد فيروس كوروناً الذي ما زال لمً ينته من بلدنا ومن العالم، ولن ينتهى أو يتم القضاء عليه إلا إذا وعي كل مواطن ومواطنه دوره ومسئوليته فى هذه الفترة العصبية التي لم نشهد لها شيئًا مثيلًا من قبل، وكل عام ومصر بخير ..