رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«صارت إجبارية».. هل تنجح المصانع فى توفير كمامات للفترة المقبلة؟

كمامات
كمامات

منذ أيام أعلن المهندس مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، عن خطة الحكومة، خلال الفترة المقبلة، للتعايش مع فيروس "كورونا" المستجد، الذي نتج عنه، حتى وقتنا الحالي، ما يزيد على 16500 إصابة وأكثر من 700 حالة وفاة، وذلك في الوقت الذي أوشك أن يقترب من الـ100 يوم في مصر منذ الإعلان عن تواجده فيها منذ 14 فبراير الماضي، وضمن الخطة هناك 3 مراحل؛ أولها المرحلة المشددة التي تلزم جميع المواطنين بارتداء الكمامات خلال تجوالهم في أي مكان خارج منازلهم، وعدم ارتدائها يعرض المواطن لغرامات باهظة، وتلك المرحلة تستمر لمدة أسبوعين، وتبدأ بعد انتهاء إجازة عيد الفطر المبارك في بدايات شهر يونيو المقبل.

ولكن السؤال هنا، هل يكفي إنتاج المصانع من الكمامات خلال الفترة المقبلة مع زيادة الطلب عليها بسبب الإلزام بارتدائها بعد ٣٠ مايو، وهل لدينا خطوط إنتاج كافية لتتحمل ضغوطات الفترة المقبلة أم أن خيار الاستيراد والاعتماد على مساعدات الدول الأخرى سيكون هو السيناريو المطروح في الأيام المقبلة، تلك التساؤلات توجهنا بها إلى أصحاب المصانع وخطوط إنتاج الكمامات على مستوى الجمهورية، وكانت الإجابات مطمئنة، لكن الأمر يتوقف على نوعية الكمامات المطلوبة، ومدى الرقابة التي يجب فرضها على هذه السوق خلال الفترة المقبلة.

عبدالرحمن: كمامات "العزل" يجب استيرادها ويصعب تصنيعها في مصر
عبدالرحمن السباعي، صاحب أحد المصانع بالإسكندرية قال إنه قبل الإجابة عن هذه التساؤلات يجب وضع حد لجشع تجار الخام وبعض السماسرة، فهذا أول أسباب التأثير على سعر الكمامات في السوق المحلية، معلقًا بنبرة انفعالية: "ومتقوليش فرض سعر إلزامي لسبب بسيط أنا لو هصنع كمامة مش هكسب فيها هوقف المصنع ببساطة".

وخلال حديثه مع "الدستور"، أكد "السباعي" أن كمية الكمامات في السوق تكفي الشعب من ناحية الكمية والعدد لأن المصانع وخطوط الإنتاج كثيرة لكن من ناحية الوقاية الفعلية والتأثير لا يمكن التأكيد على تلك الكمية الكبيرة، لأن هناك كمامات "مضروبة" في السوق أو غير مطابقة للمواصفات الأساسية للوقاية، وبالتالي ليس لها فائدة، أيضًا يجب نشر الوعي في عملية الشراء.

أما عن فكرة الاستغناء عن الاستيراد من الخارج، يرى أنه لا يمكن الاستغناء الكامل لعدة أسباب، أولها معظم الخامات المحلية ضعيفة و"مضروبة"، بالتالي فإن المستورد أعلى جودة وقيمة والرقابة على إنتاجها أعلى أيضًا، وثانيها هي أن الكمامات التي يستخدمها أطباء العزل (n95) لا يوجد منها صناعة مصرية البتة، بل كلها تأتي من أمريكا من شركة (3m)، بالتالي يمكن القول إن الكمامات العادية متاحة لكن خاماتها مستوردة أيضًا، أما الكمامات الطبية للعزل مستوردة، والثالث هو ضعف خبراتنا في تصنيعها بالشكل السليم، مؤكدًا أن الطلبيات عليهم كثيرة هذه الفترة وأكثر الأنواع المطلوبة ذات الـ٣ طبقات واستيك بدعامة.

مصطفى: الطلب كثيف على الكمامات تلك الفترة
واتفق معه مصطفى بيسار، أحد أصحاب خطوط إنتاج الكمامات في طنطا، أن الطلب كثيف على الإنتاج خلال هذه الفترة، خاصة مع إعلان رئيس الوزراء الإلزام بارتدائها بعد 30 مايو وتنفيذ عقوبات على عدم ارتدائها، فقال: "الموضوع هينتشر بشكل كبير في مصر الفترة الجاية، وخصوصًا إني بقفل في خطوط أوتوماتيك لأكتر من ٥ مصانع في مصر، ومطلوب مني أوردرات كتير لأن واضح إن موضوع الكورونا قاعد معانا فترة كبيرة".

وأكد "بيسار"، في ختام حديثه مع "الدستور" أنه في الوقت الحالي لن يكفي الإنتاج سوى مليون كل يوم، لذا نحتاج حوالي ٢٠٠ خط لتغطية الكميات المطلوبة كلها.

ومحاولة من الحكومة سد أي عجز قد يحدث في الإنتاج، قامت شركة مصر للغزل والنسيج تصنيع ماكينات بأيدي عمالها لتصنيع الكمامات الطبية وإنتاج أول خط إنتاج لها بمعدل 2400 كمامة فى الساعة الواحدة، وذلك في 8 إبريل الماضي، حيث اجتمع رئيس مجلس إدارة الشركة برؤساء القطاعات الإنتاجية ووجه بسرعة تصنيع ماكينة لإنتاج الكمامات، وتم تشكيل فريق عمل ضم قطاع القطن الطبى والورش الميكانيكية.

وفي 22 مايو الجاري، أكدت نيفين جامع، وزيرة التجارة والصناعة، الانتهاء من وضع اشتراطات إنتاج كمامات من القماش بعد مراجعتها مع وزارة الصحة، لتعميم هذه الاشتراطات على كل مصانع الغزل والمنسوجات والملابس الجاهزة والتأكيد على الالتزام بها في عمليات الإنتاج، بالشكل الذي يحقق الأمن والسلامة للمواطنين، ويمكنها البقاء مع المواطن لمدد طويلة بأسعار مناسبة.