زوجة الشهيد محمد درويش: تلقيت العزاء في زوجى مرة أخرى بعد حلقة «الاختيار»
قالت هالة محمد زوجة الشهيد النقيب محمد درويش قائد كمين الفرافرة، إن ظهور قصة استشهاد زوجها في مسلسل الاختيار، كان له تأثير كبير عليها وعلى نجله البالغ من العمر 9 سنوات، حيث كان ينتظر أن يرى والده الذي استشهد وهو صغير لم يكن يعي شيئًا.
وروت في حديثها لـ«الدستور» أن زوجها استشهد في 19 يوليو 2014، وكان حينها نجليها يحي في الثالثة من عمره، وفريدة تبلغ من العمر عام واحد، فلم يكن لديهما وعي بالحادث، قائلة: "إن قبل الحادث كان الشهيد محمد يقضى معنا إجازة من أول رمضان، وكانت أطول أجازة بالنسبة له، ورجع لعمله في يوم 20 رمضان، واستشهد بعدها بيوم واحد في 21 رمضان"، مشيرة إلى أن الشهيد تحدث معها عبر الهاتف قبل الهجوم على الكمين للإطمئنان علينا.
وأضافت: "بعد الإفطار في يوم استشهاد زوجي، اكتشفت الخبر من خلال التلفزيون، وكان كل توقيعي أنه أصيب لتداول أخبار بإصابته وليس استشهاده، ولم أتأكد إلا عندما تسلمت جثمانه من مطار برج العرب، وحينها تذكرت أنه كان طالبًا للشهادة، حيث إنه قبل استشهاده بعام واحد وقعت حادث رفح الذى استشهد فيه الجنود وقت الإفطار، وكان زوجي قائد الكتيبة، ولكنه لم يكن معهم، وحزن حزنًا شديدًا لعدم استشهاده بين جنوده، وفي العام التالي وفي شهر رمضان استشهد في الموعد نفسه، لأنه كان طالبًا للشهادة ونال ذلك الشرف.
وأوضحت أنها لم تكن تعرف موقع خدمته، فكان شقيقيها وشقيق الشهيد فقط من يعرفون لأنهم من أفراد الجيش، وبعد الحادث تم تكريم اسم الشهيد محمد درويش، وتم إطلاق اسمه على إحدى مدارس الإسكندرية، وكان من أوائل الشهداء في المحافظة، موضحة أنها ترى زوجها في ابنها «يحيى» فهو نسخة مصغرة من والده، وكانت جدته والدة الشهيد تقدم له الطعام الذي كان يحبه والده، فكانت تراه فيه، وحزنت عليه حزنًا شديدًا وتوفيت بعده بعام واحد فقط.
وعن الاختيار، قالت زوجة الشهيد: "كنت أعلم أن قصة الشهيد محمد درويش سوف تكون في المسلسل، وذلك بعد أن أخبارنا الرائد أحمد نصر أحد أفراد الكمين الذي نجا من الحادث، كما تم تأكيد ذلك من قادة السلاح التي كان يتبعهه الشهيد، بإخباري بأن ما يقرب إلى الحقيقة من قصة الشهيد سوف تكون في المسلسل، وكان كل تخوفي أن أرى الإصابة الحقيقية، وهي قنص الشهيد في رأسه، ولكن الحمد لله تم تخفيف الموقف علينا بأن الشهيد أصيب في صدره".
وواصلت حديثها قائلة: "ابني يحيى كان يستعد لتلك الحلقة، وتحدث مع جميع أصدقائه لمشاهدة الحلقة، وكان كل اعتقاده أنه سيرة والده، وليس ممثل سوف يقوم بالدور، وعند لحظة الاستشهاد سألني "كده بابا مات خلاص"، وكأن الحادث عاد من جديد، وتلقيت العزاء في زوجي مرة أخرى، لقيت الناس، وكل الي يعرفوا الشهيد بيعزوني بعد الحلقة، وكنا جميعا في حالة من الانهيار بسبب ذلك المشهد، ولكن كانت هناك موقف كبيرة من أطفال صغيرة، حيث التفو أصدقاء نجلي حوله، وبدأوا بنشر صور والده الشهيد وأخبروه أنهم سعداء بأنهم اصدقاء ابن البطل، وفخورين به".
وأشارت إلى أنها سعدت كثيرا بتجسيد قصة الشهيد محمد درويش بمسلسل الإختيار، وأن المسلسل كان له رد فعل قوي في نفوس أهالي الشهداء، الذين يفرحون بشهدائهم، فهم فخر لهم فالشهيد حى، وفي منزلة عليا نتمنى جميعًا أن نكون بها، وسيرة زوجي باقية لأولاده بما قدمه للوطن.
جاء ذلك على هامش الحوارات، التى أجرتها «الدستور» مع أمهات وأهالي الشهداء، الذين جُسد أدوارهم في مسلسل الاختيار، خلال شهر رمضان المبارك.