رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

العالم هشام العسكرى: لا نستطيع الإجابة عن سؤال «متى ينتهى كورونا؟»

هشام العسكرى
هشام العسكرى

قال الدكتور هشام العسكرى، أستاذ الاستشعار عن بُعد وعلوم نظم الأرض رئيس برنامج علوم الحوسبة والبيانات فائقة السرعة بكلية «شميد» للعلوم بجامعة تشابمان بولاية كاليفورنيا، الذى يتعاون مع وزارة التعليم العالى من خلال تقديم دراسات علوم البيانات للتنبؤ عبر النماذج الرياضية عن تطور انتشار وتفشى فيروس كورونا داخل مصر، وحالات الإصابة والوفيات المتوقعة، لتكون آلية دعم لمتخذ القرار للتعامل مع المستجدات التى تواجهه- إن الدولة المصرية تتعامل مع الأزمة بشكل مثالى، موضحًا أن الإجراءات الاحترازية التى اتخذتها ساعدت على الحد من انتشار الوباء. وأضاف «العسكرى»، فى حواره مع «الدستور»، أن التباعد الاجتماعى هو الطريقة الوحيدة حاليًا والعلاج الوحيد لفيروس كورونا، مشددًا على أنه «لن تستطيع أى دولة مواجهة الوباء بمفردها، دون تعاون الشعب معها».

■ بداية.. كيف تتعاون مع وزارة التعليم العالى فى أزمة «كورونا»؟
- نحن على تواصل مع الدكتور خالد عبدالغفار، وزير التعليم العالى والبحث العلمى، بمجرد انتشار فيروس كورونا، لإعداد إحصائيات ودراسات علمية تكشف رياضيًا عن معدلات انتشار الوباء، لنضع أمام أعيننا رؤية مستقبلية، سواء فى إطار زمنى قريب أو بعيد باستخدام علوم البيانات.
ونحن نطبق بعض النماذج الرياضية المختلفة للوصول إلى أرقام تسهم فى مساعدة متخذى القرار، إذ تضع أمامهم مزيدًا من الحقائق التى تمكنهم من تسخير إمكانيات الدولة لمواجهة هذا الوباء.
■ متى ينتهى الوباء فى مصر وبقية دول العالم؟
- لا نستطيع الإجابة عن هذا السؤال، لكن المعلومات المؤكدة بالنسبة لنا حاليًا، التى توصلتُ إليها بالتعاون مع فريقى البحثى المكون من ٧ أكاديميين بجامعة تشابمان، هى أن الإصابات تزيد بشكل «أُسى»، أى يتضاعف الرقم، إن لم يلتزم المواطنون بالتباعد الاجتماعى، وهذا يعنى تفشى الوباء إلى أن يصل إلى جميع المواطنين، وللأسف مع عدم التزام الناس فإنه من الصعب التنبؤ بمستقبل الفيروس.
■ هل من الممكن أن يؤثر المناخ على معدل انتشار الوباء؟
- لا.. والدليل على ذلك أن دولة سنغافورة، المعروفة بدرجات الحرارة المرتفعة، سجلت عددًا كبيرًا من الإصابات بفيروس كورونا، ولا نزال نرصد تأثير الأشعة فوق البنفسجية «UV» على الفيروس، لمعرفة قدرتها على تدمير كورونا.
وحتى الآن لا نستطيع الربط بين زيادة الأشعة فوق البنفسجية والحد من انتشار الفيروس، لذا فإن المناخ ليس عنصرًا فى معادلة كورونا.
وأرى أن التباعد الاجتماعى هو الحل الوحيد حاليًا للحد من انتشار هذا الوباء، ويجب أن يلتزم جميع المواطنين بذلك، لأن العلماء لم يتوصلوا حتى الآن لأى علاج للفيروس، وكل ما جرى الإعلان عنه هو نتائج مجموعة من التجارب غير المؤكدة، التى تحتاج إلى وقت طويل للتأكد من تأثير كل لقاح محتمل على الفيروس.
■ ما خطتك لنقل خبراتك إلى أبناء وطنك؟
- أتواصل بشكل دائم مع عدد كبير من الشباب المصريين المتخصصين فى نفس مجالى، ومنهم من يستعين بى فى رسائل الماجستير والدكتوراه، ونستهدف بذلك خط دفاع ثانٍ من العلماء المصريين، يساعد فى التوصل لحقائق علمية حول هذا الفيروس، وذلك بالتنسيق مع جهات علمية عالمية مختلفة وفرق بحثية كبيرة على مستوى العالم.
■ كيف يمكن أن تسهم علوم الأرض فى إيجاد حلول واقعية لمجابهة الوباء؟
- بالنسبة لنظم علوم الأرض فهى تستطيع تحديد كمية انبعاثات ثانى أكسيد النيتروجين، وهو يعتبر أحد الغازات التى تنبعث نتيجة النشاط البشرى والتجمعات البشرية وانتقال البشر وعوادم السيارات والمصانع.
ونستخدم الأقمار الصناعية لرؤية خرائط انتشار ثانى أكسيد النيتروجين، ومعرفة الأماكن التى تزيد فيها الانبعاثات، وهذا يعطينا رؤية مختلفة تساعدنا فى كشف الحقائق.
كما تسهم نظم علوم الأرض فى قياس نسبة الانبعاثات ومعرفة الكثافات السكانية فى مصر، ومدى التزام المصريين بالإجراءات الوقائية، إضافة إلى التنبؤ بأعداد الحالات ومعدلات الانتشار اليومية.
■ ما نصيحتك للشباب المصرى فى ظل أزمة كورونا؟
- أنصح جميع المصريين، والشباب خاصة، بعدم الاستهانة بفيروس كورونا المستجد، فلن تستطيع أى دولة فى العالم الانتصار على الوباء دون تعاون من جميع المواطنين، فالقضاء على هذا الفيروس مسئولية الجميع وليس الحكومة فقط، وتعاون أفراد المجتمع المصرى مع الدولة هو أمر حتمى، فمهما اتخذت الدولة المصرية من إجراءات لن تحقق شيئًا دون تعاون أفراد المجتمع مع الحكومة، فنصيحتى للشباب هى التعامل مع الأمر بجدية، فنحن نتعامل مع وباء ثبت علميًا أن الحل الوحيد للقضاء عليه هو التباعد الاجتماعى، فبالتأكيد استمرار التصرف بشكل غير مسئول واستمرار التجمعات، بالرغم من انتشار هذا الفيروس، سينتج عنه شىء سيئ جدًا سوف يؤثر على المجتمع المصرى والدولة بشكل عام.
■ ما رأيك فى جهود الحكومة لمواجهة الوباء؟
- الحكومة تتعامل مع هذا الموضوع بمنتهى الشفافية، ونحن نظن أنه لا يوجد وزير فى العالم كوزير التعليم العالى فى مصر الذى تحدث مع المواطنين بكل شفافية، لذا أرى أن الدولة المصرية تعاملت مع أزمة انتشار فيروس كورونا بطريقة مثالية واحترافية، وذلك من خلال القرارات التى اتخذتها فى بداية انتشار الفيروس.
فيروس كورونا ينتقل عبر السفر، فنحن نعلم أن منشأ هذا الوباء هو دولة الصين، إذ انتقل منها للعديد من الدول بعد ذلك، وبالتأكيد الفيروس لم يولد فى مصر، ولهذا كان قرار تعليق الطيران وغلق المطارات المصرية من قبل الحكومة حكيمًا للغاية، حيث عمل على الحد من انتشار هذا المرض بشكل كبير كما حدث فى العديد من الدول التى تفشى بها المرض بشكل مرعب.
■ ما رسالتك لعلماء مصر فى الخارج؟
- أقول إن مصر هى الوطن الذى نشأنا وترعرعنا به، وقدمت لنا الكثير كعلماء مصريين، ونحن لا نسأل ماذا قدمت لنا مصر، ولكن يجب التفكير فى مساعدة الدولة المصرية لرفع اسمها عاليًا لأنها تمثل بالنسبة لنا الوطن والأرض، فبالتأكيد إذا أصبحت مصر فى مكانة أفضل سيعود ذلك بالخير علينا جميعًا، فنحن من نحتاج إلى مصر وليست هى التى تحتاج إلينا وتستحق منا هذا.