رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«بيزنس».. مراكز علمية ومكتبات تتربح من أبحاث الطلاب

أبحاث الطلاب
أبحاث الطلاب

لم تكن تعلم وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي أن الحل الذي لجأت له بشأن الامتحانات؛ والحفاظ على أرواح طلاب المدارس والجامعات، بأنه سيكون حيلة يستغلها البعض من أجل التربح المادي من ورائها، بشكل يؤذي الطلاب أنفسهم.

تلك الحيلة هي الاتجار بالأبحاث التي أقرتها الوزارتان بديلًا عن امتحانات نهاية العام في سنوات النقل بالنسبة للمدارس والجامعات أيضًا، بعدما ظهرت جائحة فيروس كوورنا المتسجد كوفيد 19، والذي ينتشر في التجمعات والاختلاط بصورة كبيرة.

وعمدت الوزارتان إلى إلغاء امتحانات نهاية العام في مقابل أن يقوم الطالب بتقديم بحث علمي عن كل مادة يدرسها، ويختار الموضوع مع دكتور المادة أو مدرسها ويقوم بالإشراف عليها وتسليمها في الموعد المحدد لذلك، ويكون البحث بديلًا عن الامتحان.

وأعلنت وزارة التربية والتعليم أنها رصدت بالفعل مراكز تعليمية ومكاتب تبيع الأبحاث للطلاب بمقابل مادي، إلا أن وزير التربية والتعليم علق قائلًا على ذلك: "من يدفع ألف جنيه ليشتري بحثًا جاهزًا لابنه يتسبب في ظلم لابنه لأنه حرمه من التعليم وخوض التجربة وبيدفع فلوسًا عشان يؤذي نفسه وأولاده والعقوبة ستكون شديدة".

وبالفعل عمد كثير من الطلاب إلى الاستسهال وشراء الأبحاث من مراكز علمية مقابل أموال بدل من تنفيذه بأنفسهم، منهم عمرو.ع، أحد طلاب جامعة حلوان، يقول: "البحث زيه زي الملزمة اللي كنا بنشتريها آخر السنة من مكاتب الجامعة".

يضيف: "عشان كدة المكاتب بتبيعه للطلاب تساعدهم في إنهم يقدموه بدل من الامتحان اللي الوزارة لغيته، ومش شايفين شيء مش قانوني في الموضوع لأن المكاتب دي معروفة من الوزارة وبتكتب على مدخلها إنها عندها الأبحاث دي وبتبيعها".

يوضح: "اشتريت أبحاث بعض المواد الصعبة، والبعض الآخر أنا عملته بنفسي في المواد السهلة، لأن مش كل الدكاترة بتوافق إنها تساعدنا والأبحاث مش سهلة وليها طريقة معينة، ومعظم الطلبة اشتروا الأبحاث من المكاتب دي".

تواصلنا مع أحد المراكز التعليمية التي تبيع الأبحاث لطلاب المدارس والجامعات، وكان نص الإعلان: "تعلن المكتبة عن فتح باب الحجز لـ10 طلاب آخرين فقط لا غير، وعلى من يرغب في حجز البحث الخاص به التواصل على الرقم للاستفسار".

وحين تواصلنا معه أكد مسؤول المكتبة أنهم يبيعون الأبحاث لطلاب الجامعات في كل المواد، موضحًا: "صفحة الغلاف بتكون لوحدها في فايل تحتوي على المعلومات الأساسية اللي أعلنوا عنها قبل كدة والطالب بيضيف الكود بتاعه واسمه".

وتابع: "باقي البحث هيكون في فايل تاني بيبدأ من الفهرس حتى المراجع، وكل صفحة الفهرس الطالب بيكتب فوق على هامش أي جنب الكود فقط من غير الاسم زي ورقة الامتحان، والبحث كله من 10 – 15 صفحة من المقدمة حتى الخاتمة".

وأضاف: "سعر البحث الواحد 60 جنيها وده يعتبر أقل سعر وسط المكاتب، والدفع عن طريق فودافون كاش، والبحث بيعمله مجموعة من المعيدين بيلتزموا بمنهج ومعايير الجامعة، ومحدش بيعرف أن الطالب مش هو اللي عمله أو أنه اشتراه من المكتبة لأن الشكل واحد".

أما أحمد.ك، طالب في جامعة حلوان، فقد قام بشراء البحث بالفعل من مكتبة قريبة من الجامعة، يقول: "البحث بـ70 جنيه وأوقات بيختلف من مكتبة للتانية، والمكاتب بتوفر الأبحاث في كل المواد وبطريقة سهلة جدًا، والدفع مش بيكلفك تنزل من البيت".

يوضح: "وبعض المكاتب ممكن توصلك البحث لحد البيت، لأن إحنا مش هنعرف نعمل الأبحاث المطلوبة في أجواء الأزمة الحالية، ولا هنعرف نمتحن والأبحاث زيها زي الملازم اللي كنا بناخدها من المكاتب مقابل الفلوس وبتساعدنا على النجاح في الامتحانات".