الأزهر.. بناه الفاطميون لنشر المذهب الشيعي وأغلقه الأيوبيون
عبر التاريخ احتفظ الأزهر الشريف بمكانة كبيرة في قلوب المسلمين ليس فقط بمصر لكن في العالم العربي والإسلامي، ومن المفارقات المهمة في تاريخه فترة التأسيس في عهد الدولة الفاطمية، والتحول في عهد الدولة الأيوبية.
وأسس الجامع الأزهر في عهد الدولة الفاطمية بمصر، ووضع حجر الأساس في 970م 359 هجري، صلى فيه الخليفة المعز لدين الله الفاطمي صلاة الجمعة الأولى من شهر رمضان عام 972م 361 هجري، وسمي في وقتها جامع القاهرة، واعتمد بصفته الجامع الرسمي للدولة الفاطمية بمصر، ومقرا لنشر المذهب الشيعي، من خلال حلقات الدروس التي انتظمت عقب افتتاحه وبدأها القاضي أبوحنيفة بن محمد القيرواني قاضي الخليفة المعز لدين الله، وتولى التدريس أبناء هذا القاضي من بعده، وغيرهم من علماء المذهب الشيعي، وجانب علوم أخرى في الدين واللغة والقراءات والمنطق والفلك.
وظل الوضع على ما هو عليه حتى في مراحل ضعف الدولة الفاطمية، إلى أن جاء صلاح الدين الأيوبي وحكمت الدولة الأيوبية مصر عام 567 بعد ما يقرب من 200 عام، وكان أول ما شغل تفكير الدولة الأيوبية بعد قيامها هو التحرك لعودة مصر السنية وطمس ما فعلته الدولة الفاطمية وإحلال المذهب السني.
ومع مرور الوقت، ترك صلاح الدين أمر المسجد لقاضي القضاة صدر الدين عبدالله بن درباس، وأفتى بأن المذهب الشافعي لا يجيز أن تقام خطبتي جمعة في مدينة واحدة، ومن ثم فلا معني لوجود مسجدين جامعين في مدينة واحدة، وكان الجامع الآخر هو جامع الحاكم بأمر الله، إذ كان مسجدا عمرو بن العاص وأحمد بن طولون يقعان في مدينتي الفسطاط والقطائع بالترتيب، وكانا مستقلين عن القاهرة، وتقرر حينها الاكتفاء بإقامة الصلاة بجامع الحاكم ومنع الصلاة في الأزهر، وبعدها في عام 589 هجري أصدرت الدولة الأيوبية قرارا بغلق الأزهر ليمنع دراسة المذهب الشيعي، واستمر الإغلاق أكثر من 100 عام حتى عادت إليه الدراسة وفقًا للمذهب السني في عهد الظاهر بيبرس.