الرسول فى مصر (26)
محمد الباز يكتب: أهل المدد.. خطة إفساد مزاج الصوفيين فى حب النبى
لم يكن عادلًا أبدًا ما تعرضت له الجماعة الصوفية، ليس فى مصر فقط، ولكن فى العالم كله من حملات تشويه، وصلت إلى إخراجهم من الملة.
تخيّل نفسك مكانهم، تظل حياتك كلها تتقرب إلى الله، وتضع كل ما تملكه فى خدمة نبيه، صلى الله عليه وسلم، ثم يأتى من يقول لك: إنك تسىء إلى الرسول وتعتدى عليه، ليس هذا فقط، ولكن يواجهك بكل غلظة وقسوة بأنك مشرك بالله.
يُحب الصوفيون النبى، صلى الله عليه وسلم، أكثر من أنفسهم، يضعون أرواحهم تحت قدميه وتحت أقدام آل بيته، يسعون إليهم، يجلسون بين أيديهم، يطلبون منهم أن يكونوا شفعاء لهم عند الله، تختلف الطرق وتتعدد أسماؤها، وتتباين مسالكها، لكن يظلون جميعًا مربوطين بسلسلة واحدة حلقاتها عترة النبى من آل بيته، ونهايتها يقف عندها النبى نفسه.
يمكننى أن أجمع كل الطرق الصوفية فى العالم كله حول مائدة واحدة، هى مائدة أهل المدد.
كل موالدهم وأورادهم وحضراتهم ومديحهم وأناشيدهم وبكائهم لا يسعون فيها إلا من أجل أن يكونوا أهلًا للمدد الذى يطلبونه من النبى وآل بيته.
وهنا تأتى نقطة الخلاف، يسعى الصوفيون إلى النبى طالبين منه المدد، لكنهم يجدون من يقطع عليهم الطريق، منتقدينهم ومتهمين ما يفعلونه بأنه خروج عن دين الله.
أعرف أن الصوفيين يضربون بكلام منتقديهم عرض الحائط، لكن مؤكد أن ما يسمعونه يؤرق عليهم بعضًا من عباداتهم، يفسد مزاجهم الرائق فى تقربهم من الله ورسوله وآل بيته.
مبكرًا جدًا نفذت التيارات السلفية خطة ممنهجة لإفساد ما يفعله الصوفيون، وهى خطة قامت على مجموعة من الفتاوى ضربت العمود الفقرى لمعتقدات الصوفية عن النبى، صلى الله عليه وسلم.
لا يمكننى أن أستعرض هنا كل الفتاوى التى حاصرت بها التيارات السلفية جموع الصوفيين، لكن لا مانع من أن نستعرض بعضًا منها.
يعتقد الصوفيون- كما يعتقد بسطاء المسلمين أيضًا وهنا يظهر لنا الجزء الأهم من التدين المصرى- أن النبى، صلى الله عليه وسلم، يسمعنا جميعًا، ليس فى تلقيه صلواتنا عليه، وسلامنا الذى يرد عليه حتمًا، بل إلى كل ما نقوله له، ونسوقه فى طريقه.
على إحدى المنصات السلفية، ورد هذا السؤال: «هل يسمع النبى، صلى الله عليه وسلم، كل دعاء ونداء أو صلوات خاصة عند قبره الشريف، حين يُصلَّى عليه كما فى الحديث: مَنْ صلى علىّ عند قبرى سمعته.. أهذا حديث صحيح أو ضعيف أو موضوع على رسول الله، صلى الله عليه وسلم؟».
لم يشغلنى اسم صاحب الفتوى، التفتّ فقط إلى مدى قسوته وغلظته وهو يتحدث عن النبى، صلى الله عليه وسلم.
اسمعوه وهو يقول: الأصل أن الأموات عمومًا لا يسمعون نداء الأحياء من بنى آدم ولا دعاءهم، كما قال تعالى: «وما أنت بمسمع من فى القبور»، ولم يثبت فى الكتاب ولا فى السنة الصحيحة ما يدل على أن النبى، صلى الله عليه وسلم، يسمع كل دعاء أو نداء من البشر حتى تكون ذلك خصوصية له، وإنما ثبت عنه، صلى الله عليه وسلم، أنه يبلغه صلاة وسلام من يصلى ويسلم عليه فقط، سواء كان يصلى عليه عند قبره، أو بعيدًا عنه، كلاهما سواء فى ذلك، لما ثبت عن على بن الحسين بن على، رضى الله عنهم، أنه رأى رجلًا يجىء إلى فرجة كانت عند قبر النبى، صلى الله عليه وسلم، فيدخل فيها فيدعوه فنهاه، وقال: ألا أحدثكم حديثًا سمعته من أبى عن جدى عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: لا تتخذوا من قبرى عيدًا ولا بيوتكم قبورًا وصلوا علىّ فإن تسليمكم يبلغنى أين كنتم.
يستدير صاحب الفتوى إلى الحديث محل السؤال.
يقول عنه: «أما حديث مَنْ صلى علىّ عند قبرى سمعته ومَنْ صلى علىّ بعيدًا بلغته» فهو حديث ضعيف عند أهل العلم، وأما ما رواه داود بإسناد حسن عن أبى هريرة، رضى الله عنه، أن النبى، صلى الله عليه وسلم، قال: ما من أحد يسلم علىّ إلا رد الله علىّ روحى حتى أرد» فليس بصريح أنه يسمع سلام المسلم، بل يحتمل أنه يرد عليه إذا بلغته الملائكة ذلك، ولو فرضنا سماعه سلام المسلم لم يلزم منه أن يلحق به غيره من الدعاء والنداء.
لن ندخل فى مساحة صحة الأحاديث من عدمها، تهمنا هنا صحة الأرواح والنفوس الهائمة فى محبة الرسول، صلى الله عليه وسلم.
زيارة قبر النبى، صلى الله عليه وسلم، ليست من مناسك الحج أو العمرة، لكن المصريين هم الذين جعلوا من زيارة النبى والصلاة فى روضته والحديث معه والسلام عليه عن قرب من بين المناسك، للدرجة التى يعتقد معها المصريون أن الله لن يقبل حجهم دون زيارة قبر النبى، فهل يمكن أن تقنعهم بكلام عن أحاديث صحيحة أو أحاديث ضعيفة.
لم تتوقف خطة السلفيين عند هذا القدر، امتد ما فعلوه إلى المساحة الكبرى التى تربط بين النبى، صلى الله عليه وسلم، وكل محبيه من صوفيين أو غيرهم.
اسمحوا لى أن أتوقف عند أحد رموز السلفية الكبار.
إنه الشيخ عبدالعزيز بن باز.
واحد من أصنام الجماعات السلفية الكبار، وأعتقد أنه واحد من أكثر من طعنوا الصوفيين فى عقائدهم حول النبى، صلى الله عليه وسلم.
على موقعه الرسمى جاءه سؤال، يقول صاحبه: نسمع أقوامًا ينادون «مدد يا رسول الله» أو «مدد يا نبى».. فما الحكم فى ذلك؟
قال ابن باز: هذا الكلام من الشرك الأكبر، ومعناه طلب الغوث من النبى، صلى الله عليه وسلم، وقد أجمع العلماء من أصحاب النبى وأتباعهم من علماء السنة على أن الاستغاثة بالأموات من الأنبياء وغيرهم، أو الغائبين من الملائكة أو الجن وغيرهم، أو بالأصنام والأحجار والأشجار أو بالكواكب ونحوها من الشرك الأكبر، لقول الله تعالى: «وأن المساجد لله فلا تدعو مع الله أحدًا»، وقوله سبحانه: «ذلكم ربكم له الملك والذين يدعون من دونه ما يملكون من قطمير، إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير».
يُعدِّد ابن باز آيات قرآنية كثيرة تسير فى نفس الطريق، ليخلص بعد ذلك إلى أن الله أرسل الرسل وأنزل الكتب ليُعبَد وحده لا شريك له بأنواع من العبادة مثل الدعاء والاستغاثة والخوف والرجاء والصلاة والصوم والذبح والنذر، وغير ذلك من أنواع العبادة، وأخبر أن المشركين من قريش وغيرهم يقولون للرسل ولغيرهم من دعاة الحق: ما نعبدهم- يعنون الأولياء- إلا ليقربونا إلى الله زلفى، والمعنى أنهم عبدوهم ليقربوهم إلى الله ويشفعوا لهم، لا لأنهم يخلقون ويرزقون ويتصرفون فى الكون، فأكذبهم الله وكفرهم.
يخلص ابن باز من كلامه إلى أن الواجب على جميع الجن والإنس أن يعبدوا الله وحده، وأن يخلصوا له العبادة، وأن يحذروا عبادة ما سواه من الأنبياء وغيرهم، لا بطلب المدد ولا بغير ذلك من أنواع العبادة، عملًا بالآيات المذكورات وما جاء فى معناها، وعملًا بما ثبت عنه، صلى الله عليه وسلم، وعن غيره من الرسل، عليهم الصلاة والسلام، أنهم دعوا الناس إلى توحيد الله وتخصيصه بالعبادة دون سواه، ونهوهم عن الشك به وبغيره.
أعرف أن أهل المدد من الصوفيين عندما يقرأون مثل هذه الفتاوى يضحكون حتى يستلقون على أقفيتهم من المنطق الذى يخاصم أى إنسانية وأى منطق وأى قلب وأى عقل.. وأزيد لكم أى فهم أيضًا.
لن أناقش ما قاله عبدالعزيز بن باز، سأعرض لكم فقط ما قالته دار الإفتاء المصرية فى المسألة نفسها، وقد جاءها السؤال نفسه الذى ورد لـ«ابن باز» ولكن مُجزأ على سؤالين.
كان السؤال الأول الذى ورد إلى دار الإفتاء عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك هو: ما حكم الشرع فى قول «مدد يا آل البيت»؟
وكانت الإجابة من أحد أمناء دار الإفتاء المعبر عن منهجها وفهمها نصًا: إن المدد فى أصله من الله سبحانه وتعالى، وطلب المدد من الله سبحانه وتعالى فهذا هو الحقيقة، بينما طلبه من آل البيت فهو على سبيل السبب، وهو جائز بشرط أن يتيقن الإنسان أن الله هو السبب الحقيقى.
السؤال الثانى كان: ما حكم قول «مدد يا رسول الله»؟
وكانت الإجابة: نقول إن الرسول أو أى إنسان آخر سواء كان نبيًا أو رسولًا ليس مصدرًا لعطاء، أما فيما يتعلق بمظهر المدد أى على يد من جاء المدد أو أظهره الله على يد من، فإنما أظهره الله على يد رسول الله، فإذا ما قلت «مدد»، فمعنى ذلك أن النبى هو مظهر هذا العطاء، فقد أخرجنا رسول الله من الظلمات إلى النور وسعادة الدارين باتباعه والشفاعة تكون له يوم القيامة، وبهذا الفرق يتضح المعنى، فإذا أردت أن تنظر إليه على أنه مظهر هذا المدد فلا حرج عليك.
الفتوى تأتينا صريحة جدًا، يجوز قول «مدد يا رسول الله» ولا يوجد مانع شرعى فى ذلك، فمن يدعو بهذه الصيغة لا يقصد أن يبعث له الرسول المدد، ولكن المقصود هو طلب العون والمدد من الله عز وجل ببركة سيدنا النبى، صلى الله عليه وسلم.
ما رأيكم أن نستأنس برأى الدكتور على جمعة، ليس لأنه أحد العلماء الثقات فقط، ولكن لأنه أيضًا من أهل المدد، وهو أيضًا شيخ طريقة يأخذ عليه المريدون العهد.
عند الدكتور على جمعة وجهة نظر خاصة فى معنى المدد، فمعناها كما يقول أن يستغفر الرسول لطالب المدد عند الله وأيضًا يطلب الدعاء له.
يستكمل جمعة رؤيته: فهناك بعض الأشخاص الذى يفسرون كلمة «مدد» بمعنى يُكفّر صاحبها، دون أن يعرف هؤلاء أن «مدد يا رسول الله» تعنى «مدد فى دعائه»، لأن الرسول، صلى الله عليه وسلم، قال: تعرض علىّ أعمالكم فإن كان خيرًا حمدت الله وإن كان غير ذلك استغفرت لكم.
يواصل «جمعة» مواجهته، يقول: هناك تأويلات غريبة، فيقولون «مدد» يعنى أنك طلبت منه، لكن نحن فى مصر تعودنا على أن نقول «مدد يا رسول الله»، أو «مدد يا حسين»، يعنى «ادع لنا يا رسول الله» و«ادع لنا يا حسين»، وهنا يسألنى معترض: يعنى هل هو يسمعك؟ وأقول لمن يقول ذلك: يعنى إبليس يسمعنى، ومقام النبى، صلى الله عليه وسلم، لا يسمعنى أو روح سيدنا الحسين لا تسمعنى.
وبروح مصرية خالصة تجد الدكتور على جمعة يقول بعاميته المعروفة عنه: فيه واحد يقول للتانى: قابلنى عند سيدنا الحسين، فيرد عليه ويقول له: لا، وكأن فيه صنم جوه المسجد، إلى هذا الحد هو ده الخطوة الأولى لتكفير المسلمين، أنا أقول له: طيب مدد يا رب عشان تبقى تفهمها، وإحنا أمة موحدة وغاية فى التوحيد، ومجردة غاية التجريد، فبلاش اتهام المسلمين بالشرك بالشكل ده، سيد الخلق أجمعين بنلتمس منه الدعاء علشان يدعو لنا.
أعتقد أن الأمر لا يحتاج إلى مزيد من التدخل، فما قاله على جمعة يكفى للرد على هؤلاء الذين يدخلون بطالبى المدد إلى أرض الشرك، ما أريد التأكيد عليه أن الروح المصرية هنا فاصلة جدًا، تشعر فيها بفيض من المحبة والحنان، اللذين على جناحيهما يصبح كل شىء مباحًا فى ساحة الرسول، طالما أن المصريين يعرفون حق الله عليهم ولا يجورون عليه، وهو ما يفهمه كثيرون من الذين يتعاملون مع النصوص وكأنها بقرة مقدسة.
لا يقف الدكتور على جمعة وحده ليدافع عن المدد وأهله والذين يطلبونه، يمكننا أن نلمح على البُعد الدكتور أحمد عمر هاشم، الذى يمكن التعامل معه بعيدًا عن المناصب السياسية والإدارية التى باشرها خلال حياته العملية كأحد علماء الحديث الكبار، وأحد أقطاب الصوفية أيضًا.
فى حوار قديم معه، حسم الأمر بأنه نعم يجوز التوسل بالصالحين من عباد الله، لأن هذا التوسل هو توسل بقربهم من الله ودعائهم إلى الله سبحانه وتعالى، وقد كان الصحابة يتوسلون برسول الله، صلى الله عليه وسلم، فى دعائهم إلى الله.
فكّك الدكتور هاشم مقولة البعض بأن الله عندما قال فى القرآن: «وإذا سألك عبادى عنى فإنى قريب» أراد أن يزيح الوسطاء من الطريق بينه وبين عباده، يقول: قوله تعالى «فإنى قريب» لا يقطع الطريق أمام التوسل، لأن قوله تعالى «وإذا سألك عبادى عنى فإنى قريب، أجيب دعوة الداعى إذا دعانى، فليستجيبوا لى وليؤمنوا بى لعلهم يرشدون»، معناه أن الله قريب من عباده إذا سألوه أجابهم ولبى طلبهم، لكن الشفاعة أو التوسل لا تتعارضان مع هذا، فالتوسل وارد وذلك عندما قال الرسول، صلى الله عليه وسلم: «اللهم إنى أسألك بحق السائلين علينا»، وقال العلماء «بحق السائلين» أى من الأنبياء ومن الصالحين والمنتقلين.
تكرر السؤال الذى يبدو أنه لا ينقطع أبدًا، ففى كل عصر وكل مكان يردد الناس: ما حكم أن يقال أحدهم «مدد يا رسول الله» أو «مدد يا حسين»؟
يجيب أحمد عمر هاشم: من البديهى أنه لا يُسأل إلا الله، لأن الرسول، عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام، قال «إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله»، ولكن كلمة «مدد يا رسول الله» جرت على ألسنة بعض المحبين من باب المحبة للرسول، عليه الصلاة والسلام، وليس أكثر.
لا يزال معى ما أعتقد أنه يمثل أهمية خاصة فى قصة المدد.
ما رأيكم أن نركن قليلًا إلى الشيخ الشعراوى الذى امتزج العلم عنده بأطياف التصوف، وهو يرد على الذين يبعدون المسلمين عن طلب المدد من النبى، صلى الله عليه وسلم.
كان الشيخ الشعراوى يروى لمستمعيه عما قاله عمر بن الخطاب، رضى الله عنه، عندما كان يعانى المسلمون من الجفاف ويتمنون على الله أن ينزل عليهم المطر.
يقول: قال عمر كنا نتوسل برسول الله إليك يا رب لتسقينا، ولكن رسول الله قد انتقل إلى رفقتك، فبمن نتوسل؟ إننا نتوسل إليك بعم نبيك العباس.
ويسأل الشعراوى: لماذا يتوسل عمر بعم النبى؟
ويجيب هو: لأن عمر كان فى وقت الضراعة، وفى هذا الوقت نشأت الحاجة، وكان من المحتاجين عم النبى، وكأن عمر يقول لله: إذا كنا لا نستحق منك حاجة، فأكرمنا من أجل عم نبيك، وأنزل لنا الماء.
يقتحم الشعراوى المسألة الحرجة، يقول: هناك من سيقول لك إن ما فعله عمر دليل على أن الميت لا يتوسل به لأنه ميت بدليل أن عمر فى الاستسقاء لم يتوسل بالرسول لأنه ميت وتوسل بعم الرسول لأنه لا يزال حيًا.
يفكك الشعراوى هذا الرأى بقوله: سأقول لمن يقول ذلك صدقت، فعمر لم يتوسل بالرسول، لكنه بمن توسل؟ هل توسل بالعباس أم بعم النبى؟
لقد توسل عمر بعم النبى أى بأحد أقاربه، فقيمته لا يستمدها من نفسه بل من صلة قرابته بالنبى، ويسأل الشعراوى: لماذا فعل عمر ذلك؟
ويجيبك: لقد نقل عمر الأمر من الرسول الذى لن ينتفع بالماء لأنه ميت إلى عمه الذى سينتفع بالماء لأنه لا يزال حيًا.
ويختم الشعراوى ما يذهب إليه بقوله: الذين يريدون أن يأخذوا من هذا الحديث دليلًا على أن التوسل لا يجوز بالميت، أقول لهم: الحديث ضدكم وليس لكم، لأنه أثبت أن التوسل جائز بمن ينتسب إلى الرسول.
قد ترى فيما سردته عليك إزعاجًا من نوع ما.
ما لك أنت وهذا الجدل الذى لا ينتهى؟
ما لك أنت وهذه الفتاوى والآراء والأفكار التى تخص أصحابها؟
ما لك أنت بمن يُكفّرك أو حتى بمن يشد على يديك ويقول لك إنك تسير على الطريق الصحيح؟
أليس لديك عقل تفكر به؟
أليس لديك قلب تستفتيه، يمنحك الراحة والأمان أو ينغص عليك حياتك؟
اذهب إليه، لا تستعن بأى من هؤلاء جميعًا، كل منهم يقول ما يرى أنه صحيح، بصرف النظر عما تراه أنت أو تريده أنت.
يطلب المصريون المدد من الرسول، صلى الله عليه وسلم، ومن آل البيت ومن الأولياء ومن القديسين، وهم يعرفون جيدًا أنهم لا يشركون بالله أحدًا، كل ما فى الأمر أنهم يدفعون بين يديه بمن يحبهم.. والحبيب لا يرفض طلبًا أبدًا لحبيبه.. أو يتجاهل طلبًا لمن يحب حبيبه.