رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تقرير لـ"فاو" يكشف أثر كورونا على الأمن الغذائى فى المنطقة

فاو
فاو

ذكر تقرير صدر حديثًا عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) بعنوان "كوفيد-19" وآثاره على الأمن الغذائي في منطقة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا: "كيف تكون الاستجابة؟" أن مستوى توافر الغذاء في منطقة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا مُرضٍ بشكل عام في معظم بلدان المنطقة، ولكن بعضها لا يزال عرضة للمخاطر المتعددة الناجمة عن"كوفيد-19".

وأوضح التقرير أن 6 مجالات عمل يجب على الحكومات التركيز عليها لوضع خطط عمل للأمن الغذائي وتنفيذها في هذه الأوقات الصعبة، منها ضمان استمرارية سلسلة الإمدادات الغذائية العالمية، والتنسيق والتشاور المؤسسي مع جميع الجهات الفاعلة في سلسلة القيمة الغذائية مع تنفيذ التدابير الصحية لوقف انتشار "كوفيد-19".

وأوضح التقرير أن مجالات العمل لتحقيق الأمن الغذائي تشمل أيضا حماية الأشخاص الذين فقدوا وظائفهم والفئات الضعيفة، بما في ذلك المزارعون ودعم صغار المنتجين والشباب الريفيين وتشجيع الابتكار، وتعزيز النظم الغذائية الصحية أثناء الجائحة وبعدها، ودعم العمل الجماعي الإقليمي لحماية المتضررين من الأزمات في المنطقة.

وقال التقرير إن جائحة "كوفيد-19" قد كشفت عن هشاشة النظم الصحية والغذائية في المنطقة. وقد أظهرت هذه الأزمة مدى ترابط أهداف التنمية، وهي توفر أساسًا منطقيًا قويًا لإجراء التحول في أنظمتنا الصحية والغذائية من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ويقدم عقد العمل الإطار اللازم لتحقيق هذا التحول

ومن جانبه قال عبد السلام ولد أحمد، المدير العام المساعد للفاو والممثل الإقليمي للشرق الأدنى وشمال إفريقيا: "يجب ألا تشعر البلدان في جميع أنحاء المنطقة بالذعر أو الخوف من أزمة الغذاء، يوجد في المنطقة ما يكفي من احتياطي الغذاء وإنتاج المحاصيل لخدمة السكان. ومع ذلك، يجب أن نتخذ احتياطاتنا للمخاطر المستقبلية التي يسببها كوفيد-19، ولا سيما في البلدان الأكثر ضعفًا المتضررة من النزاعات أو عدم الاستقرار".

وأضاف ولد أحمد أنه يعيش في الدول العربية 55 مليون جائع بالفعل، ولا يزال النزاع هو المحرك الرئيسي للجوع في جميع أنحاء المنطقة، إذ يعيش أكثر من 40 مليون من هؤلاء الجياع في بلدان النزاع، مقارنة بحوالي 14 مليون شخص جائع يعيشون في بلدان لا تعاني من النزاع. وهناك مخاوف من أن تؤدي جائحة "كوفيد-19" إلى تفاقم الوضع في المنطقة، مع تدهور الاقتصادات وفقدان الوظائف وتعطل الأسواق.

وأوضح الممثل الإقليمي للشرق الأدني وشمال إفريقيا لمنظمة "الفاو"، إنه رغم استقرار الوضع حاليًا، إلا أن الجائحة العالمية قد تؤثر سلبًا على بعض بلدان منطقة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا، إذ قد تتعرض البلدان إلى صدمات أولية على صعيد العرض والطلب مرتبطة بـ"كوفيد-19"، ومع ذلك فإن تفاقم الركود الاقتصادي العالمي وفترة طويلة من الاضطراب في سلاسل التوريد العالمية والمحلية قد تكون لها آثار كبيرة على إنتاج الغذاء توافره وإمكانية الوصول له.

وأضاف ولد أحمد: "يعيش في البلدان المتضررة من النزاع وعدم الاستقرار في المنطقة 30.8 مليون شخص يعانون من أزمة غذائية، وهم الأكثر عرضة للمعاناة من الاضطرابات الناجمة عن الوضع العالمي الحالي".

وقد تنزلق هذه البلدان نحو مستوى أكثر من انعدام الأمن الغذائي ولا سيما إذا تم قطع أو تعطيل شريان المساعدات الغذائية.

وسلط التقرير الذي صدر حديثًا الضوء على الإجراءات التي اتخذتها دول المنطقة للتخفيف من الآثار الاقتصادية للأزمة، لكنه يتساءل عما إذا كانت لديها القدرة على الحفاظ على هذه الإجراءات على مدى فترة أطول. فقد قدمت معظم دول المنطقة حزمًا اقتصادية، وأسست صناديق طوارئ، وعززت برامج الحماية الاجتماعية. كما تم إيلاء اهتمام خاص لقطاع الزراعة، على سبيل المثال، من خلال تأخير الضرائب وتوفير تسهيلات ائتمانية جديدة للمزارعين.