مطار مصراتة.. مرفق حيوى اتخذه أردوغان ممرًا لنقل المرتزقة
كثفت حكومة الوفاق برئاسة فائز السراج وبدعم تركي، من نقل المرتزقة السوريين إلى ليبيا، وخاصة طرابلس، في ظل تزايد الخسائر في صفوف ميلشيات الوفاق والمرتزقة والقوات التركية، وقطع معظم طرق الإمدادات، وباتت اليوم حيلة أردوغان وأعوانه في عملية التهريب عبر طريق مصراتة الدولي الموجود في مدينة مصراتة والخاضعة لسيطرة الميلشيات المسلحة.
مطار مصراتة.. مرفق حيوي حوله السراج لمنبع الإرهاب
يعد هذا المطار من أهم المطارات الموجودة في ليبيا، حيث يسيّر رحلات داخلية في عموم البلاد، وكذلك خارجية وخاصة إلى دول الجوار الغربي لليبيا مثل تونس والجزائر.
ويبعد المطار عن وسط مدينة مصراتة بحوالي 5 كلم، وتقع بجانبه قاعدة جوية تسيطر عليها ميلشيات حكومة الوفاق والإخوان، وهو ما يساعد في تأمين نقل المرتزقة والإرهابين والعتاد الحربي من تركيا وغيرها؛ لصعوبة استهدافها من قبل الجيش بشكل كبير مقارنة بالمطارات الأخرى.
ويمثل هذا المطار شريانا حيويا لميلشيات حكومة الوفاق، فمع تعرض مطار معيتيقة للقصف بشكل متكرر بسبب وجود الأتراك والمرتزقة فيه، يتم غلقه لفترات طويلة تصل لأشهر ويتم تحويل الرحلات إلى مطار مصراتة.
ومن بين الشركات التي تعمل في هذا المطار شركة الأجنحة الليبية التابعة للإرهابي عبد الحكيم بلحاج، أحد قيادات التنظيمات الإرهابية بليبيا، والتي تعمل على نقل المرتزقة والأسلحة إلى البلاد.
منفذ تركيا لإدخال المرتزقة الجدد
استطاع الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر قطع العديد من طرق إدخال المرتزقة إلى ليبيا، سواء من جنوب البلاد أو عبر البحر، كما استهدف الأماكن العسكرية بمطار معيتقية الموجود في طرابلس أيضا، وكذلك مطار طرابلس ذاته، ما جعل إمكانية استقدام المرتزقة والجنود الأتراك عبره غير آمنة، رغم إدخالهم عبر طائرات مدنية غير مرصودة.
وكشفت مصادر داخل مطار مصراتة، أمس الأحد، عن أن طائرة تابعة للخطوط الأفريقية، قادمة من تركيا، هبطت في المطار وعلى متنها 122 مرتزقًا سوريًا، من أجل تعويض الخسائر في صفوف المرتزقة الذين قُتلوا خلال المواجهات مع الجيش في محاور طرابلس، حيث بلغت حصيلة القتلى في صفوفهم 298 مقاتلًا حتى اليوم، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وبدأت تركيا تنقل المقاتلين عبر مطار مصراتة، بسبب صعوبة نقلهم الآن عبر مطاري طرابلس ومعيتقية، لقدرة الجيش على رصد هذه الدفعات واستهدافها في المطار، كما حدث من قبل في ظل قدرته على الوصول إلى هذه المناطق.
وفي يناير الماضي، حينما تم فرض هدنة لوقف إطلاق النار في عموم ليبيا، تم رصد إدخال مئات المرتزقة إلى طرابلس قادمين من مصراتة عبر مطارها، بجانب نقل الذخائر والمقذوفات والصواريخ المتقدمة، مستغلين الهدنة لتعزيز ميلشيات الوفاق موقفها العسكري في الجبهات، ولسد النقص في الأفراد والآليات في المحاور.
ومطلع يناير الماضي تم تسيير 14 رحلة جوية، على مدار 24 ساعة فقط، بين مطاري مصراتة الدولي ومطار إسطنبول التركي، وفي اليوم التالي لها وصلت 8 رحلات لمطار مصراتة الدولي، قادمة من مطار إسطنبول.
وبخلاف نقل المرتزقة عبر مطار إسطنبول يتم أيضا نقل جثث المرتزقة السوريين والجنود الأتراك عبر مطار مصراتة لصعوبة رصده، كما يتم نقل المصابين والجرحى من ميلشيات الوفاق والمرتزقة عبر المطار إلى تركيا لتقلي العلاج في المستشفيات التركية.
الجيش الليبي يكشف خطط تركيا والسراج في مطار مصراتة
وفي اعترافات مصورة نشرها الجيش الليبي أبريل الماضي، لمرتزقة سوريين تم القبض عليهم في محاور "بوسليم - طرابلس" ومحور "بوقرين" شرقي مدينة مصراتة، أكدوا وصولهم من تركيا إلى ليبيا عبر مطار مصراتة وآخرين قدموا عبر مطار معتيقية، مشيرين إلى أنهم قدموا من مدينة غازي عنتاب الحدودية مع سوريا مرورا بإسطنبول، ثم حط الوصول إلى مطار مصراتة، وبعد ذلك يتم توزيعهم على محاور طرابلس.
وفي تسجيلات مصورة أخرى نشرها الجيش الليبي مطلع مايو الجاري، قال أحد المرتزقة السوريين إن ضباط تابعين للاستخبارات القطرية والتركية يسيطرون على مطار مصراتة، مشيرًا إلى أن 5 ضباط من الاستخبارات القطرية استقبلوا مقاتلين سوريين في مطار مصراتة فور وصولهم من إسطنبول.
وأوضح المرتزق السوري أنه تم نقله هو ومجموعة أخرى إلى منطقة غازي عنتاب، ومنها إلى إسطنبول بطائرة عسكرية؛ لتقلهم بعد ذلك طائرة مدنية من مطار إسطنبول إلى مطار مصراتة.
وسبق أن أكد الجيش الليبي أن تركيا أرسلت حتى الآن أكثر من 17 ألف مرتزق سوري إلى البلاد، وتستعد لإرسال دفعات إضافية بعد تلقيهم لتدريبات في معسكرات بتركيا، من ضمنهم مقاتلين كانوا قادة في صفوف تنظيم داعش الإرهابي وجبهة النصرة وجماعات القاعدة.