الرسول فى مصر «25»
محمد الباز يكتب: البحث عن النبى محمد فى الموالد
لا أعرف على وجه التحديد لماذا كنا نطلق على هذه الاحتفالية الضخمة اسم مولد النبى؟
فى قريتنا البعيدة كنا ننظم احتفالية تستمر سبعة أيام، نعيش خلالها طقوسًا خاصة ننتظرها من العام للعام، لم تصادف هذه الاحتفالية شهر ربيع الأول الذى يتم فيه الاحتفال رسميًا بالمولد النبوى، وتحديدًا يوم ١٢ منه، لكننا جميعًا كنا نتفق على أنه مولد للنبى، صلى الله عليه وسلم.
خلال خمسة أيام كان وسط البلد يتحول إلى كرنفال، خيام يسكنها غرباء ينتمون إلى طرق صوفية مجهولة، أصحاب ألعاب يلهو بها الأطفال ويتسابقون إليها، وألعاب للكبار يتنافسون لإثبات براعتهم فيها، ثم تأتى الليلة الصغيرة التى يحييها مداحون داخل الخيام، تعقبها الليلة الكبيرة التى يحييها «صييت» شهير، وكان هناك نجمان يتنافسان فى إحياء هذه الليالى، هما الشيخ أحمد مجاهد والشيخ محمد عبدالهادى وآخرون لا تسعفنى الذاكرة بأسمائهم.
كنت أميل إلى الشيخ محمد عبدالهادى رغم أن صوت الشيخ أحمد مجاهد وأداءه يطيبان لى.
«عبدالهادى» كان أقصر قامة وأقل جاذبية وحضورًا من «مجاهد»، لكننى كنت ألمس فى صوته حنانًا غريبًا لا أجده فى صوت الشيخ «مجاهد».
لو بحثت عنهما الآن ففى الغالب ستجدهما فى رحمة الله، لكنهما لا يزالان باقيين فى الذاكرة التى يحتل مدح النبى، صلى الله عليه وسلم، الجزء الأكبر فيها.
كنا نحبس أنفاسنا فى انتظار الزفة الكبرى، عشرات من السيارات نصف النقل، كل فئة تعرض نفسها فوقها وهى تمر فى شوارع القرية، أقف لتمر من أمامى نمرة الجزارين ثم نمرة الحلاقين ثم نمرة السواقين، وكل سيارة عليها من ينشد حبًا وكرامة للنبى، وفى مقدمة السيارات خيول يركب كلًا منها أب وأمامه طفله الذى قرر أن يجرى له عملية «طهارة» بعد أن تنتهى الزفة مباشرة.
لم يكن النبى، صلى الله عليه وسلم، حاضرًا فى هذا المولد بأى شكل من الأشكال رغم أنه كان يحمل اسمه، حتى «الصييت» الذى كان يبدأ بمدح النبى، كان يتعجل الانتهاء من مدحه، حتى يقص علينا قصة من الحياة فيها آية وموعظة.. وهى القصة التى كان يبكى من فرط تأثيرها الجميع، يقومون بتسجيلها عبر أجهزة التسجيل الكثيرة، دون أن يسألهم أحد عن حقوق الملكية الفكرية.
ظل السؤال يلازمنى طوال حياتى، ما الذى كان يجعلنا نطلق على هذه الاحتفالية اسم «المولد النبوى» رغم أنها لم تصادف يوم المولد الحقيقى فى ربيع الأول فى أى عام؟
ما رأيك أن نقترب معًا من منظومة الموالد فى مصر، ببحث بسيط لن يكلفك شيئًا ستعرف أن فى مصر وعلى مدار العام هناك ما يقرب من ٢٨٥٠ مولدًا، يمكن أن نُصنّفها على أنها موالد دينية وموالد شعبية.
الموالد الدينية منها الإسلامى ومنها المسيحى، وكل منها يرتبط بولى من الأولياء أو بقديس من القديسين، وفى الموالد الإسلامية سنجد موالد ترتبط بآل البيت.. سيدنا الحسين والسيدة زينب والسيدة نفيسة والسيدة سكينة، وفى المسيحية سنجد موالد كثيرة باسم العدرا مريم، وهى موالد محددة المواعيد والطقوس، فهى إلى الجوانب الروحية فيها، مناسبة للتجارة والمكسب، فليس كل ما فى الموالد يخص أهل الله وأمور الآخرة، الجزء الأكبر منها يرتبط بأهل الدنيا وأحوالهم.
من بين هذه الموالد مولد النبى الرسمى الذى تحتفل به الدولة، وتمنح العاملين بها وفى القطاع الخاص إجازة رسمية.
فى المولد الرسمى للنبى، صلى الله عليه وسلم، تتحول الشوارع إلى شوادر لتجارة حلوى المولد، وهو تقليد استقرت عليه مصر منذ الدولة الفاطمية التى جاءت ومعها الاحتفالات بالمناسبات الدينية وتحديدًا المولد النبوى.
فى قريتنا كنا أطفالًا ننتظر هذا اليوم حتى نحصل على الحلوى مجانًا من التجار الذين يتقربون إلى النبى ويطلبون مرضاته بتوزيع الحلوى طوال هذا اليوم مجانًا ودون مقابل.
دون أن يخبرنى أحد تعاملت مع احتفاليتنا القديمة على أنها مولد شعبى للنبى، صلى الله عليه وسلم، وأعتقد أن هناك موالد شعبية أخرى كان أهل القرى الذين لا يملكون وليًا يقيمون مولدًا على اسمه يقيمونها فى الوقت الذى يختارونه محبة فى النبى وطمعًا فى البركة والخير، فكل ما يتعلق بالنبى بالنسبة للمصريين خير.
منذ سنوات بعيدة تبخرت هذه الاحتفالية كما تبخرت طقوس كثيرة من حياتنا يرتبط كلها بما يمكننا تسميته «الإسلام المصرى»، ولم يكن غريبًا بالنسبة لى أن تتلاشى هذه الاحتفالية فى الوقت الذى بدأت الجماعات السلفية تظهر فيه بين شوارع قريتنا وفى مساجدها.
الغريب أن أول من اعترض على إقامة هذه الاحتفالية كان إمام المسجد الأزهرى، الذى لم نلحظ عليه تشددًا ولا مغالاة فى أمور الدين، على العكس تمامًا كان طيب القلب واسع الأفق، لكننا وجدناه فى خطبة الجمعة التى أعقبت أحد موالدنا، نسيت أن أقول لكم إننا كنا نحتفل بالمولد النبوى يوم الخميس وليس يوم الإثنين.
وقف الإمام الأزهرى ينتقد ما فعله أهالى القرية، اتهمهم فى دينهم، قال إن الاحتفال الذى يُقام كل عام بدعة لا يرضى عنها الله ورسوله، وإن ما يحدث خروج عن الإسلام، وكل من يسهم فيه ولو بكلمة سيُلقىَّ حسابًا عسيرًا يوم القيامة.
كان الحديث غريبًا، فالذين كانوا يحتفلون كانوا يجمعون من بعضهم تكلفة الاحتفالية، يقدمون الطعام للمحتاجين، يأتون بمن يمدح فى الرسول، أو حتى يسمعون منه قصة فيها عظة، فأى شىء يمكن أن يغضب الله فى ذلك؟
توقع الإمام الأزهرى الذى بدا لنا غريبًا فيما يقوله أن يستجيب الناس له، أن يعتذروا عما فعلوه، أن يطلبوا منه أن يستغفر الله لهم، علّ الله يغفر لهم خطاياهم، لكنهم لم يفعلوا ذلك، ركبوا دماغهم، قرروا أن يقيموا مولدًا آخر، التفتوا إلى قبر صغير كان بجوار المسجد الكبير، كنا نعرف أن أحد الأولياء مدفون فيه، دون أن نعرف شيئًا عن أصله أو فصله.
على وجه السرعة هدم أهالى القرية القبر الصغير المهجور، وأقاموا قبرًا كبيرًا للولى، وقرروا أن يحتفلوا به، جمعوا من بعضهم تكلفة المولد، وحددوا له موعدًا، فعلوا كل ذلك حتى يغيظوا الشيخ، هكذا أعلنوا، لكنهم فى الحقيقة، وكما أعتقد، كانوا يريدون أن يؤكدوا لأنفسهم أنهم لم يرتكبوا خطأ فى حق النبى، صلى الله عليه وسلم، عندما احتفلوا به، حتى لو كان الاحتفال فى غير يوم مولده، كانوا يريدون أن يحموا أنفسهم من غضب الله الذى أكد لهم الشيخ أنه واقع على رءوسهم لا محالة.
الغريب أننا وجدنا للولى المجهول مريدين جاءوا لإحياء ليلته من كل مكان، والغريب أيضًا أن أهالى القرية لم يقيموا له هذا الاحتفال مرة أخرى، فلم يكونوا فى حاجة إلى ذلك بعد أن حققوا غرضهم وأخذوا حقهم من الشيخ الذى اتهمهم فى دينهم وزايد عليهم فى محبتهم لرسول الله، صلى الله عليه وسلم.
يمكن أن يُبسّط أحدهم الأمر، ويقول لنا بإن الموالد فى النهاية ظاهرة اقتصادية، فالذين يحرصون عليها يفعلون ذلك لأنها تشهد نشاطًا اقتصاديًا هائلًا لا يمكن التفريط فيه، وما يشير إلى أن الموالد تحقق أرباحًا هائلة، أن وزارة الأوقاف المسئولة عن مساجد الأولياء تخصص ١٠ بالمائة من عائد صناديق النذور للإنفاق على الموالد، ويكفى أن تعرف أن هذه النسبة تتجاوز الملايين كل عام.
يمكن أن يكون الكلام طيبًا، لكن ما يغفله أصحاب هذه النظرية أن الموالد فى النهاية حالة روحية حتى لو اختلطت بمظاهر شيطانية.
يبحث المصريون طوال الوقت عن الفرحة، يُحوّلون أى مناسبة لكرنفال، وقبل أن تعترض طريقى وتقول: أى فرح يبحث عنه المصريون وهم يحتفلون بموتى، مع تقديرنا لمقام كل الأولياء والقديسين؟
سأتوقف معك هنا قليلًا، واسمح لى أن أمسك أنا بالسؤال: ومَنْ قال لك إن المصريين يتعاملون مع الرسول أو الأولياء من المسلمين أو القديسين من المسيحيين على أنهم موتى؟
يعتقد المصريون بشكل جازم لا يقبل تشكيكًا أنهم أحياء، والدليل على ذلك أنهم يتحدثون معهم ويتشفعون بهم.
مؤكد أنكم تعرفون دراسة الدكتور سيد عويس، عالم الاجتماع الشهير، التى أطلق عليها «من ملامح المجتمع المصرى المعاصر.. ظاهرة إرسال الرسائل إلى ضريح الإمام الشافعى»، وهى الدراسة التى فيها ما يقرب من ١٦٠ رسالة وضعها المصريون فى ضريح الإمام الشافعى، وكلها تكشف عن عجزهم وقلة حيلتهم ووقوعهم فى عرضه حتى يساعدهم.
الأمر نفسه رأيته بنفسى عندما زرت طاحونة البابا كيرلس السادس فى مصر القديمة، وجدت مئات من الرسائل التى يلقى بها المسيحيون، ولن أخفى عليك أننى وجدت بعض المسلمين يفعلون نفس الشىء، يلقون بالرسائل إلى القديس يطلبون منه أن يعينهم على حوائجهم.
لا يفعل المصريون ذلك مع موتى.
لا تشغل بالك بمصير هذه الرسائل، ولا إلى أين يذهب بها خدم الضريح أو القائمون على أمر الطاحونة، فهذا أمر آخر، أحدثك عن نية المصريين وما يعتقدونه فى الأولياء، وما يرونه فى النبى، صلى الله عليه وسلم.
لا ينتظر المصريون يوم القيامة حتى يستخدموا كارت شفاعة النبى، صلى الله عليه وسلم، لينقذهم من أهوال اليوم العصيب، يتعجلون ذلك، وقد تكون سمعت أحدهم يقول: «وحياة حبيبك النبى يا رب».
عندما نأخذ هذه العبارة ونضعها على طاولة التشريح الاجتماعى، سنجدها تعكس لنا حالة من العشم المطلق من المصريين فى النبى، صلى الله عليه وسلم، وهو العشم الذى يصل إلى أن يستحلف المصريون الله بجاه حبيبه النبى عنده أن يلبى لهم ما يطلبونه منه.
هذه الحالة من الوجد التى لا يمكن أن تمسك بها عند شعب آخر، لم تمنع المصريين من أن يبالغوا فى الفرحة بمولد النبى وموالد الأولياء.
لن أضع أمامكم شيئًا غريبًا إذا حدثتكم قليلًا عن مولد «أبا الوقف بالمنيا».
سمعت عنه للمرة الأولى منذ ما يقرب من عشرين عامًا، قال لى أحد الزملاء الصحفيين إنه يخطط للسفر إلى المنيا لينقل وقائع احتفال أهالى «أبا الوقف» بالمولد النبوى، استنكرت ما قاله، فما الذى يمكن أن يجده فى هذا المولد، ويغريه كصحفى للسفر؟.
لم يرد علىّ، قال لى: انتظر فقط، فما يحدث هناك حالة أسطورية لا يمكن لأحد أن يتصورها، سافر الزميل إلى المنيا وجاء بما كان مدهشًا جدًا.
«أبا الوقف» قرية تتبع مركز مغاغة، مشهورة بأنها قرية تجارية، فى محيطها يوجد مسجد شهير هو مسجد الشيخ إبراهيم الشلقامى، فى الاحتفال الذى تحرص عليه القرية كل عام تقوم كل طائفة من الحرفيين بالقرية بعمل زفة خاصة بها، فتجد النجارين والخبازين والفلاحين والموظفين وغيرهم يجوبون شوارع القرية.
حتى الآن لا يوجد ما يلفت الانتباه، فهذه الزفة يمكن أن تجدها فى أى احتفال شعبى أو دينى بمولد النبى، صلى الله عليه وسلم، لكن المفاجأة أن طوائف القرية وعلى الملأ تشرب الخمور وتدخن الحشيش وتستعرض السلاح الأبيض، وذلك كله على نغمات الأغانى الشعبية، فمن النادر أن تجد مدائح للنبى، صلى الله عليه وسلم، والحمد لله أن هذا لا يحدث، إذ كيف تستقيم الخمور والحشيش والأسلحة البيضاء مع المدائح النبوية؟!
يمكنك بسهولة التأكد مما أقوله لك، ادخل على «يوتيوب» واكتب «أبا الوقف» ستجد عددًا كبيرًا من الفيديوهات التى تسجل ما يجرى، واحتفظ بدهشتك لنفسك، لأن مظاهر هذا المولد ورغم أنها تحظى بأكبر قدر من الاستنكار والرفض، إلا أن أحدًا لا يستجيب أو يقرر التوقف.
فى كل مرة كنت أتابع ما يحدث فى «أبا الوقف»، كنت أسأل نفسى عن المنطق الذى يركن إليه هؤلاء الذين يعبرون به عن حبهم للنبى، صلى الله عليه وسلم.
كيف يستقيم فى قلوبهم كل هذا الحب للنبى، صلى الله عليه وسلم، بدليل أنهم يحرصون على الاحتفال به كل عام وبنفس الحماس، ثم لا يترددون أن يفعلوا كل شىء المفروض أن النبى نهى عنه؟
يمكن أن تسمع منهم كلامًا كثيرًا، بعضه متناقض، وبعضه لا منطق فيه، لكننى على ثقة أن كلامهم كله صدق، وقبل أن ترفض ما أقوله لك، لن أجادلك فيما تذهب إليه، فقط سأطلب منك أن تتعامل مع المصريين فى حبهم للنبى، صلى الله عليه وسلم، كما يحبونه، إنهم لا يحتاجون سببًا لحبه، ولا يستسلمون لطريقة واحدة للتعبير عن هذا الحب، ولو جربنا وسألنا النبى، صلى الله عليه وسلم، عن رأيه فيما يفعله المصريون، فمؤكد أنه لن ينكر عليهم شيئًا.
ما يؤرقنا كل عام هو هذه المعركة بين السلفيين والصوفيين.
مؤكد أنك فهمت ما سآخذك إليه الآن.
قبل موعد الاحتفال بالمولد النبوى نجد من يخرج علينا من بين صفوف السلفيين ليقول لنا إن المولد بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة فى النار، وكأنهم يقولون للمصريين الذين يعبرون عن حبهم للنبى بطريقتهم: مصيركم النار وبئس المصير.
يبنى السلفيون تشددهم تجاه ما يفعله المصريون فى مولد النبى على وجهة نظر محددة، فهم يتعاملون معنا بمنطق أنهم لا يعلمون لهذا المولد أصلًا فى كتاب أو سُنة، ولم يقل به أحد من علماء الأمة الثقات، بل هو بدعة أحدثها البطالون وشهوة نفس اغتنى بها الأكالون، ثم إن النبى، صلى الله عليه وسلم، لم يحتفل بيوم مولده ولم يحتفل الصحابة بهذا المولد، وعليه فهى احتفالات غير شرعية بالكلية.
يطعن السلفيون المصريين فى مساحة حبهم للنبى، يقوم فتاواهم الرئيسية فى هذا الشأن على أنه يجب الابتعاد عن المشاركة فى الاحتفال بالمولد النبوى بأى وجه من الوجوه، فلا ينبغى التعاون مع المحتفلين فى إقامة احتفالهم، أو أكل الحلويات التى يوزعونها، أو شراء حلوى المولد فى زمن الاحتفال به، فذلك يعتبر نوعًا من المشاركة فيه، وكذلك هو من الإعانة والترويج.
لا يكتفى السلفيون بما قالوه، بل لاعبوا المصريين على أرضيتهم المحببة، استمع إلى أحد الدعاة السلفيين- لا يهمنى وأعتقد أنه لا يهمك اسمه- وهو يقول: نحن نسأل المحتفلين بهذا المولد: هل كان النبى، صلى الله عليه وسلم، يعلم أن فى هذا الاحتفال خيرًا أم شرًا؟
فإن قالوا: كان يعلم أن فيه خيرًا، فنقول لهم: لماذا لم يحتفل به هو نفسه، صلى الله عليه وسلم؟
وإن قالوا: شرًا، فنقول لهم: لماذا إذن تحتفلون أنتم به؟
قد يعتقد الداعية السلفى أنه هزم المصريين بمنطقه، وأنه أسكتهم بذلك، لكنه لا يعرف أن حب المصريين للنبى لا يحتاج إلى فتاوى تمنعهم من الاحتفال بنفس القدر الذى لا يحتاج إلى فتاوى تدفعهم إلى هذا الاحتفال. فهم فى كل ما يربطهم بالنبى، صلى الله عليه وسلم، يسيرون خلف قلوبهم، وقلوبهم تقول لهم إن النبى ينتظرهم بلا وسطاء ولا فتاوى.