رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

البحوث الفلكية توضح فترة هدوء النشاط الشمسى ومدى تأثيرها على كوكب الأرض

البحوث الفلكية
البحوث الفلكية

صرح الدكتور جاد القاضي، رئيس المعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، بأن للشمس ظواهر مختلفة تعرف بالظــــواهر الشمسيـــة، مثل "البقع الشمسية - الشطوط الشمسية - ألسنة اللهب - الانفجارات الشمسية - الحبيبات الشمسية – الصياخد – الشعيلات - الفتائل السوداء - الرياح الشمسية"، يمكن رؤيتها في جــو الشمــس "الفوتوسفير- الكروموسفير- الإكليل".

فيما أكد الدكتور محمد غريب، أستاذ الفيزياء الشمسية بالمعهد، أنه يمكن استبيان هذه الظواهر باستخدام التليسكوبات الشمسية التي بواسطتها نرى قرص الشمس مسقطًا على شاشة بيضاء أو مصورًا من خلال كاميرات فائقة السرعة، أو من خلال مرشحات خاصة تنتقي من الأطوال الموجية ما يتناسب مع الظاهرة التي تمر من خلالها أو بالتحليلات الطيفية التي نعرف منها العناصر التي تتكون منها الشمس ومدى وفرتها، ومن أهم هذه الظواهر الشمسية ظاهرة البقع الشمسية (أو الكلف الشمسي)، والتي قد يكون وجودها مؤشرًا لحدوث ظواهر آخرى.

كما أكد بأن اكتشف الصينيون البقع الشمسية لأول مرة منذ ألفي عام، بينما رُصِدت البقع الشمسية باستخدام التليسكوب للمرة الأولى عن طريق الفلكي الإيطالي جاليليو جاليلي عام 1610م، حيث قام جاليليو بسلسلة منظمة من الأرصاد لهذه البقع، وقاده اكتشاف أن هذه البقع تتحرك على سطح الشمس إلى اكتشاف أن الشمس تدور حول نفسها، وقد اكتشف العالم الفلكي الألماني "صمويل هانريش شواب" في عام 1843م، أن للبقع الشمسية دورة عُرفت بدورة النشاط الشمسي (Solar Cycle) من خلال نشاط البقع الشمسية هي 11 سنة أرضية تقريبًا، وتبدأ الدورة الشمسية بفترة نشاط منخفض جدًا تقل فيه عدد البقع الشمسية بما يعرف بفترة الهدؤ الشمسي بعدد من البقع الشمسية يتراوح بين 0-5 بقعة لمدة تقارب ثلاث إلى أربع سنوات، ثم فترة آخرى تقارب نفس العدد من السنوات تعرف بفترة النشاط الشمسي يصل عدد البقع الشمسية فيها إلى نحو 100 بقعة أو أكثر في وقت النشاط (وصل عدد البقع الشمسية نحو 200 بقعة في نشاطها عام 1960)، ثم يبدأ النشاط الشمسى بعد ذلك فى الانخفاض مرة أخرى تدريجيًا خلال الأربع سنوات التالية حتى تنتهي دورة الشمس بفترة هدوء مرة أخرى بدون بقع شمسية.

يبدو أن لهذه الدورة دورة البقع الشمسية تأثيرًا في مناخ الأرض، حيث إن الفترة من عام 1645م إلى 1715م كانت فترة هدوء شمسي تام، حيث لم تُلاحظ أي بقعة شمسية لمدة سبع سنوات متواصلة، وقد ترافق ذلك مع ازدياد البرودة في نصف الكرة الشمالي، فيما يشار إليه بالحقبة الجليدية الصغرى، حيث أن هناك نظريات عدة تربط بين النشاط الشمسي والتغيّرات في المناخ والعمليات البيولوجية للإنسان والحيوان والنبات.

نحن الأن في بداية الدورة رقم25 من دورات النشاط الشمسي والتي بدأت في آواخر عام 2019م وبداية عام 2020م بهدؤ شمسي كما هو المعتاد، ومن المتوقع أن تستمر حتى عام 2030م.

تم إجراء العديد من التنبؤات المختلفة فيما يتعلق بقوة هذه الدورة، فهناك تنبؤات تقول بأن هذه الدورة ستكون مشابهة للدورة الشمسية السابقة رقم 24 في قوتها، وتنبؤات آخرى تنص على أن الدورة الشمسية 25 ستكون ضعيفة جدًا وما علينا إلا الانتظار ومراقبة الشمس يوميًا، كما يقوم بذلك المعهد من خلال تليسكوبه الشمسي.

والمعهد يؤكد بأن النشاط الشمسي الذي تمثله البقع الشمسية، يتم رصده منذ عدة أشهر؛ وهي حالات طبيعية تحدث في بداية أية دورة شمسية جديدة للبقع، مشيرًاإلى عدم وجود تأثير سلبي على الكرة الأرضية إطلاقًا كون الشمس هادئة والمجموعة الشمسية تستمر فترة أو أشهر، وليس هناك دلائل بحدوث عصر جليدي أو مؤشر بذلك.

كما أن المعهد يرحب بالمهتمين بزيارة المعهد ومتبعة تلك الأرصاد من خلال التليسكوبات المتخصصة بالمعهد.