رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لأ لأ لأ


ماشي، الدنيا اتطورت، والحياة مشيت في اتجاهات كتير، واللغات بقت مختلفة، حسب تفاعلات المكان، فـ نتجت "لغات" جديدة، واللغات الجديدة هـ تتفاعل، فـ ينتج عنها لغات جديدة، والجديدة هـ تتفاعل، وهكذا وهكذا وهكذا.
هل الناتج الجديد دا ينفع نسميه "لغة عربية"؟
والله على حسب تعريفك، يعني إيه "لغة عربية"، لو تقصد بيها: اللغات التي دخل في تكوينها عنصر من عناصر "اللغات" العربية القديمة، يبقى آه، لغات عربية. لكن لو تقصد، إنه زيها زي اللغات العربية القديمة بس مخففة شوية، أو فيها تسهيلات شوية، أو مش ملتزمة أوي بـ كل القواعد، فـ الإجابة: لأ لأ لأ، خالص يعني.
عموما، أنا مش بـ أعرف أتكلم بـ "الكوم"، خلينا نحدد حاجة نتكلم عنها، لغة أهل القاهرة في مطلع 2020، واللغة العربية المفترضة، حسب ما وصلنا من جهود أهل النحو والصرف والأصوات، بـ صرف النظر عن الخلافات بينهم: هل اللغتين دول حاجة واحدة بـ أي معنى من المعاني؟
تعالى نختبر: الجانب الصوتي، الأصوات الصحيحة مش هي، لا الجيم هي الجيم، ولا الكاف هي الكاف، ولا القاف هي القاف، ولا الضاد هي الضاد، ولا يتبعوا نفس الطريقة في تقسيم الكلمة لـ مقاطع صوتية، ولا الترقيق والتفخيم والإدغام وخلافه.
الحركات الطويلة في لغة القاهرة خمسة، في اللغات العربية تلاتة، واحدة منهم ليها صورتين، فـ مجموعهم 4
قواعد السكون في اللغات العربية، لا صدى لها في لغة القاهرة، لـ درجة إنه تعليمها لـ الأجنبي، أسهل من تعليمها لـ المصري.
المستوى الصرفي: فيه تشابه كبير، من حيث اتباع فكرة الجذر والاشتقاق، والاعتماد بـ الأساس على الجذور الثلاثية، لكن المنظومة الاشتقاقية نفسها، مختلفة، فيه أوزان مالهاش وجود، زي "تفعل" و"انفعل"، بينما فيه أوزان مستحدثة زي "اتفعل": اتشرب، اترسم، اتكسر، وكل كلمة تقريبا عايزة توضيح
نيجي بقى لـ المستوى النحوي، يعني تركيب الجملة، هنا بقى بـ نتكلم عن حاجتين غير بعض، ومش جايين من بعض حتى، ليه؟ اللغات العربية كما وصفوها، هي لغات "تحليلية"، بينما اللغة المصرية لغة "تركيبية".
إيه هي اللغة التحليلية؟ وإيه هي التركيبية؟
خلينا ناخد مثال بسيط، لـ توضيح الفكرة العامة: "القلب يسبق العقل" في الجملة دي، مين بـ يسبق مين؟ بـ النسبة لـ اللغة المصرية، القلب هو اللي بـ يسبق، لا مجال لـ إنه يكون معنى الجملة دي، هو إنه العقل يسبق القلب، ليه؟ لـ إنها لغة تعتمد على تركيب معين لـ الجملة، حسب وظائف الكلمات فيها، الفاعل ييجي قبل المفعول به.
لو عايز أقدم المفعول به لـ أي سبب، وغالبا هـ يبقى سبب بلاغي، هـ أحوله لـ فاعل، وأخليها "العقل يسبقه القلب"، وهـ تبقى برضه جملة خاصة، لكن ما عنديش أوبشن، إني أقول المفعول قبل الفاعل، التقديم والتأخير محدود جدا جدا.
إنما اللغات العربية بـ تكون جملتها زي ما تحب: "القلب يسبق العقل"، لازم تقولي: "يسبق القلبُ العقلَ"، ولا "يسبق القلبَ العقلُ"، ودا مش خاص بـ الشعر، زي بيت شوقي، بيت شوقي كنت بـ أتكلم ظاهرة خاصة، هي علاقة الصفة بـ الموصوف، إنما اللغات العربية القديمة، بـ ترتب جملتك زي ما إنت عايز.
لـ ذلك: علامات الإعراب والتعريف والتنكير وخلافه، مهمة جدا، القلبُ ولا القلبَ ولا القلبِ، ولا قلبٌ ولا قلبًا ولا قلبٍ، دي مش رفاهيات، ولا زيادة تدقيق، ولا التزام ناتج عن معرفة، لا، دا من غيره ممكن ما نفهمش، لـ ذلك اسمه الإعرااااااب أي الإبانة أي التوضيح، من غيره الجملة مش واضحة أصلا.
الناس ما أسقطوش علامات الإعراب، لـ إنها صعبة وإحنا عايزين نسهل، اللغات بقت حاجة تانية، بـ المناسبة
نفس الفرق بين اللاتينية والإيطالية مثلا، اللاتينية تحليلية والإيطالية تركيبية، ليه بقى؟ اللغات تحولت في الأغلب من النمط التحليلي إلى النمط التركيبي؟ دا موضوع طويل ومعقد، إنما هذا التحول، خلاها "فصيلة تانية" من اللغات، إنما مش بس كدا، فيه كلام تاني، فـ ابقوا معنا.