رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الشيخ أحمد عبدالجواد السفطى .. أشتهر باسم الشيخ أحمد الصائم


هو أحمد عبد الجواد الشافعي السفطي، وشهرته "الشيخ أحمد الصائم". ولد في قرية "سفط العرفاء" من نواحى "الفشن". تولى مشيخة الأزهر.خلفا.للشيخ "حسن القويسني".
وُلد الشيخ السفطي أوائل القرن الثالث عشر الهجري، حفظ الإمام السفطي القرآن الكريم في قريته ثم رحل إلى القاهرة ليلتحق بالجامع الأزهر الشريف، فتلقى العلوم على يد كبار مشايخه، وفي مقدمتهم الشيخ.محمد بن محمد السنباوي.الشهير بـ "الأمير الكبير" الذى توفى سنة 1232 هـ، والذي أجازه بجميع ما دونه في ثبته. كما تتلمذ على يد الشيخ.الشنواني. وهو الشيخ الثالث عشر للأزهر، والشيخ الدمهوجي. المتوفى سنة 1246هـ وهو الشيخ الخامس عشر للأزهر وعلى غيرهم، واشتغل بالتدريس حتى ولي مشيخة الأزهر.
وبرع الإمام السفطي في تحصيل العلوم وحفظ كل ما يلقى عليه، فأجازه الشيخ الأمير واشتغل بالتدريس، وكانت حلقة درسه من أكبر حلقات الدرس بالجامع الأزهر، وكان تلاميذه من أنبغ التلاميذ، وظل الإمام السفطي يعطي ما لديه لتلاميذه ولا يكتفي بذلك بل نشط في تحصيل العلوم والثقافات ليعيد قراءتها وشرحها على تلاميذه.
كان الإمام السفطي مشهوراً بالعِفَّة، والصلاح، والتقوى، وغزارة العلم، وسعة الاطلاع.
تولى مشيخة الأزهر سنة 1838م، وقد هنأه الشعراء بتوليه.مشيخة الأزهر، والشعراء عادة ما يبالغون في المدح لأنهم يعبرون عما تجود به مشاعرهم، ومشاعر الجماهير في معظم الأحوال، ومما جاء فيها:
لآن تثبت للهنا ولائم .. ينفى بها لاح ألح ولائم لاغرو أن خطب العلا بنفوسهم .. قوم بين الكرام أكارم فتمنعت وأبت سواه وأرخت .. وكان الخليق بي المصلي الصائم.
كان مشهوراً بالصلاح، وظل شيخا للأزهر لمدة تسع سنوات، والمراجع التاريخية لم يتوفر بها صورة واضحة لحياته، وغير كافية عن أعماله ومصنفاته، ولم يعرف الأسباب التي من أجلها سلك المؤرخون هذا المسلك، على الرغم من طول مدة جلوسه على كرسي المشيخة، فتسع سنين كافية لتوضيح ذكره ومزاياه وآثاره. وربما تكون العلة كما حدث مع بعض شيوخ الأزهر السابقين أنه لا يحب الظهور لكثرة انقطاعه لعبادة ربه.
لقد بلغ الشيخ الإمام السفطي مبلغاً ومنزلاً كبيراً في الفقه.الشافعي، لم يبلغها أحدٌ من معاصريه، ولم يختاره العلماء للمشيخة من أجل هذه الميزة فقط، وإنما اختاروه لمزايا أخرى متعددة، وكان متى حل الليل خلا إلى ربه يناجيه ويشكره، وفي الصباح يصوم، متعبدا بالليل صائما بالنهار.
ومع هذا كله فقد كان يؤدي شئون منصبه في كفاءة، لأن الله كان يبارك في وقته ويعينه على أداء عمله وشأنه في ذلك شأن كثير من العلماء الذين تركوا تصانيف كثيرة وموسوعات ضخمة، لو قسمت على سني حياتهم ما اتسعت لبعضها.
أما الشيوخ الذين تتلمذ عليهم الشيخ السفطي فهم كثيرون، منهم الشيخ.الشنواني.والشيخ الدمهوجي والشيخ الأمير، فيهم الفقيه والأديب والعالم، وأما تلاميذه فمن بينهم.الشيخ الباجوري والشيخ العروسي الحفيد والشيخ العباسي المهدي، وهؤلاء جميعا قد تقلدوا مشيخة الأزهر، وما ألفوه ينسب فيه الفضل له، وللإمام السفطي مآثر ومزايا متعددة منها أنه لبث تسع سنين على كرسي المشيخة، وكان حريصاً على رفع شأن الأزهر، وتوفير الكرامة لعلمائه وطلابه.
من بين ما ورد من مؤلفاته:
(1) إجازة منه للشيخ "أحمد محمد الجرجاوي" والشهير بـ "المُعرّف" وكان موجوداً سنة 1267هـ أجازه بها بجميع ما تجوز لها روايته مما تلقاه عن أساتذته ومنهم الشيخ محمد أحمد الأمير الكبير وتوجد منه نسخة خطية بخط الشيخ الإمام بتاريخ 5 ربيع آخر 1254 رقم 512 مصطلح الحديث دار الكتب المصرية.
(2) إجازة أخرى من الشيخ الإمام السفطي أجاز بها الشيخ."حسنين أحمد الملط الحنفي"، وتوجد منه نسخة بخط المؤلف الإمام كتبها في 18 محرم سنة 1262 هـ والشرط الذي اشترطه الإمام في هذه الإجازة يدل على ورعه وتقواه وأمانته.
وهذان المصنفان يعبران عما كان للرجل من شأن في دنيا العلوم والفنون من جهة، وما كان له من تفوق على زملائه وعلماء عصره من مذهب الشافعية من جهة أخرى.
وقد توفى سنة 1847م، وصُلي عليه.بالأزهر الشريف.ثم دُفن بمدافن المجاورين في جنازة تليق بجلال قدره وسار خلفه في جنازته الخاصة والعامة من الناس.