رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مطالب بتوفير منافذ لبيع القناع الطبي.. والكمامة السوداء بديل شعبي

القناع الطبي
القناع الطبي

في الوقت الذي صار فيه مشهد ارتداء الكمامات مألوفًا في العالم كله ومصر أيضًا؛ وعلى الرغم من التفشي الواسع لفيروس كورونا، فإن منظمة الصحة العالمية أوصت مرارًا بعدم ارتداء قناع الوجه لعامة الناس، مشيرة إلى حاجة المرضى أو الفئات الأكثر ضعفًا فقط لارتدائه. غير أن المشهد يتجه بخطى سريعة نحو تغيير جذري في عادات ارتداء هذا القناع الذي يغطي الأنف والفم؛ ليصبح ضرورة ملحة لعودة الحياة مرة أخرى لطبيعتها وهو ما فرضت معه الحكومات عقوبات رادعة على المخالفين؛ وفي ظل الطلب المتزايد على أدوات التعقيم وأهمها الكمامات والقفازات والتي اختفت من الأسواق ليتزايد الطلب عليها وبالتالي يرتفع سعرها.

لذا طالب النائب محمود حمدى أبو الخير بتشديد الرقابة لمنع احتكار أدوات التعقيم سواء الكمامات والقفازات أو الكحول، لافتا إلى أن هناك بعض المناطق لا يوجد بها كمامات في الوقت الذى تعد فيه من أهم وسائل وإجراءات الوقاية خلال الفترة المقبلة، مما يستوجب ضرورة توفيرها في كافة المناطق على مستوى الجمهورية وبأسعار عادلة تكون في متناول الجميع ومحاربة كل من يحتكر هذه الأدوات وتغليظ العقوبة لمنع هذه الممارسات بشكل عام.

وأكد أن مصانع بير السلم تستغل عملية الاحتكار ويتم طرح منتجات غير مطابقة للمواصفات في الأسواق بأسعار مخفضة ولكنها تؤثر سلبا على حياة المواطنين ومن الممكن أن تكون سببا في تفشى المرض.

وأوضح أبو الخير، في بيان له اليوم، أن هناك بعض الشكاوى من عدم وجود الكمامات في بعض المناطق، وهذا يستوجب إعادة نظر في مسألة الرقابة على الصيدليات خاصة بعد ممارسات الاحتكار من قبل البعض لرفع الأسعار، على أن يتم تفعيل دور جهاز حماية المستهلك للتصدي لهذا الأمر، وعلى المواطنين أيضا ان يسارعوا في الإبلاغ عن أى ممارسات خاطئة لاتخاذ اللازم حيالها.

واقترح عضو مجلس النواب، طرح أدوات التعقيم في منافذ بيع متحركة للقضاء على ظاهرة الاحتكار من قبل البعض، خاصة وأنها في حال توفيرها في مختلف الأماكن لن يكون هناك جدوى من احتكارها وبالتالى الحل الوحيد للقضاء على هذه الأزمة في الوقت الراهن هو طرح المنتجات في منافذ بديلة متحركة تجوب كل المحافظات.

من جهته علق النائب طارق الخولي بأنه في ظل الظروف الصعبة التي يواجهها العالم لمحاربة فيروس كورونا ومنها مصر يتصاعد دور الحكومات في ظل هذه الأزمات من توفير السلع والأدوات التي تواجه الاحتكار ومنها الكمامات وأدوات التعقيم الخاصة بمحاربة كورونا؛ أيضًا في ضوء دعوات التعايش مع الفيروس وتعالي أصوات فتح الحياة مرة أخرى لطبيعتها وهو ما يتطلب الالتزام بإجراءات الحماية والوقاية عند الخروج للشارع.

وذكر الخولي ضرورة تحديد أسعار الكمامات طبقًا لنوع كل كمامة منعًا لتعطيش الأسواق وبالتالي الاحتكار وندرتها بالسوق مع تفعيل دور جهاز حماية المستهلك لضبط الأسواق والتفتيش على أماكن بيع هذه الأدوات لمنع المتاجرة بها والتأكد من توحيد السعر في جميع أماكن طرحها.

ويرى عضو البرلمان أن مقترح بيع الكمامات وأدوات الوقاية بمنافذ متحركة لضمان وصولها لجميع المواطنين في كافة المحافظات من أجود الأفكار ويقترح الخولي أن يتم طرحها من خلال هذه المنافذ إلى جانب منافذ القوات المسلحة.

وكشفت جولة لـ "الدستور" على عدد من الصيدليات لمنطقة الجيزة وجود نقص في توافر الكمامات الطبية وارتفاع سعرها في حين يتم طرحها من قبل القوات المسلحة.

وقال الدكتور محمد بإحدى الصيدليات الكبرى بمنطقة الدقي أن أسعار الكمامات الطبية تبدأ من 4 و6 و8 و10 و11جنيهات حتى 145 وهي الكمامة n95 موضحا أن الاختلاف في السعر نتيجة اختلاف الخامة والشكل.

وأكد أن إقبال المواطنين على شراء الكمامات الطبية أصبح منخفض بشكل كبير نظرًا لإرتفاع أسعارها نتيجة عدم توافرها بالصيدليات وطرحها بالسوق السودا بأسعار باهظة وهو لا يتناسب مع الحالة الإقتصادية للشعب المصري.

وأوضح أن تلك الكمامات لها صلاحية ويجب استخدامها مرة واحدة على الأقل؛ مشيرًا إلى أن عدم توافر الكمامات الطبية في بعض الصيدليات نتيجة قيام موزعي الجملة برفع السعر على الصيدليات، مطالبا الحكومة بإنتاج كمامات طبية بسعر موحد أو قيام القوات المسلحة بإنتاجها وتوزيعها على الصيدليات.

بينما قالت دكتورة سهى بإحدى صيدليات ميدان لبنان إن الكمامات الطبية المتوفرة لديه بسعر 7 و8 جنيهات مؤكدة إلى أن أسعار الكمامات الطبية قبل أزمة فيروس كورونا لم يكن لها سعر يذكر.

وطالبت بضرورة تدخل الحكومة لتوفير الكمامات بالصيدليات لطرحها للمستهلك بأسعار مناسبة.

في حين قال دكتور علاء بإحدى الصيدليات الشهيرة إن الكمامات الطبية حاليا تباع بسعر ٢ جنيه فقط لا غير ولكنها غير موجودة منذ مدة طويلة بالصيدلية وغير معلوم ميعاد توافرها، بينما متوفر كمامة n95 بسعر 145 جنيه موضحًا أن هناك كمامات طبية مقلدة وغير مطابقة للمواصفات الفنية.

وأكد أنه في حالة قيام الحكومة بتطبيق قرار ارتداء الكمامات الطبية للمواطنين سيؤدي ذلك الي رفع سعر الكمامات في الأسواق؛ مطالبًا الحكومة ضرورة توفير تلك الكمامات وبأسعار مناسبة للمواطنين حيث أن هناك عدد كبير من المواطنين يقومون بتصنيع كمامات من الأقمشة والتي تعد بديل عن الكمامات الطبية وهو ما يساعد بشكل اكبر على انتشار الفيروس نتيجة عدم جدواها من الناحية الطبية.

بينما قال الدكتور مصطفي بإحدى صيدليات شارع شهاب أن لديه كمامات طبية سعرها 7،5 جنيه؛ وعن قرار الحكومة بتحديد سعر الكمامة الواحدة ٢ جنيه فقط قال مصطفى إن هذا القرار لم يطبق بعد لذلك وصل سعر الكمامة لهذا المبلغ.

عدم توفر “الكمامات” بكثرة، أثار مخاوف عدد من المواطنين الذين بدؤوا التهافت على الصيدليات لشراء الكمامات وأدوات الوقاية بعد إعلان الحكومة فرض عقوبات وغرامات مالية على المخالفين لتعليمات الحكومة بضرورة ارتداء الكمامات؛ في الوقت الذي عجت به مواقع التواصل الاجتماعي بضرورة ارتداء الكمامة. بناءً على تصريحات رئيس الوزراء.

أماني عبد الوهاب ؛ ٢٢ عامًا تعيش بمنطقة شعبية تقول: لم نشترِ الكمامة الطبية منذ ظهور كورونا حتى الآن لارتفاع سعرها مشيرة انها قد حاولت في مرة من المرات شراء كمامة وكان سعرها ٧ جنيهات وتستخدم مرة واحدة فقط ولو أشتريت لجميع أفراد الأسرة ستكون التكلفة نحو ٤٠ جنيه في اليوم الواحد وهو ما لا يتناسب مع متوسط دخل الأسرة الشهري.

لذا لجأنا الى الكمامة الشعبية المنتشرة هذه الأيام وهي الكمامة السوداء حيث يتراوح سعرها من ١٠ إلى ١٢ جنيه وهي قابلة للغسيل أكثر من مرة؛ حيث لجأت لهذه الكمامة بسبب عدم وجود منفذ من منافذ الجيش لبيع أدوات الوقاية بأسعارها الحقيقية التي حددتها الحكومة.

وتضيف أماني أن في المنطقة التي تعيش بها لا يستخدم أحد الكمامات منذ ظهور فيروس كورونا فالوضع كما هو وأقصى ما تفعله السيدات وضع طرف الحجاب أو " الطرحة " على منطقة الأنف والفم.

من جانبها تقول ياسمين حمادة ٣٠ عاما مع ظهور كورونا أخذت كافة الاحتياطات من تطهير وتعقيم للمنزل والالتزام بارتداء الكمامة والجوانتي وكذلك لأطفالي وكان سعرها نحو ١١ جنيه ولكنها لم تعد موجودة بالرغم من إعلان الحكومة أن السعر الرسمي للكمامة هو ٢ جنيه؛ ولعدم توافرها في الصيدليات التزمت أنا وأطفالي بالمنزل وأصبح الخروج مقتصرا على زوجي لضرورة الذهاب للعمل؛ عن صعوبة إيجاد كمامة تقول ياسمين إنها معاناة زوجي اليومية في اللف على الصيدليات وليشتريها ب ٢ جنيه في بعض الأوقات ولا يجوز الحصول على اكثر من ٤ كمامات ؛ وأحيان أخرى يحصل عليها بسعر ٧ جنيهات ويمكنه شراء أي عدد.

في ذات السياق تقول رشا عبد الرحمن ربه منزل إن عمل زوجها في منطقة مصر الجديدة يتيح له شراء أدوات التعقيم من كحول وجوانتي وكمامة من منافذ الجيش الموجودة بمنطقة رمسيس بأسعارها الحقيقية التي حددتها الحكومة ؛ كذلك شراء المطهرات الخاصة بالمنزل لذا فلا مشكلة في الحصول على هذه الأدوات.

وتضيف رشا انها اضطرت لشراء الكمامة من الصيدلية بسعر ٨ جنيهات وكانت للضرورة القصوى؛ وعن إمكانية إستخدام الكمامات السودا تقول أنها ليست صحية تمامًا للاستخدام وأنها قد تساعد في إنتشار كورونا والإصابة بها.