رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد 75 يومًا في النجيلة.. الممرض «أحمد»: أصعب لحظة إصابة صديقي

أحمد صبحي غنيم
أحمد صبحي غنيم


"ملاك الرحمة" لقب حقيقي أصبح يلازم أحمد صبحي الممرض ابن الإسماعيلية، قرر أن يبقي بجانب مصابي كورونا ويرعاهم ويكون الداعم النفسي لهم داخل مستشفى النجيلة المركزي منطقة العزل الأولى في محافظة مطروح نظرا لما يشعرون به من وحدة واكتئاب أثناء عزلهم ليتلقون العلاج وحرصا منه على أداء مهمته الوطنية ومهام عمله.

وعاش "صبحي"، ابن محافظة الإسماعيلية، ممرض، ويعمل في مستشفى النجيلة المركزي، ضمن فريق الانتشار السريع، ملحمة طبية دامت 75 يوم في رعاية مصابي كورونا وسط إجراءات مشددة لمنع انتقال الإصابة بالفيروس له.

وقال الممرض أحمد صبحي غنيم الذي عمل داخل مستشفى النجيلة المركزي خلال حديثه لـ "الدستور"، إنه ضمن فرق الانتشار السريع التابع للرعاية الحرجة والعاجلة وكان يعمل في مستشفى القنطرة غرب، وتم ترشيحه ليكون ضمن الفريق الذي استقبل العائدين من ووهان في فندق المشير الذي تم تجهيزه ليكون حجر صحي.
وأوضح أن فريق الانتشار السريع هو الفريق المسؤول عن تأمين اجتماعات رئيس الجمهورية ويتم توزيعهم في أماكن الكوارث أو المستشفيات التي في حاجة إلي تمريض ويعتمد عملهم في المقام الأول على الرعاية المركزة والاستقبال والطوارئ والحضانات مشيرا إلي أن بعد إعلان خبر إصابة المهندس الكندي تلقي إشارة ليكون ضمن الفريق المرسل إلي مستشفي النجيلة المركزي.
وأضاف أنه في يوم 1 مارس وصل هو وفريقه إلى مستشفى النجيلة المركزي وسط ترحيب شديد من إدارة المستشفى وبعد تسكينهم تفقدوا أقسام المستشفى ثم تم عقد اجتماع مصغر مع فريق مكافحة العدوي لشرح كيفية التعامل مع المصابين وطرق الوقاية وتم توزيع الحالات عليهم.

"وسط غرفة مغلقة وارتداء الواقيات يتم رعاية مصاب كورونا " بتلك الجملة أوضح " أحمد " أنه بعد اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية وارتداء الواقيات والتي وصفها " البدلة المتعبة " بدأ في رعاية المصابين مرددا " أول مره أشعر بسخونية شديدة بعد ما خلصت شغلي وخلعت الواقيات حسيت اني رجعت للحياة مرة تانية".
وتابع أن المصابين أنواع إيجابي بدون أعراض، ارتفاع في درجة الحرارة مع صداع، ارتفاع في درجة حرارة مع ضيق تنفس" وجميعهم يتعرضون إلى حالة نفسية شديدة واكتئاب وذلك نظرا لما يدور في ذهنهم من أنهم مصدر للعدوى وأصابوا أشخاص مقربين لهم موضحا أنه كان دائما الداعم النفسي لهم ويقوم بالمزاح معهم طوال الوقت بعد ارتداء الواقيات " البدلة المتعبة " مرددا " كانت اهم حاجة عندي نفسيتهم".

وروى أن من أكثر الحالات التي أثرت به أثناء رعاية مصابي كورونا عندما أصيب صديقه وتم عزله وشاهده وهو يتألم فكان يرعاه وذات يوم قام بالجلوس بجانبه بعد ارتداء الواقيات وهو يبكي عليه بصمت خوفا من أن يشعر به وهو يبكي " زميلي في السكن كان بينام في السرير اللي جنبي زعلت جدا عليه وتخيلت اني ممكن كنت ابقي مكانه وفضلت جمبه لحد ما راح في النوم ".
واختتم ملاك الرحمة حديثة لـ "الدستور" متمنيا انتشار الوعي بين المصريين بطرق كثيرة لأن فيروس كورونا هو معركة وعي مطالبا من وزارة الصحة ان تقوم بإجراء مسحات لهم لكي يكونوا مطمئنين أثناء تعاملهم مع أسرهم بعد ذهابهم إلي منازلهم " دي ابسط حقوقنا " موجها رسالته للمواطنين قائلا " خاف علي غيرك بقدر خوفك علي نفسك علشان لو حد اتعدي منك وحصلة حاجه إنت مش هتسامح نفسك".