رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«شوام وسودانيون».. اللاجئون في مصر يستعيدون ذكريات رمضان في بلدانهم

اللاجئون في مصر
اللاجئون في مصر

حتى بلوغنا عام 2017، وصل عدد اللاجئين في مصر إلى 233 ألف لاجئ، ما بين جنسيات عربية وأفريقية، فاحتلت سوريا نصيب الأسد بنسبة 54.5%، يليهم الفلسطينيون بنسبة 30%، ثم السودان 7.4%، تأتي بعدها الصومال بنسبة 1.4%، وأخيرًا العراق التي نسبتهم 1.8%، وذلك حسب أحدث الإحصائيات الصادرة عن نشرة الهجرة السنوية الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.

وفي ظل أزمة "كورونا"، أصبحوا "بين نارين" المرض أو العودة للحروب، "الدستور" تحدثت مع عدد منهم، وعرفت كيف يتعاملون في ظل الأزمة الحالية وتزامنها مع الشهر الكريم؟

هبة: "علمت أصحابي الكبة السورية وهما علموني المحشي المصري"
هبة شحتة من سوريا، تروي لنا أنها تعيش في مصر من نهاية عام 2012 وحتى وقتنا الحالي، وخلال تلك الفترة مرّ عليها وأسرتها 8 رمضانات، ورغم أن السنتين الأولتين كانتا الأصعب بسبب الشعور بالغربة والبعد عن الأهل وشعور القهر لتركها أهلها في سوريا يعانون من الخوف والحرب، لذا لم يكن للشهر الكريم أي مظهر معها في تلك السنتين، لكن مع مرور الوقت والتعود على حالة البُعد انتبهوا إلى حلاوة شهر رمضان في مصر، فالزينة المعلقة في الشوارع والبيوت خطفت أنظارها، متذكرة معنا أول رمضان تشعر فيه بالفرحة لبلوغ الشهر الكريم في مصر؛ فتقول: "اشترينا فانوس رمضان وحطينا الأنوار عالبلكونة".

بعد أزمة "كورونا" اختلفت الأوضاع لأن كل العادات الرمضانية انقطعت بسبب منع التجمعات والحفاظ على التباعد الاجتماعي، وتشرح أن أصدقائهم في الوقت الحالي يتواصلون معهم فقط من خلال الهاتف، لكن أحيانًا تتسوق مع صديقة لها لشراء بعض الاحتياجات المنزلية، وإلى حد ما يتم التعايش مع هذا الوضع، الذي اختلف منذ مجيئها الأول إلى مصر، حيث كان أطفالها لا يزالون صغارًا، أما بعد أن وصلوا إلى مرحلة الكليات، "الحمد لله ماشية الوضع بقى هادي في سوريا، كل شيء بقى أحسن".

أما عن العادات الرمضانية التي انتقلت بها من سوريا إلى مصر، تقول: "هو أكتر حاجة محتفظين فيها العصاير تمر هندي وسوس وجلاب، والوجبات زي محشي ورق عنب محشي كوسا وباتنجان والكبة وجبة أساسية، والفتوش والتبولة، والمعروك (تقريبا شبه الدانش)، وأنا علمت أصحابي الكبة السورية، وهما علموني المحشي المصري".

أما عن التواصل مع أقاربها وأهلها، تلفت إلى أن أغلب السوريين متركزين في المدن الجديدة، فهي تسكن وعائلتها منطقة التجمع الخامس، وبابتسامة فرحة تقول: "وبقى عندنا معارف كتير وأصحاب مصريين بحكم الشغل والجيران"، أما عن أهلها فتواصلها معهم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي "الواتساب" و"الماسنجر"، وهو ما يقرب المسافات بينهم رغم أن كل فرد فيهم في بلد مختلف عن الآخر، أما أهل زوجها فهم في مصر ولم تمنع العزومات لكن مع الالتزام بإجراءات التباعد وعدم المصافحة أو الاقتراب واستخدام المعقمات باستمرار.

أقدار: الإفطار في الشوارع والجلابية السودانية أشهر عاداتنا

ومن سوريا إلى السودان، حيث كان حديثنا مع مياس أقدار، الذي يعيش في مصر منذ فترة طويلة، وخلال تلك الفترة مرّ عليه الكثير من الرمضانات التي لها طابع مختلف عن أي شهر في العام، وخلال تواجده في مصر لم ينسَ عاداته وتقاليده التي عاصرها في السودان بمدينته أمدرمان، والتي لا يزال حتى الآن يطبقها للاحتفال بالشهر الكريم، لكن مع تفشي فيروس "كورونا" أصبح هناك اختلاف في المعاملات، فيقول: "الحمد لله ملتزم بالحجر المنزلي وتوجيهات الحكومة، والحكومة ما قصرت في التوعية والشعب متفهم".

وأما عن احتفالات رمضان، يروي لـ"الدستور"، أن لديهم في رمضان يكون الإفطار غالبًا في الشوارع، ويتم تصميم مجسمات على الطريق العام حتى يتسني للذين لم يسعفهم الوقت للعودة إلى منازلهم بتناول الإفطار، أما عن العيد فمن بعد الصلاة كل رجال الحي يتداخلون على جيرانهم دون استثناء لتنهال التهاني على المارة حتى وإن لم تكن هنالك سابق معرفة، مع رسم ابتسامات لا تفارق الوجوه لتدل على التواصل الوثيق، مشيرًا إلى أن أزيائهم في ذلك الوقت تلتزم بالجلابية السودانية التقليدية والعمامة الكبيرة، وفي تواجده في مصر لم يتغير من ذلك شيئًا سوى أنه أصبح لا يحتفل مع جيرانه غير بتبادل التهاني مع بعضهم.

روعة: نشرب "الحلومر" ونأكل "الروب" في رمضان

أما روعة حسن، التي تقطن منطقة أرض اللواء، تقول إن كثير من السودانيين يتجمعون في هذه المنطقة، فتعدادهم متمركز تقريبًا فيها، لذا فالقيام بعاداتهم السودانية لا تجد صعوبة في الظهور، بل وأحيانًا يشاركهم جيرانهم من المصريين، لكن هذه العادات كانت تتم حتى العام السابق قبل هبوط "كورونا" علينا لتمنع كل أنواع التجمعات منعًا لتفشي المرض بين الأهالي، وكثير من الأشخاص ملتزمون بتطبيق الإجراءات الوقائية، والمحاولة على قدر الإمكان تطبيق فكرة التباعد الاجتماعي.

وأما عن عاداتهم في هذا الشهر الكريم، فغير التجمعات الكبيرة وقت الإفطار في الساحات والشوارع، فهم يهتمون بشراء التوابل وقمر الدين لصنع شراب مميز من تلك المقادير ويطلقون عليه اسم "الحلومر" المصنوع من التوابل والذرة ومكونات أخرى، فيما تحدثت أيضًا عن أن أشهر الأكلات التي تعج بها موائدهم في "رمضان" هي الأكلات المقلية والعصيدة وسلطة "الروب" والشوربة وغيرها.