رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الفيروس الأخطر».. هل ساعد كورونا في استغلال الأطفال جنسيا؟

الدكتورة غادة والي
الدكتورة غادة والي

تصريحات الدكتورة غادة والي أمين عام الأمم المتحدة، والمدير التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة الأخيرة، خلال مشاركتها بمناقشة إلكترونية بعنوان "الحماية والوقاية من جرائم الإنترنت أثناء كوفيد 19"، دقت بها ناقوسًا للخطر يهدد الأطفال نتيجة استخدامهم الإنترنت في فترة انتشار فيروس"كورونا".

وأكدت والي، خلال لقاء تم عقده "أون لاين"، أنه بالتعاون مع الشركاء تم رصد أكثر من 9000 موقع يحتوي علي استغلال وانتهاك جنسي للأطفال وأن هذا الرقم تضاعف ثلاث مرات عن ما قبل أزمة كوفيد 19، وفي هذا التقرير نتناول أشكال هذا الانتهاك وكيفية معالجته من الأسرة والمجتمع، لإنقاذ هؤلاء الأطفال في تلك الأيام العصيبة.

الزيادة في عدد ساعات استخدام الأطفال للإنترنت، كانت هي السبب في الزيادة باستغلال الجنسي لبعض مواقع التواصل للأطفال، تقولها والي موضحة أن هذا الفيروس جاء بمثابة فرصة لكثير من المجرمين لاستغلال الأطفال، لافتة إلى أن حماية الأطفال مسؤولية الأسرة والمدرسة بالإضافة للجهود الدولية لمنظمات الإنتربول واليوروبول ومنظمة الأمم المتحدة للجريمة والمخدرات "unodc" بالتعاون مع الحكومات.

تواصلت "الدستور"، مع بعض أمهات الأطفال لتتعرف على تأثر أطفالهم بمواقع التواصل الاجتماعي في ظل انتشار فيروس "كورونا"، وما مدى معرفتهم للمحتوى الذي أمامه يجلس أطفالهم.

أميمة فتحي تقول "أطفالي آدم11، أمنية 14 عامًا، زاد جلوسهم أمام وسائل التواصل الاجتماعي لمدة ساعات طويلة فاقت الوقت الذي كانوا يجلسونه وقت الدراسة"، مرجعة السبب في ذلك إلى الإجازات من المدارس، وكذلك غلق الأندية، وغيرها من الأماكن الترفيهية بسبب فيروس "كورونا"، لذا يعوض الطفل حسب أميمة فقدانه لجميع هذه الأنشطة المختلفة بالجلوس أمام أجهزة المحمول والحاسوب وقتًا طويلًا والاطلاع على العديد من المواقع الإليكترونية، والتي قد تظهر للطفل بغته مشاهد غير لائقة، وتهدف إلى الدخول بها وبالتالي انجرافه إليها شيئًا فشيئًا.

وتذكر أميمة أنها ذات مرة دخلت على ابنها أدم 11 سنة ووجدته يتصفح بعض المواقع التي تظهر بها مشاهد خادشه للحياء على الرغم من كونها جاءت ضمن مشاهد لكارتون للأطفال، لتتابع أنها على الفور قامت بسحب الهاتف من ابنها، وحاولت إلهاؤه بطلب منه مساعدتها في بعض أنشطتها المنزلية.

ليلى أحمد، ربة منزل ولديها من الأبناء أحمد 7 سنوات وفرح 8 سنوات تقول: "نحدد أنا ووالدهم ساعات للعب بالهاتف لا تتعدى الساعتين يوميًا"، موضحة أن باقي أوقات اليوم تقسم بين أنشطة ترفيهية يقومان بهما في المنزل كاللعب ببعض الألعاب المختلفة، والجزء الأخر هو استذكارهم لمواد العام القادم لتأهيل استيعابهم له، ولمساعدتهم في تحقيق التفوق بالعام القادم بأن يكونوا سباقين لاستذكار مناهجم الدراسية عن غيرهم".


بينما أوضحت سميرة عبد العال، ربة منزل ولديها طفل عمره 8 سنوات، وهو عمر حسين، أنها كثيرًا ما لم تستطع السيطرة على ابنها في عدد ساعات جلوسه أمام وسائل التواصل الاجتماعي، ولكنها تحاول من حين لأخر متابعته ومراقبة المواقع التي يتصفحها دون أن يشعر، وتحاول دائمًا التأكد من ملائمتها لعمره، وعدم تضمنها تجاوزًا أخلاقيًا.

وتذكر أن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)أكدت أن ملايين الأطفال بحسب المنظمات الدولية والحقوقية معرّضون بشكل متزايد للأذى الآن أكثر من أي وقت سابق، حيث تنصبّ حياتهم على الإنترنت خلال فترة الإغلاق بسبب جائحة كوفيد-19.

كما أكد المدير التنفيذي للشراكة العالمية لإنهاء العنف ضد الأطفال، هوارد تايلور، أن جائحة كورونا أدّت إلى ارتفاع غير مسبوق بالوقت الذي يقضيه الأطفال أمام الشاشة، موضحًا أن إغلاق المدارس وتدابير الاحتواء الشديدة تعني أن المزيد من الأسر تعتمد على التكنولوجيا والحلول الرقمية لتعليم أبنائها وترفيههم والتواصل مع العالم الخارجي، ولكن لا يتمتع كل الأطفال بالدراية والمهارة والموارد الضرورية للحفاظ على سلامتهم على شبكة الإنترنت".

وبحسب المنظمات الدولية، فإن قضاء وقت أطول على المنصات الافتراضية يمكن أن يجعل الأطفال عرضة للاستغلال الجنسي والاستمالة عبر الإنترنت حيث يتطلع المفترسون لانتهاز فرص كوفيد-19.


وقالت المديرة التنفيذية لليونيسف، هنرييتا فور، إنه في ظل تفشي فيروس كورونا، فإن حياة ملايين الأطفال اقتصرت على المنزل والشاشة، وعلينا أن نساعدهم على التعامل مع هذا الواقع الجديد".

ودعت "فور" الحكومات وصناعات التكنولوجيا إلى تضافر الجهود للحفاظ على سلامة الأطفال والصغار عبر الإنترنت من خلال العمل على تطوير ميزات الأمان المحسنة والأدوات الجديدة لمساعدة الآباء والمعلمين على تعليم أطفالهم كيفية استخدام الإنترنت بأمان.

وعالميًا، كان هناك أحد المواقع على الإنترنت التي تروج للاستغلال الجنسي للأطفال، حيث كان يبيع مشاهد مصورة لاعتداءات جنسية ضحاياها من الأطفال، وتم خلال العملية القبض على 337 شخصًا في 38 دولة، لذا قامت السلطات البريطانية والأمريكية بتفكيك هذا الموقع.

وكانت عمليات الاعتقال على صلة بموقع "مرحبًا بكم في فيديو" (Welcome To Video) الذي كان من أول المواقع التي عرضت بيع "مقاطع فيديو مثيرة للاشمئزاز" باستخدام عملة البيتكوين المشفرة، وقالت وزارة العدل الأميركية إن الموقع مثَّل "أكبر سوق للاستغلال الجنسي للأطفال من حيث حجم المحتوى"، وقد جمع 250 ألف مقطع فيديو كثير منها لم يكن معروفًا حتى ذلك الحين، وتم تنزيلها أكثر من مليون مرة.