رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الرسول فى مصر (21)

محمد الباز يكتب: خيانة الرسول.. كيف احترف الإخوان الكذب على النبى؟

محمد الباز
محمد الباز


لعقود طويلة استطاعت جماعة الإخوان الإرهابية خداع بسطاء المصريين بالشعارات التى رفعوها فى مسيراتهم ومنشوراتهم وتجمعاتهم وخطبهم العلنية وجلساتهم السرية.
لا أقصد «الإسلام هو الحل» الشعار البراق الذى كان الأكثر فى الخداع وتزييف الوعى، فعندما دانت لهم الدنيا وقفزوا على رقاب العباد لمدة عام، تبين لنا أنهم لا يملكون حلولًا لأى شىء، بل بدا لنا أن الحديث الطويل عن الكفاءات والكوادر لم يكن إلا وَهمًا كبيرًا.
أتحدث عن شعارهم الرباعى: الله غايتنا، والرسول زعيمنا، والقرآن دستورنا، الجهاد سبيلنا، والموت فى سبيل الله أسمى أمانينا.
لن أجعلك تبحث كثيرًا، فقد ظهر هذا الشعار مع بدايات الجماعة، عندما زرع حسن البنا بذرتها الأولى فى الإسماعيلية فى العام ١٩٢٨، وضع هذه البنود الخمسة أمامه، لأنه كان يعرف جيدًا أنها كافية لمغازلة مشاعر المسلمين فى كل مكان ودغدغتها حتى النهاية.
لم يكن أحد من الملايين التى ردّدت وراء هذه الجماعة شعارها يعرف أهدافها الحقيقية، فمن يومها الأول وهى تعمل من أجل الوصول إلى السلطة، رغم أنها حاولت أن تخفى ذلك وتتبرأ منه، وأعتقد أن الجماعة سقطت سقوطًا مروعًا، لأنها كانت تخطط للقفز على السلطة، دون أن يكون لديها تصور عمّا يجب أن تفعله بعد ذلك.
ولأنهم يحترفون الأكاذيب، فقد كان ما يتعلق بالنبى، صلى الله عليه وسلم، فى شعارهم «الرسول زعيمنا» ليس إلا إفكًا كاملًا، ففى الوقت الذى يعلنون فيه زعامة النبى لهم، يرفعون مرشديهم وقادتهم إلى مقامات تفوق مقامات النبى، صلى الله عليه وسلم، عندهم.
تعالوا نفتح مذكرات حسن البنا، التى صدرت بعنوان «مذكرات الدعوة والداعية»، واقرأوا معى جيدًا ما يؤكد ما نذهب إليه، وهو أن حسن البنا كان عند الإخوان قبل النبى.
يقول البنا فى مذكراته: ذات يوم فوجئت باثنين من أخلص الإخوان دخلا علىَّ فى حالة من الألم الشديد وقالا: إن فى البلد شائعة قوية ضدنا لا يمكننا أن نسكت عليها، فاسمح لنا بأن ننتقم من هؤلاء الذين يتقولون علينا بالباطل، وقلت لهما إن ذلك من الخير، فعلينا بالصبر والتقوى، فماذا قالوا؟، فردّا: إنهم يقولون إنك تقول فى دروسك: اعبدونى من دون الله، وإن الإخوان المسلمين يعتقدون بناءً على هذا أن الشيخ البنا إله يُعبد وليس بشرًا ولا نبيًا ولا شيخًا، وقد تحرينا مصدر الشائعة قبل أن نحضر إليك، فعرفنا أن الذى يذيع هذا شيخ عالم يشغل منصبًا دينيًا وصدقه الناس فيما يقول.
ذهب حسن البنا إلى مصدر الشائعة، وكما يقول: قلت له: يا أستاذ متى سمعت منّى هذا القول؟
فقال: أتذكر منذ شهر تقريبًا أننا كنا جالسين فى صندرة المسجد، فدخل علينا أحد المدرسين واسمه محمد الليثى أفندى، وجلس معنا وجاء الإخوان يسلمون عليك فى شغف شديد واحترام، فقال لك هذا المدرس: يا أستاذ إن الإخوان يحبونك إلى حد العبادة؟ فقلت له: إذا كان هذا الحب خالصًا لوجه الله فأنعم به من حب، ونسأل الله أن يزيدنا منه.
فقال له البنا: نعم أذكر هذه الحكاية؟
فردّ مُحدثه: أليس معنى هذا أنهم يعبدونك.
حاول حسن البنا أن ينفى عن نفسه مسألة عبادة الإخوان له، لكن لم يكن ما فعله إلا كلامًا، والدليل على ذلك أن البنا بعد موته حاول الإخوان إضفاء قداسة عليه، فقد رفعوه إلى مرتبة الأنبياء، رغم أنه دَعىّ وليس نبيًا.
هل تريد دليلًا على ما أقوله؟
تعالوا نفتح معًا كتاب «قالوا عن حسن البنا»، الذى جَمَعه جُمعة أمين عبدالعزيز، وهو عبارة عن مقالات ومقولات فى حق البنا كتبها رجاله بعد وفاته.
ويكفيك أن تقرأ معى ما قاله عنه عمر التلمسانى المرشد الثالث للجماعة.
يقول: أيها الحبيب لقد صاغك الله بقدر، فجئت على قدر، وكذلك الأفذاذ، ومنحك الله المدد، ففاض من معينك الصافى ونبعك المتدفق أعطر ورد ينهل منه الناهلون، لا مددك ينتهى ولا هم يرتوون، أيها الحبيب نحن الظامئون إلى حوضك المورود وأنت الناهل من غياض الكوثر سقيًا وريًا، نحن المتشوقون إلى الفيض منك والنور وأنت المشرف من علياء جناتك ومستقرك الخالد، نحن الضارعون هداية وتوفيقًا فأسأله بمقامك عنده رضًا وفضلًا وحبًا، عسى نلقاك راضين مرضيين فى الجنات العلى.
اغمض عينيك قليلًا، وأعد هذه الكلمات مرة أخرى، وتخيل أن بشرًا يقولها فى بشر، عمر التلمسانى يقولها فى حق حسن البنا، وبعد أن تبدى دهشتك من حالة التقديس التى يحيط بها الإخوان مرشدهم، سأدعوك إلى المزيد مما قاله التلمسانى.
يقول موجهًا كلامه لحسن البنا: أيها الحبيب إن زرعك ينبع عامًا بعد عام، وإن غرسك ليزدهر حينًا بعد حين، وإن آثارك الجلية ستبقى كما هى منيعة من عاديات الزمن، إن مناجاتك تبعث فى القلب من المعانى ما لا أقدر على تبيانه وتثير من المشاعر ما يقصر قلمى عن الإفصاح به، عليك صلوات من الله ورحمة.
لم يقف تقديس حسن البنا ورفعه إلى درجة النبى، بل ربما أكبر عند حدود الكلام فقط، فقد فعلوا ما هو أكثر من ذلك.
فى حوار قديم على موقع «الإخوان أون لاين» تحدثت سناء ابنة حسن البنا.
تقول: بعد وفاة جدى- توفى بعد والدى بعشرة أعوام- وجدنا والدى كما هو فى الكفن، كان يكشف عن الوجه فوجدنا ندبات مكان شعر الذقن ووجهه مثلما هو كأنه وجه شمعى والعين مغمضة كما هى، ونزلنا بعدها عدة مرات، وجدنا كفن جدى- ورغم أنه كان عالمًا- أصبح مساويًا الأرض، أما كفن الوالد فعلى هيئته وشكله منذ أنزلناه، وكان مثل أول مرة لم يتغير، سبحان الله، ولما كنا نذكر ذلك نجد المباحث تنزل إلى القبر وتتأكد من كلامنا.
لا يمكن بأى حال من الأحوال أن تكون بنت حسن البنا صادقة، فحسن البنا كان ضالًا وليس نبيًا، فكيف يمكن أن نساويه بالأنبياء، ما جرى كان فقط محاولة لصنع حالة أسطورية من حوله، وهى الحالة التى كانت تضمن للجماعة أتباعًا جددًا.
وما يؤكد أن ما قالته بنت البنا كذبة كبيرة أن الإخوان كرروها بعد ذلك.
الأمر لا يحتاج منّا إلا أن نعبر عدة عقود، تاركين البنا وبنته خلفنا، لنصل إلى مهدى عاكف.
تذكرون البيان الذى أصدره عبدالله بن محمد مرسى بعد وفاة والده، دعكم مما قاله عن ظروف الوفاة والدفن، فهذا أمر يخصه تمامًا، تأملوا فقط ما قاله ويخص مهدى عاكف.
يقول عبدالله: أنزلناه مقابر أحبائه مرشدى الإخوان المسلمين وأعلامها فى مدينة نصر، حيث وُضع بجوار حبيبه ورفيقه الأستاذ الشهيد المجاهد محمد مهدى عاكف الذى نشهد الله أننا رأينا جثمانه كما هو لم يتبدل ولم يتغير.
سأترك لكم أنتم الحكم، فعل عبدالله بن محمد مرسى ما سبق وفعلته سناء بنت حسن البنا، فقد رغبا فى تصدير الأمر على أن مرشدى الإخوان وصلوا إلى درجة الأنبياء، إن لم يكونوا أنبياء بالفعل، فأجسادهم لا تبلى... كما لا تبلى أجساد الأنبياء بعد موتهم.
لا يمكن لصاحب عقل أن يصدق شيئًا من ذلك، لكن للأسف الشديد كانت هذه الحكايات هى الغذاء اليومى لغلمان الجماعة الذين باعوا عقولهم تمامًا، فكانوا يصدقون كل ما يقال لهم.
وإذا أردتم أن تعرفوا جريمة جماعة الإخوان الإرهابية فى حق النبى محمد، صلى الله عليه وسلم، فيكفى أن تعرفوا أنه فى الوقت الذى يتشفع المصريون جميعًا فيه بالنبى ويعملون من أجل رضاه، ظلت الجماعة تستخدم النبى، صلى الله عليه وسلم، استخدامًا سياسيًا لا يليق بمقامه أبدًا.
فى تسجيل صوتى لزينب الغزالى، السيدة التى تم تصديرها على أنها من قيادات الجماعة الإرهابية، يمكن أن تعثروا عليه بسهولة على «يوتيوب»، سنجد الجريمة الكبرى.
فى هذا التسجيل تقول زينب الغزالى: «رأيت النبى، عليه الصلاة والسلام فى منامى، وقال لى يا زينب فالتفت له، فوجدت يدى فوق كتف رسول الله، فقلت له أنت يا سيدى رسول الله؟ فقال لى: أنا محمد رسول الله، وأنت يا زينب على الحق، فقلت له أنا يا سيدى يا حبيبى يا رسول الله على الحق، فقال عليه الصلاة والسلام: أنت يا زينب يا غزالى على حق، وكان رسول الله يقصد جماعة الإخوان المسلمين، الرسول قال لى للمرة الثالثة أنت على الحق».
لا يمكن لنا أن نصدق زينب الغزالى، المرأة التى أصدرت كتابًا هو «أيام من حياتى» وضعت فيه أكاذيب لا طاقة لأحد أن يتحملها عمّا جرى معها فى السجن، وقد اعترف القيادى الإخوانى يوسف ندا بأنه هو الذى كتب الكتاب وتعمد أن يضع فيه قصصًا خيالية عن التعذيب فى سجون عبدالناصر، حتى يشوه صورته أمام المصريين.
فإذا كانت هذه المرأة كذبت فيما جرى لها حتى تنتصر لجماعة الإخوان الإرهابية، فما الذى يجعلها تتردد فى الكذب باسم الرسول، صلى الله عليه وسلم، كى تنتصر للجماعة وتنصرها.
كانت زينب صاحبة خيال، فى كتابها الكاذب، افترت على النبى، صلى الله عليه وسلم، أكثر من مرة، تعالوا إلى كتابها، لنقرأ هذه الكذبة الكبرى.
تقول زينب: وفى غمرة تلك الأحداث رأيت، فيما يرى النائم، أنى أقف فى ساحة، قيل إنها المحكمة التى سنحاكم فيها، وبينما أنا واقفة إذا بالحوائط تزول، وإذا بى وسط ساحة كبيرة مساحتها الأرض كلها، وإذا بالسماء تظلل الأرض وتنطبق عليها كأنها خيمة أطبقت عليها، وإذا بالنور يغمر الأرض كلها، نور يصل ما بين السماء والأرض، وإذا بى أرى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقف أمامى وأنا خلفه وأسمعه يقول لى: استمعى يا زينب لصوت الحق، وسمعت صوتًا يخترق أقطار السموات والأرض يقول: ستنعقد هنا محاكم الباطل وستصدر أحكام الطواغيت، وسيحكم عليكم ظلمًا وعدوانًا، أنتم حملة الأمانة ورواد الطريق، فاصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون.
تواصل زينب كذبتها الكبرى: كانت هذه بعض الكلمات التى سمعتها تخترق أقطار السماوات والأرض ببلاغة لم أستطع أن أعيها لقوتها وشدة تأثيرها وأخذها النفس والقلب والجوارح، وعندما انتهى هذا الصوت، التفت إلى حضرة النبى، صلى الله عليه وسلم، وأشار إلى جهة اليمين، نظرت فإذا بجبل تقارب قمته عنان السماء غير أنه كالبساط الأخضر تكسوه أرض خضراء، فقال لى حضرة النبى، صلى الله عليه وسلم: يا زينب اصعدى هذا الجبل فستجدين عند القمة حسن الهضيبى، بلغيه هذه الكلمات، ونظر إلىّ نظرة عميقة أخذت بكل كيانى، غير أنه، صلى الله عليه وسلم، يتحدث بكلمات منطوقة، ولكنى أحسست أنى حملت الكلمات فعلًا، وفهمت ما يريده منّى، ورفع الرسول الكريم، صلوات الله وسلامه عليه، يده إلى الجبل، فوجدت نفسى وأنا صاعدة التقيت فى طريقى خالدة الهضيبى وعلية الهضيبى، فسألتهما: هل أنتما معنا فى الطريق؟ فأجابتا: نعم.
لا يزال عند زينب ما تقوله: تركتهما وواصلت السير وعلى بُعد أمتار التقيت أمينة قطب وحميدة قطب وفاطمة عيسى، فسألتهن: أنتن معنا على الطريق؟ قلن: نعم، وأخذت طريقى فى الصعود حتى وصلت إلى القمة، فوجدت أرضًا مبسوطة فوق قمة الجبل، وفى وسطها ساحة مفروشة بالبسط وعليها الآرائك والمساند والهضيبى يجلس فى الوسط، فلما رآنى وقف وأقبل علىّ يُحيينى، وهو فرح بقدومى عليه، فلما صافحته قلت له: أنا مكلفة من حضرة الرسول أن أبلغك كلمات أمانة من الرسول، عليه الصلاة والسلام، فقال لى: إنها بلغتنى والحمد لله.
الحكاية لا تزال طويلة، ولن أنصحك بالطبع أن تعود إليها فى كتاب زينب، لكن تخيل أن غلمان الإخوان كانوا يقرأون هذا الكلام ويشهقون، إنهم يصدقون زينب، وعليه فهم يصدقون أن الرسول، صلى الله عليه وسلم، كان يبارك دعوتهم.
هذا الاستخدام السياسى نفسه تكرر من الجماعة بعد أن ثار المصريون على الإخوان، وطردوهم، ليس من الحياة السياسية فقط، ولكن من الضمير المصرى تمامًا.
تذكرون ما حدث فى اعتصام رابعة الإرهابى.
قيادات الجماعة كانت تعرف أن كل شىء انتهى، لكنها كانت تحاول أن تبعث الحماس فى قلوب الأتباع؛ حتى يظلوا مرابطين، ولم يجدوا إلا وسيلتهم المعتادة لخداعهم، فكذبوا باسم النبى مرة أخرى.
استعان الإخوان بواحد ممن يدّعون أنهم أهل علم، وهو جمال عبدالهادى، الذى حكى أنه رأى «مرسى» فى المنام، وكان موجودًا فى مسجد، وعندما أقيمت الصلاة، وجد أن الرسول، صلى الله عليه وسلم، موجود معهم، وإذا بالنبى، صلى الله عليه وسلم، يرفض أن يتقدم للصلاة إمامًا، ويطلب من محمد مرسى أن يتقدم عليه.
سمع الإخوان هذا الكلام فهللوا وكبروا وسجد بعضهم لله شكرًا، فمعنى ما يقوله جمال عبدالهادى أنهم مؤيدون من الله، حاولوا تفسير هذا الكلام على أن الرسول، صلى الله عليه وسلم، فعل ذلك لأنه كان راضيًا كل الرضا عن محمد مرسى، ولذلك قدمه على نفسه، ولو كانت لدى الإخوان ذرة من علم فى تفسير الأحلام، لعلموا أنهم أوقعوا أنفسهم فى مأزق، فطبقًا لمن يفسرون الأحلام فإن تقديم النبى مرسى على نفسه معناه أنه ليس راضيًا عن محمد مرسى أبدًا.
فالرسول، صلى الله عليه وسلم، هو صاحب الإمامة الكبرى، ولا يصح لأحد أن يتقدم عليه، ومعنى أن يقدم محمد مرسى على نفسه، فمعنى ذلك أن إمامة مرسى باطلة، لكن أهل الهوى وأصحابه لا يلتفتون إلا لما يعتقدون أنه يمكن أن يؤيد أفكارهم ومواقفهم ومصالحهم.
لم يكتف جمال عبدالهادى بذلك، بل قال فى محاضرة مسجلة ومنشورة على صفحة «يقين» على شبكات التواصل الاجتماعى إن أحدهم حكى له أنه شاهد صحراء فيها خمسين جملًا وأولادًا صغارًا يلعبون فى الرمل، وجاع الشباب وعطشوا وكذلك الإبل، ففزعوا واستغاثوا بالله، فانفجرت الأرض، وخرجت منها ساقية ارتفاعها عشرة أدوار، وخرج الماء والطعام، فأكلوا وشربوا، وتكاثرت الإبل حتى بلغت الخافقين، وسمعوا صوتًا يقول صاحبه: ارعوا إبل الرئيس محمد مرسى، ثم سمعوا صوتًا آخر يقول: بلغوا الرئيس محمد مرسى هذه الرؤيا.
بالغ جمال عبدالهادى فيما أراده، فقال لأتباع محمد مرسى إن الدكتور عبدالعزيز سويلم، ووصفه بأنه أحد العلماء الصالحين، شاهد فى منامه حمامات سوداء تتساقط على الأرض، ورأى ٨ حمامات خضراء على كتف الدكتور محمد مرسى، وفسرها بأن مرسى سيُكمل مدة ٨ سنوات فى الرئاسة.
مات محمد مرسى دون أن يتحقق له شىء مما قاله الدعاة الكذبة، لكن أحدًا من أتباع الجماعة لم يفكر فيما حدث، لم يراجع نفسه، لم يصل إلى المعنى الواضح وهو أن الجماعة تكذب باسم النبى، صلى الله عليه وسلم.
حاول الإخوان أن يكذبوا باسم النبى مرة أخرى، وهذه المرة وضعوا مرشدهم محمد بديع فى مقدمة الصورة.
ففى نهايات العام ٢٠١٤ سرب الإخوان حكاية من داخل محبس محمد بديع، تقول إن المرشد رأى النبى فى المنام، ولما سأله، صلى الله عليه وسلم، عمّا يحدث للإخوان ومتى سينتهى، بشّره النبى، صلى الله عليه وسلم، بأن النصر قادم للجماعة بعد ثلاث سنوات.
روج الإخوان هذه الحكاية على أوسع نطاق، وأعتقد أنهم انتظروا الموعد، ولا أدرى ما موقفهم الآن، وقد مرت السنوات الثلاث دون أن يتحقق لهم شىء؟.
وفى مارس ٢٠١٦ أصدرت أسرة محمد بديع بيانًا غريبًا قالت فيه إنه تعرض للتكدير بعد أن روى فى المحكمة أن أحد رفقاء السجن رأى الرسول، صلى الله عليه وسلم، فى المنام، وأنه بشّره بقرب انفراج الكرب، وانقشاع الظلمة.
ادعت أسرة محمد بديع أن رجال الأمن، بعد أن عاد إلى زنزانته، قرروا معاقبته على ما قاله، معتقدين أن أحدًا يمكن أن يصدقه، بعد أن كذب على النبى أكثر من مرة.
الغريب أن هناك من بين الإخوان من يحكى أن بديع فى الجلسة المقصودة قال، وهو داخل القفص، إنه هو الذى رأى الرسول، صلى الله عليه وسلم، وإنه بشّره بعودة الزيارات مرة أخرى بعد أن منع منها.
الغريب أن الجماعة التى تعرف جيدًا أنها تكذب باسم النبى، صلى الله عليه وسلم، راحت تقنع الأتباع بأن بديع صادق فيما يقوله، وأذكر وقتها أن القيادى الإرهابى عصام تليمة صرح بأن كثيرًا من الناس لا يعرفون أن الدكتور بديع رجل مع تخصصه العلمى المعروف، إلا أنه مَعنىّ بتأويل الرؤى والأحلام، وهو علم يبرع فيه أناس حسب تعلمهم له، واكتسابهم هذه المهارة التى تعتمد على العلم بالتأويل، وما يفتح الله له به من تعبير وتفسير.
كان عصام تليمة كاذبًا فيما قاله مثل مرشده تمامًا، فلم يتحقق شىء مما قاله بديع، وادعى أن النبى أسرّ له به عندما رآه فى منامه.
فى العام ٢٠١٩ قام الإخوان بأكبر عملية ترويج لفيديو يتحدث فيه محمد بديع لبعض أعضاء الجماعة، كان يقول فيه إنه رأى النبى، صلى الله عليه وسلم، وكان معه عدد من أعضاء الجماعة، وأن الرسول وزّع على كل عضو من أعضاء الجماعة جلبابًا، وعندما جاء إليه مَنحَه صندوقًا كاملًا، وفسّر بديع ذلك بأنه تعبير عن ثقل المسئولية التى يحملها بتوليه أمور الجماعة.
أعتقد أن الحكاية لا تحتاج إلى تعليق.
وإذا كنت فى شك مما قلته لك، فليس عليك إلا أن تقرأ من جديد، لتتأكد أن هذه الجماعة احترفت الكذب على النبى، صلى الله وباسمه.. ولذلك لم تكن يد الله معها، ولن تكون أبدًا.