رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الدستور» تحاور ضحايا «المعقمات المغشوشة»

المعقمات المغشوشة
المعقمات المغشوشة

التربح من الأزمات هو مبدأ أصحاب النفوس الضعيفة، والذي ظهر جليًا في الأيام السابقة على إثر جائحة فيروس كورونا الذي انتشر في العالم، إذ بات غش المواد المطهرة والمنظفات أمر معلن وقع ضحيته الكثير من المواطنين؛ لاسيما بعد زيادة معدلات إقبال الناس على سوق المطهرات لتعقيم منازلهم وتطهير أيديهم.

وأعلنت شعبة المنظفات بالغرف التجارية، ارتفاع معدلات شراء المطهرات مثل الكحول والكلور، بنسبة 40%؛ بسبب إقبال الناس على شراء المطهرات على خلفية فيروس كورونا المستجد.

اتساقًا مع ذلك تقدم خالد مشهور، عضو اللجنة التشريعية بالبرلمان، بطلب إحاطة موجه لرئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، بشأن استغلال فيروس كورونا والتربح من وراءه في غش الكمامات والمطهرات وأيضًا الأدوات الطبية، وتصنيعها فى أماكن غير مرخصة أو ما يمكن أن تسمى بمصانع بير السلم، وتقديم منتج غير مطابق للمواصفات بهدف التربح السريع.

أشكال مختلفة للغش

يحيى سعيد، موظف بإحدى المصالح الحكومية، منذ انتشار فيروس كورونا في مصر وهو يواظب على شراء مطهرات اليدين، وذلك بحكم عمله في هيئة حكومية تتعامل مع الجمهور بشكل مباشر، "مقدرش أخد إجازة من شغلي نهائي بشتري دايمًا مطهرات من أجل تعقيم المكتب وايدي بشكل مستمر على مدار اليوم؛ لأن بيكون في زحام بسبب إقبال الناس لإنجاز مصالحهم".

ويضيف: " في مرة من المرات لقيت عرض مغري على جل للإيدي في أحد محال المنظفات، فقمت بشراءه بعدما تأكدت من سريان صلاحيته وعدم انتهائها، ولكن مع استعماله ظهر احمرار في يدي وشعرت بالحكة الشديدة على مدار اليوم، قرأت تاريخ الصلاحية مرة أخرى لقيته ساري ولكنه مكتوب بخط اليد، وعندما جربت الزجاجة الأخرى التي كانت عرضًا على الأولى، وجدت نفس النتيجة حكة واحمرار شديد في اليدين".

وأشار أنه تأكد أن هذا المعقم مغشوشًا بعدما جربه أحد زملاءه في مقر العمل، وحصل على نفس النتيجة البائسة، وحينها علم لماذا كان هناك عرضًا على المعقم بزجاجة أخرى هدية، ليقوم بالتخلص منه وإلقاءه في القمامة. يحيى لم يكن الضحية الوحيدة لسبوبة المطهرات والمنظفات التي انتشرت تزامنًا مع جائحة فيروس كورونا المستجد.

ناشد عضو مجلس النواب مباحث التموين والسلطات المعنية بالأمر بالتعامل مع قضايا الكمامات والمطهرات والمنظفات والمستلزمات والأدوية المغشوشة واعتبارها قضية تمس الأمن القومي؛ لأن غش هذه المستلزمات في هذا التوقيت تحديدًا قد يعقبه نتائج وخيمة تتعلق بأرواح المواطنين بشكل مباشر، مشيرًا إلى أهمية تشكيل لجان شعبية للمشاركة فى التفتيش بالتعاون بين اتحاد الغرف التجارية واتحاد الصناعة

حدد القانون رقم 48 لسنة 1941 والمعدل بالقانون رقم 281 لسنة 1994 قواعد الغش والتدليس الخاصة بجريمة الغش التجارى والعقوبات المترتبة على ذلك بالقانون.

ونص عقوبة الغش التي تتمثل في، "يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنة وبغرامة لا تقل عن خمسة آلاف جنيه ولا تتجاوز عشرين ألف جنيه أو ما يعادل قيمة السلعة موضوع الجريمة أيهما أكبر أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من خدع أو شرع فى أن يخدع المتعاقد معه بأية طريقة من الطرق.

أما نجلاء أحمد، ربة منزل، اعتادت على شراء المواد المطهرة لتنظيف المنزل وتطهيره خاصةً ولأن لديها أطفال يخرجون إلى الشارع أكثر من مرة على مدار اليوم، تقول:" ازداد الوضع سوءًا وأصبحت اشتري مطهرات وجراكن كلور أكثر من السابق منذ انتشار فيروس كورونا في مصر، حتى أنظف الأسطح والأرضيات والأركان من أي جراثيم وفيروسات عالقة بها".

وتضيف: "اشتريت عبوتين كلور وصابون سائل من إحدى الشركات المعروفة، وعندما ذهبت إلى المنزل لبدء استخدامهم والتنظيف بهم، لقيت المادة السائلة في عبوات الكلور وكأنها مية يا دوب ريحة من الكلور ولما دققت في اسم شركة عبوات الكلور والصابون التي اشتريتها، وجدت أنه ليس عليه كود خاص بالمنتج اوتأكدت أنه العبوات دي مغشوشة ومقلدة من الشركة الأم، ولما استخدمته مرتين قبل ما اكتشف أنه مغشوش سببلي التهابات في أيدي شديدة، واستطعت إرجاع العبوات التي لم استخدمها أما الأخرى فقد رميتها".

كذلك الوضع مع هشام ناجي، يعمل في المبيعات بإحدى الشركات، يقول: " أنا شغلي كله في الشارع لازم أكون متواجد في السوق على مدار اليوم، من أجل متابعة عملية بيع المنتج الذي أقوم بترويجه، وبالتبعية محتم علي أن أتعامل مع فئات وشرائح مختلفة من السوق، وأصبح الكحول بالنسبة لي زي المية مش بقدر استغنى عنه بسبب فيروس كورونا اللعين".

ويضيف:" طبعًا أنا مش بفهم في أنواع الكحول، ولما بيخلص بشتري عبوة جديدة، ودا اللي حصل معايا واشتريت من صيدلية في منطقة مصر القديمة كحول وكان متغلف ومتبرشم ولما فتحته لقيته عبارة عن مياه وليس له علاقة بالكحول إطلاقًا".


الأمن يضبط مطهرات مغشوشة في مختلف المحافظات

أسفرت حملة شنتها مباحث التموين في الوادي الجديد عن ضبط مطهرات ومنظفات مجهولة المصدر، تشمل 90 لتر صابون سائل، و26 كرتونة سعة الكرتونة 12 زجاجة، وجوال صودا كاوية، و2 برميل كلور سعة 100 لتر، وبرميل مواد مطهرة 50 لترا، و6 كراتين مواد منظفة، سعة 12 زجاجة لكل كرتونة، و36 كرتونة سعة 12 زجاجة لكل كرتونة بها مواد مطهرة متنوعة، داخل معمل صناعات منظفات مرخص بمدينة الخارجة، وحُرر محضر بالواقعة.

وفي حملة أخرى شنتها مباحث التموين بمديرية أمن الإسكندرية، أكدت قيام مالك مصنع منظفات بمنطقة برج العرب،واستهدفت قوة أمنية المصنع، وألقت القبض على المدير المسؤول، وعثر بداخل المصنع على 25.740 طنًا من المنظفات ومستلزمات الإنتاج غير المطابقة للمواصفات القياسية وغير صالحة للاستخدام، واعترف المتهم بارتكاب الواقعة، وحُرر له محضر.