«بعد دور الفنان أحمد الرافعي».. لماذا يبتسم الإرهابيون؟
خطف الفنان أحمد الرافعي الأنظار خلال مشاركته فى مسلسل الاختيار الذي يعرض ضمن السباق الدرامي لشهر رمضان، ويرصد قصة حياة وبطولات الشهيد أحمد المنسي.
وأتقن الممثل الشاب تجسيد شخصية الإرهابي «عمر» ابن رفاعي سرور أحد أهم مشايخ السلفية الجهادية، ونال إعجاب الجمهور في المشاهد المعدودة التي ظهر بها.
اقترب "الرافعي" لمظهر وأداء الكثير من المتطرفين الذين في يختفون وراء ابتسامة غير مريحة لكنها تلازم وجوههم، وبدورنا توجهنا إلى المختصين بسؤال: "لماذا يبتسم الإرهابيون؟"..
طبيب نفسي: ابتسامة الإرهابي مبدأ سيد قطب
قال الدكتور جمال فرويز، استشارى الطب النفسى بالأكاديمية الطبية العسكرية، إنه تعامل بشكل مباشر مع الإرهابين أمثال هشام عشماوى، وغيرهم خلال التحقيقات، لدراسة سلوكهم النفسي.
وأوضح فرويز في تصريحات خاصة لـ"الدستور" أن الإرهابيين يسيرون بمبدأ "ابتسم فى وجه عدوك حتى لا يشعر بالانتصار"، وهذا ما أرساه سيد قطب، أحد مفكري جماعة الإخوان المسلمين، ومؤسس العديد من المبادئ التي انتهجوها فيما بعد.
وأضاف استشارى الطب النفسى، عند التحدث مع الإرهابيين يتسم الحديث بالهدوء والابتسامة التي تعلو الوجه، مشيرًا إلى أنه سلاح معنوي يتبعونه من أجل عدم إظهار الضعف والهزيمة فى عيون الآخرين.
وعن أبطال المسلسل الذين قاموا بدور الإرهابيين، أشار فرويز، أن المخرج "بيتر ميمى" أبدع فى اختيار الممثلين بداية من أحمد العوضى الذي يقوم بدور الإرهابى هشام عشماوي، وصولًا إلى أحمد الرافعى والذى يجسد شخصية عمر الرفاعي.
علم النفس عن ابتسامة الإرهابيين: "لجذب التعاطف"
أوضح الدكتور أحمد هلال، استشاري الطب النفسي، أن الإرهابيين دائمًا يلجأون للابتسامة خاصة أمام المنضمين إليهم حديثًا، من أجل إيهامهم بأن السعادة تكمن في هذا العمل والجهاد ضد أعدائهم.
وأضاف هلال، أن البسمة عبارة عن سلاح معنوي، للإعلام المعادي لهم، حيث يرسل للعالم رسالة مفادها: "السعادة تأتي عند الإيمان بنا"، فالبسمة هي دليل كافٍ عن الرضا والسعادة بالشئ الذي نفعله.
وأوضح "هلال"، أن الابتسامة سواء كانت حقيقية أو مصطنعة دليل على القوة والسيطرة على كل الصعاب، فوفقًا للكثير من الدراسات فالابتسامة دليل على الثقة الزائدة والقوة الداخلية للإنسان.
وأشار هلال إلى أن الإرهابي الذي يهون عليه غمس يديه في دماء ضحاياه، يمكنه بمكر شديد تصطنع الابتسامة والهدوء النفسي أمام الجموع أو من يستقلبهم، بينما تظهر صورته الحقيقية الوحشية في اجتماعات القادة بالغرف المغلقة، وهذا ما أظهره المسلسل ببراعة فائقة.
ويتناول مسلسل الاختيار فترة ما بعد ثورة يناير 2011، وبطولات قائد كتيبة 103 أحمد المنسي، الذي لقي حتفه واستشهد في كمين مربع البرث عام 2017، أثناء مداهمات إرهابية في سيناء، ويظهر حياته الاجتماعية ونشأته وبالتوازي يلقي الضوء على الأفكار الإرهابية وما يدور من حوارات فيما بينهم، ونهاية أصحاب كلا الاختيارين الوطني والتكفيري المتطرف.