رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سؤال يحتاج لجواب


أين سنكون بعد ان نفارق الحياة من علي هذه الأرض ولماذا نموت ونحتاج لمعرفة المصير الابدي للأنسان لانه المخلوق الوحيد الذي يحتاج إلي معرفة المصير الابدي دون سائر الخليقة التي تعيش حياتها وتنتهي بمصيرها طالت اعمارها او قصرت

وعن مصير الانسان فقد كان موضوع تفكيره منذ بدء الخليقة، فهو يحتاج ان يطمئن علي هذا المصير ولا يمكن الاجابة علي هذا السؤال إلا من خلال كلمة الله الذي هو خالق الاكوان وعلي قمة خليقته صنع الانسان بكلمة قدرته وبين له أن هذا الإنسان له نهاية ارضية وبداية ازلية لا تعرف النهاية وهذا واضح في السطور قبل الاخيرة من كلمةالله وفي الرؤيا التي اراها الله لاحد تلاميذه فيخرج بهذه النتيجة " ثم الي سماء جديدة وارض جديدة....وسمعت صوتا عظيما من السماء قائلا هوذا مسكن الله مع الناس وهو سيسكن معهم وهم يكونون له شعبا والله نفسه يكون معهم إلها لهم ....والموت لا يكون في ما بعد

ومن يطالع اخبار العالم علي مدار نحو خمسة اشهر لا يقرا الا امواتا يموتون والقاتل جرثومة لا تري بالعين المجردةلكن قتلاها بالملايين فاقت قتلي الحروب وسائر الكروب الاخري فهناك قرابة المليون من البشر يسقطون بفعل ذلك القاتل غير المرئي ولعله اراد ان يوقظ العقول والضمائر لتدرك المصير الابدي للانسان الذي هو خليقة الله الذي سلطه علي كل الخلائق الاخري وفي الغالب نسي هذا الانسان دعوته ورسالته وساقته الغريزة والمطامع حتي كان صوت ما عرف بكورونا رقم تسعة عشر، إشارة الي تاريخ بدء هجوم ذلك الشئ غير مرئي حتي سقط جبابرة واطباءوعلماء من كل جنس ولون، وقديما تحير الانسان حول المصير الابدي لكنه كان يعلم انه مختلف عن سائر خليقة الله ففي سفر الجامعه ٩: ٥ لان الأحياء يعلمون انهم سيموتون اما الموتي فلا يعلمون شيئا وليس لهم آجر بعد لانذكرهم قد نسي والإنسان يحاول جاهدا بكل ما يستطيع من جهود ومؤثرات علاجية واطباء علي اعلي درجة من العلم والواقع يقول حتي الاطباء مهما بلغت حكمتهم وعلمهم فانهم يخضعون لذات النهاية كسائر البشر يموتون وتحت التراب يدفنون، علماء واطباء وبسطاء وفقراء يخضعون لذات الحكم كل ابن انثي وأن طالت سلامته يوماعلي آلة حدباء محمول فإذا حملت إلي القبور جنازة فاعلم بأنك بعدها محمول وهكذا اختلفت اطروحات دينيةوغير دينية وجلها يري ان هناك حياة اخري بعد الموت تتفق مع حياته التي عاشها علي الارض وما صنعه الانسان يجازي عليه إما الي حياة النعيم وفيها المؤمن يقيم وغيره الي عذاب أبدي يدوم ويجمع اصحاب كل الديانات والعقائد علي ان الانسان وهو خليقة الله ليس كسائر المخلوقات التي هي في الطير والحيوان وكلها تنتهي مهامها او حياتها ولا عودة بعد أما الانسان وهو من خلق خالق الاكوان فهو ارقي واعلي من سائر المخلوقات الاخري ولهذا فله عودة الي حياة تختلف تماما عن رداء الجسد الذي ينتهي بالفناء ولكن الانسان فالي نوع اخر من الحياة تتفق مع مصيره الابدي الذي اراده لنفسه، فالامين في ما اعطي له من ايام وسنين حياة تتفق مع مقاصد من كونه فيرحم الام ومنحه عقلا يفكر وارادة حرة بها يختار نوع الحياة التي يعيشها فاما الي حياة ابدية او الي عذاب ابدي وحرمان من الوجود في محضر من خلقه، وقد عبر السيد المسيح عن موت المؤمن بانه نوم لا موت هذا فيما قاله السيد المسيح عندما مات شاب وحيد لشقيقتين وكان السيد المسيح وهو في مكان اخر قال لتلاميذه عن هذاالشاب انه نام فقال لتلاميذه انه يذهب ليوقظه وكان يقصد موته، فقال لهم ان هذا الشاب قد مات وكان له اربعةايام وذهب المسيح الي القبر وحوله كثيرون وطلب من الواقفين ان يرفعوا الحجر من علي باب القبر ونادي باسم ذلك الشاب قائلا قم فقام في الحال وخرج من القبر مع كل الربط التي كان بها ملفوفا .

وهنا ياتي السؤال اذا كان الانسان قد خلق وبعد الحياة يموت فلماذا خلق اصلاً؟ والرد البسيط خلق الانسان ليفعل الخير ويخدم الاخر ويعيش الحياة المثمرة وعند نهاية الايام تنتهي غربته حتي ينال رضاء خالقه فيذهب الجسد الفاني الي تراب، يرجع الي اصله، أما النفس الخالدة فهي الي دار راحة ووفق ما عاش في حياته تكون اخرته فمن عاش لا لنفسه ولكن لخدمة الانسان والانسانية فالي حياة ابدية باجسام نورانية والذين فعلوا السيئات فالي مصير ابدي يتفق مع الرغبات والشهوات والبعد عن كل ماهو ابقي اي الحياة الابدية، وهذا هو الفارق بين حياة الإنسان الذي خلق لهدف اسمي وأرقي وبين سائر المخلوقات الاخرى التي تعيش لتموت فقد كان هدف الله منذ البدء ان الانسان جعل للحياة ولكنه أغوي وسقط في الامتحان وكان عقابه ان يعود هذا الجسد الي تراب اماالروح الباقية التي لا فناء لها فاما الي حياة النعيم كمكافاة ربانية وتمسك الانسان بحياة اسمي من سائرالمخلوقات الاخري فهو المعطي قلبا ونفسا وروحا وعقلا يستطيع ان يستخدم كل ركن في حياته لخدمة الانسان وطاعة خالقه وسموه فوق كل معوقات الحياة الاخري.

وقد يتبادر إلي الذهن السؤال لماذا يموت الانسان الخير مع الشرير الكل الي نهايته وهنا نتذكر قصة الخلق فمنذ البداية لم يكن ادم إلي الموت ولكنه وزوجته عصيا خالقهما فكان المصير لهما هو وحواء الموت وهكذا صار الموت الي كل الجنس البشري وقد سقط ادم وحواء امام غواية عدو كل خير وبر اي الحية او الشيطان فخالفا وصيةخالقهما وحكم الله علي آدم وحواء بالموت ومنهما الي سائر الجنس البشري لكن الشئ الباقي هو ان الله ميز الانسان عن سائر الخلائق الاخري بان اعطاه عقلا يميز بين الخير والشر وعلي هذا الوعد تكون المكافاة اما الي حياة افضل واما الي جهنم وبئس المصير .

وقد وردت قصة ادم وحواء في سطور سجلت في سفر البدايات أو سفر التكوين وكيف اغوت الحية حواء للسقوط في مخالفة الخالق وجرت زوجها الانسان الاول وبذلك سقط ادم وحواء في المخالفة الربانية وجاء الحكم الشامل لكل البشرية بعرق جبينك تاكل خبزا حتي تعود الي الارض التي أخذت منها لانك تراب والي تراب تعود ومن هذه الواقعة خرج ادم وحواء من جنة عدن ليعمل ويكافح وبعرق جبينه ياكل خبزه وصار هذا هو الحكم النهائي علي سائر البشرية.