رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«هاجس العالم».. مخاوف من عودة كورونا للمتعافين ومطالب بمتابعتهم

كورونا
كورونا


بعد أن تجددت إصابة العديد من المتعافين من فيروس كورونا بالعدوى مرة أخرى في كثير من دول العالم تزايدت المخاوف وكذلك تزايدت التساؤلات حول الفيروس، وهل عودة الإصابة تعنى أن الجسم لا يكتسب مناعة إذا أصيب بالفيروس من قبل أم أن الفيروس يمكن أن يظل خاملًا في الجسم إلى أن ينشط مرة أخرى؟، ازدادت المخاوف العالمية من فيروس كورونا المستجد، مع اكتشاف المزيد من حالات الإصابة "المتكررة" للمريض الواحد، في أكثر من بلد، مما شكل علامة استفهام لا تزال إجابتها غير واضحة للعلماء.

فبعد إعلان الصحة العالمية احتمالية إصابتهم مرة أخرى، تقدم النائب جون طلعت عضو لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بطلب إحاطة حول إجراءات متابعة المتعافين من فيروس كورونا. مطالبا وزارة الصحة باتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لمتابعة صحة المتعافين من فيروس كورونا.

وشدد النائب في طلب إحاطة موجه لرئيس مجلس الوزراء، ووزارة الصحة، على ضرورة تحديد مواعيد معينة لعمل التحاليل اللازمة وأماكنها ليتمكنوا من المتابعة الدورية للحفاظ على صحتهم من ناحية، وحتى لا يكونوا سببا في نقل العدوى من ناحية أخرى.

وأوضح جون طلعت أن منظمة الصحة العالمية أكدت أن المتعافي من فيروس كورونا لا يمنع إصابته مرة أخرى، وهو الأمر الذي يتطلب توخي الحذر في التعامل مع المتعافين، وضرورة متابعتهم أولًا بأول.

وقال عضو مجلس النواب: لا يجب أن يتوقف الأمر عند متابعة الحالات أثناء فترة الحجر الصحي، ولكن لا بد من المتابعة المستمرة حرصا على عدم تعرضهم للإصابة مرة أخرى.

من جانبه قال إسلام إبراهيم (متعافٍ من كورونا)، إنه يعمل مديرا بفندق بمحافظة أسوان ونتيجة المخالطة مع أجانب كنّا معرضين للإصابة بالفيروس، وبالفعل كانت تعليمات وزارة الصحة واضحة في هذا الإطار بضرورة توقيع المسح والكشف على العاملين بمجال السياحة، وبعد توقيع قياس الحرارة كإجراء مبدئي ولم تظهر أي أعراض على العاملين بالفندق، طالبنا بضرورة إجراء تحليل الـ "pcr " لكل العاملين للتأكد من سلبية الحالات، ونتيجة لعدم الإمكانية لإجراء التحليل لجموع العاملين وعددهم ٥٤ عاملا تم التحليل لنحو ٢٥ شخصا فقط.

ويضيف إبراهيم أن الفريق الطبي أعلن في اليوم التالي إيجابية ٦ حالات من واقع ٢٥ عاملا وتم العزل لمدة ١٤ يوما بمستشفى إسنا، وخلال مدة العزل تم سحب عينات من الأنف والزور بشكل يومي لمتابعة الحالات ومدى استجابتها للعلاج، وبعد انتهاء فترة الحجر الصحي بالمستشفى تم إجراء مسح أخير للتأكد من الشفاء التام والتعافي وتم خروج ثلاث حالات.

وأكد إبراهيم أن الأطباء أكدوا أننا لسنا بحاجة لأي متابعة صحية ويمكن ممارسة الحياة بشكل طبيعي، مؤكدين أن الأمصال المستخدمة في علاج كورونا في مستشفيات العزل تساعد على تكوين أجسام مضادة للفيروس، الا إذا تحور ليظهر بشكل جديد ليعود ويهاجم الإنسان مرة أخرى.

في ذات السياق قال مهندس محمد هزاع (متعافٍ من كورونا)، إن ما حدث في مستشفى إسنا من الطاقم الطبي في مواجهة جائحة كورونا يعد إنجازا غير مسبوق، مشيرًا إلى أنه لم يظهر عليه أي أعراض للفيروس وتم اكتشاف حالته من خلال تحليل "pcr " ليتم العزل لمدة ١٤ يوما.

وذكر هزاع أن التعامل مع المرضى من حيث خطة العلاج اليومية يأتي من خلال تعليمات منظمة الصحة العالمية التي تتابع الإجراءات الاحترازية وخطة العلاج طبقًا للمستجدات العالمية اليومية للفيروس، وذكر أنه بعد رحلة التعافي لم يوصِ الأطباء بضرورة المتابعة الدورية خوفًا من تكرار الإصابة مرة أخرى، مؤكدين  إمكانية ممارسة الحياة بشكل طبيعي دون الحاجة لتحاليل أو أدوية دورية بعد الخروج من الحجر الصحي.

وقال دكتور محمود الطاهري مدير قسم الطب الوقائي بجامعة الزقازيق، إن اثنين إلى ثلاثة أشخاص منهم لم يتمكنوا من مزاولة الأشياء كما كانوا يفعلون في الماضي، نتيجة أن الفيروس يصيب الرئة بشكل أساسي والتي بدورها لا تعود لكامل طاقتها وكفاءتها عما كانت عليه في السابق وهو ما يعطي مؤشرات بإمكانية عودة الفيروس مرة أخرى ليهاجم المتعافين وهو الأمر الذي يستوجب معه وضع خطه علاج أو وقاية للمتعافين بعد خروجهم من العزل الصحي.

وذكر الطاهري أن المتعافين يعانون من اللهاث إذا مشوا بسرعة أكبر قليلا. أيضا قد يعاني بعض المرضى من انخفاض بنسبة 20 إلى 30 في المئة في وظائف الرئة بعد الشفاء".

وسيخضع المرضى في بعض الدول الأجنبية الآن لاختبارات لتحديد مقدار وظائف الرئة التي ما زالوا يتمتعون بها، كما سيتم تشجيع العلاج الطبيعي وتمارين القلب والأوعية الدموية لتقوية رئتيهم.

وتشير عمليات المسح في هذه الدول إلى وجود تلف في الأعضاء في الرئتين، ولكن من غير المؤكد حتى الآن ما إذا كان هذا قد يؤدي إلى مضاعفات في وقت لاحق في الحياة مثل التليف الرئوي أم لا، لذا ومع كل هذه المخاوف والتطور السريع للفيروس والاكتشافات الجديدة لتأثيراته الخطيرة على صحة الإنسان يجب متابعة المتعافين منه بشكل دوري لعدم الإصابة به مرة أخرى.