رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شهداء جدد لإرهاب يقبض الثمن قبل شراء الكفن


الارهاب الخسيس ما زالت لديه آمال مدفوعة الأجر من الداخل والخارج لكى يتربع على عرش مصر، التى يحار فيها كل الغزاة، حتى كورونا استطاع النيل من أعتى الدول،  لكنه مع مصر يندهش من مناعة المصريات والمصريين.

مصاصو الدم والقتلة ولصوص الأوطان وسماسرة تجار الأسلحة، ما زالوا لا يصدقون أن مصر "كبيرة" عليهم جدًا، "عصية" على المذلة والخضوع.

يقررون الكمون فترة من الوقت- تطول أو تقصر- ثم يعاودون الضرب تحت الحزام واصطياد الأبرياء الذين يحمون مصر من مخططهم الخبيث، شهداء جدد، ضحايا إرهاب جبان يقبض الثمن قبل شراء الكفن.

"الدم" يغطى كل الأشياء، "الدم" فوق جبين الرجال، "الدم" داخل عيون النساء، يطل "الدم" من نوافذ المدن الملتحفة بالمرار، يختلط بعويل الأمهات اللائى يفوق حزنهن ملابس الحداد.

"لا جديد تحت الشمس إلا زيادة عدد الشهداء ونقصان عدد الرجال النبلاء وزيادة عدد الأمهات المتشحات بالسواد، لا جديد تحت الشمس إلا أننا نكبر في العمر ونصغر في الإنسانية.
أين يهرب "الدم" المصرى من حصار الارهاب؟
نزف إلى التراب شهداء جددًا تروى دماؤهم ظمأ الأرض المشتاقة إلى الحرية والعدل والأمان، طعنات قاتلة يتلقاها جسد الوطن الذى يحارب بمفرده تحالفًا دوليًا محليًا محكمًا من العصابات والمرتزقة والبلطجية، حصار من مصاصى الدماء الذين لا يفقدون شهيتهم للدم، بل إنهم كلما شربوا الدم كلما ازدادوا عطشًا.

ماذا أكتب فى زمن يخرج فيه الإنسان من بيته وليس متأكدًا أنه سيرجع؟ زمن الإقبال على شراء الأكفان والعزوف عن شراء الورود.
أى كلمات تجفف الدموع تقدم العزاء فى شهداء بئر العبد شمال سيناء؟
عشرة من رجال القوات المسلحة المصرية بالطبع لا بد أن تكون جنازاتهم مهيبة، بهيبة الوطن وهيبة الإصرار على درء الإرهاب الذى ما زال لا يفهم خامة المقاومة للشعب المصرى، خاصة قواته المسلحة.

ماذا أكتب واستباحة "الدم" تكاد تصبح "عادية" كتحية الصباح، أو تناول فنجان من القهوة؟ أهذا جزء من الخطة المرسومة أن "نألف" استباحة الدم" ولا نعود نبالى بالحياة ونسترخص أرواح البشر؟.

لكننا لن نستسلم للمؤامرة الملعونة وسنظل نبالى بالحياة وبأرواح البشر، لن نألف الخيانة والغدر واستباحة أشرف القضايا، لا نرضى بأن نعتاد رؤية الدماء وكأنها الماء أو الشمس أو الهواء، سنظل أوفياء للوطن ولضحاياه وللمعانى التى قتلوا من أجلها.

إن فراق الأشخاص الأعزاء الأحباء، ألم ومرارة وحسرة وحزن ليس له دواء أو مُسكن أو مُهدئ أو شفاء على مدى العمر، فما بالنا إذا فقدنا أعزاءنا وأحبابنا بجرائم القتل والذبح والتفجير والحرق وسفك الدماء؟
الأوطان على مدى التاريخ تنتكس، تحزن، تنهزم، لكنها لا تنكسر ولا تستسلم ولا تضيع مكانها على الخريطة.
كلما سقط عدد جديد من شهداء الوطن، أتساءل هل تزيد الفجيعة من عزيمتنا لنسف جذور الإرهاب؟.
كلما سقط عدد جديد من شهداء الوطن، أتساءل إلى متى نظل نشجب ونستنكر ونغضب كرد فعل للنكبة دون تغيير حقيقى؟.
هل ندرك أن الفكر الدينى المتعصب المتطرف العنصرى متغلغل فى القرى والمدن؟.
وهل ندرك أن أنصار الدولة الدينية وحلفاء الفكر الإخوانى والسلفى وكهنة الفتاوى الظلامية حولنا فى كل مكان؟.
مع كل حادثة جديدة نسمع هتافات مدوية ترفرف فوق النعوش: "الشعب والجيش إيد واحدة"، "الثأر للشهيد"، "أرواح الشهداء لن تروح هدرًا".
السؤال كيف نحول غضب وحماسة الهتافات المدوية إلى تطهير للوطن من الثعابين التى ظاهرها "الوداعة" وباطنها "سم قاتل".
السؤال كيف نحول "الألم والحزن" إلى "طاقة" تثور ضد الجمود والتخلف والفساد والتفرقة بين البشر؟.
"طاقة" تقف وقفة حازمة ضد تسييس الدين وضد تديين السياسة.
هل نعطى قضية تجديد الفكر الدينى فى جميع وسائل الإعلام من كل الأطياف المستنيرة فى الوطن اهتمامًا قدر اهتمامنا بمسلسلات وبرامج التسلية والمقالب الرمضانية؟ أو لنقل حتى ربع الاهتمام؟.
من بستان قصائدى
خراب.. متفجرات.. دماء
ونحن كعادتنا
نتفرج دون تذمر
تغمرنا اللذة.. يلفنا الانتشاء
وإذا سُئلنا، ما هذا الذى يحدث على كوكب الأرض؟
ما هذا الإرهاب على أرض سيناء؟
ويكون جوابنا الرد فى لا مبالاة
ونجرى إلى منازلنا قبل حظر التجوال
قبل دفع الغرامة وتطبيق الفرمان
قبل مدفع الإفطار ومسلسل رمضان