رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أحمد عفيفي يكتب: «الاختيار».. حسنة الإخوان الوحيدة!

أحمد عفيفي
أحمد عفيفي

لو أنا من باهر دويدار مؤلف مسلسل "الاختيار" لكنت بعت برقية فورية لجماعة الإخوان اللي "مش مسلمين"، أشكرهم فيها من كل قلبي إنهم أمدوني بمادة فيلمية تاريخية موثقة بالصوت والصورة لكل جرائمهم اللي عملوها من ساعة ما اتنيلوا ومسكوا الحكم. لازم يشكر محمد مرسي شخصيا على الخطاب الأخير اللي "اتشقط" بعده وراح في سكة اللي يروح ميرجعش. الخطاب المسخرة اللي أنا فاكر وقتها كتبت عنه مقال نشرته بجريدة التحرير عنوانه "المجرم". الخطاب اللي اتحدى فيه الشعب المصري وقالك: "أنا جيت بـ الشرعية ومتمسك بـ الشرعية وحاعيش وأموت فداء لخالتي شرعية ده اللي عندي واللي عندكم اعملوه!".

ولازم باهر دويدار يشكر كمان "القفا" اللي اسمه محمد البلتاجي اللي وقف على منصة رابعة وقالها بالفم المليان: كل اللي بيحصل في سيناء دلوقتي ممكن يقف في التو واللحظة إذا عدل السيسي عن انقلابه العسكري وعاد مرسي إلى قصر الاتحادية.. في اعتراف منه قاله بمنتهى الغباء اللي مالوش مثيل عن إن الإخوان همّا المسئولين ولا أحد غيرهم عن كل العمليات الإرهابية اللي حصلت في سيناء.

وكمان الشكر موصول للراجل أبو دقن وشكل أمه يقطع الخلف ويقطع الخميرة م البيت اللي قال بمنتهى الصفاقة والتحدي الغشيم: لو مرسي مرجعش واسترد شرعيته، حتلاقوا العربيات المفخخة والأحزمة الناسفة في كل مكان على أرضك يا مصر!

أنا كمؤلف وكمخرج حاتمنى إيه أكتر من كده عشان أعمل مسلسل يُظهر الوجه القبيح والغبي للإخوان. على رأى المثل "من دقنه وافتل له"، ومثل تاني برضه "لولاك يا لساني، ما اتسكعت يا قفايا". أنا لا ألفّت عليكم ولا قلت على لسانكم حاجة أنتوا مقولتوهاش.. وكله يا محترم بالصوت والصورة. مجبتش حاجة من عندي!

عشان كده مسلسل "الاختيار" شادد الناس أوي وعامل أعلى نسبة مشاهدة ربما في تاريخ الدراما التليفزيونية، لأن أحداثه كانت لسه إمبارح مش من 100 سنة فاتت.. كلنا فاكرينها وفاكرين اعتصام رابعة واللي حصل فيه.. فاكرين الخيام اللي نصبوها تحت العماير المحيطة بالميدان والمدارس اللي احتلوها وبقت إقامتهم الدايمة فيها.. النسوان تغسل وتنشر غسيل عيلتها "الوسخ" ع الحبال.. والأفندية مكنوش حاسين إنهم في حرب مع النظام.. فمفيش مانع أبدا إننا ننام مع نسواننا في الخيام ونقوم عادي نستحمى في الطل نافشين ريشنا، قال يعني جابوا الديب من ديله!

أيام كانت سودا الله لا يعودها، لحد ما حصل الفض ولقينا كل القيادات "كلهم بلا استثناء" هربوا زي الفيران وسابوا المضحوك عليهم هما اللي يدفعوا تمن غبائهم أولا، وغباء اللي ضحكوا عليهم وقالوا لهم اللي بنعملوا ده من أجل رفع راية الإسلام ونحارب به أعداء الله وزبانية جهنم "اللي همّا إحنا"!!

مادة فيلمية محصلتش.. قدمها الإخوان على طبق من "دم" للمؤلف والمخرج.. فعملوا مسلسل شديد الواقعية.. شديد الخصوصية.. شديد التعبير عن وضع مخزٍ عشناه وشوفناه بعنينا، محدش قلنا عليه!

مش حاتكلم عن المسلسل اللي أنا بتابعه باهتمام طبعا إلا لمّا ينتهى تماما، وإن كانت البدايات توحي بالنهايات.. البداية قوية جدا وإنسانية جدا، وكل واحد بيؤدي دوره بمهارة وإتقان رهيب، خاصة أحمد العوضي اللي عامل دور هشام عشماوي، ممثل ممتاز ودور تقيل، بس لحد دلوقتي ماشي كويس أوي.. وأمير كرارة دور عادي مش جديد عليه ولا علينا.. وكل طاقم العمل هايلين.. لكن التناول الموضوعي للمسلسل مش حينفع إلا لما تنتهي حلقاته.

ومرة تانية.. شكرا جزيلا للإخوان على هذه المادة الحيّة اللي لو كنا عملنا قرود مكناش صورناها بالشكل ده لأننا نقلنا اللي عملوه بالحرف الواحد عشان اللي ميعرفش الإخوان يعرفهم، واللي لسه عنده ذرة شك إنهم أغبياء وإرهابيين وقتلة يتأكد دلوقتي ويعرف إحنا كنا فين وبقينا فين!!