رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الله فى حياتهم».. هانى الناظر: وجدت رائحة الجنة فى والداى وزوجتى.. والدين ليس الأركان الخمسة فقط

الدكتور هانى الناظر
الدكتور هانى الناظر

«الدين ليس الأركان الخمسة فقط».. حقيقة إيمانية تشكّلت لدى الدكتور هانى الناظر، استشارى الأمراض الجلدية رئيس المركز القومى للبحوث سابقًا، منذ سنوات عمره الأولى، بعد أن حرص والداه على تربيته تربية دينية سليمة، علماه خلالها أن إغاثة المحتاج ونصرة الضعيف لا تقلان أهمية عن أداء الفروض.


وساعده فى ذلك أيضًا التصور الذى تكوّن لديه عن الرب الخالق، من أنه «موجود بكل شىء فى حياتنا، ويرانا فى كل وقت، ما يلزمنا أن نطيعه ولا نعصيه فى شىء، وحسن الخُلق مع الآخرين».

عن الله فى حياته، وتصوره عن الإيمان والأديان، إلى جانب طقوسه التى يحرص عليها فى شهر رمضان الكريم، يدور حوار «الدستور» التالى مع «الناظر».

■ متى بدأت معرفتك وعلاقتك بالله؟
- حينما وصلت إلى سن ٤ سنوات بدأ والداى فى تعليمى الصلاة وأركانها والهدف من ورائها، وكيف أن الله خلقنا جميعًا، وعلينا الالتزام بطاعته فى كل أمور حياتنا ومحاولة إرضائه بفعل الخير دائمًا، ومن وقتها بدأت أدرك معانى الدين وأتواصل مع خالقى.
ويمكن القول إن والداى كان لهما فضل كبير فى تشكيل معرفتى ووعيى بالدين، ولم يكن الأمر مقتصرًا على توجيهات يقولانها لى وأنفذها، بل أراهما يفعلان كل شىء يقولانه لى بصدق، خاصة فيما يتعلق بمساعدة الفقراء والمحتاجين وكل إنسان على وجه الأرض.
علمانى كذلك فى هذه السن المبكرة أن الدين ليس الأركان الخمسة فقط: الشهادة والصلاة والصوم والزكاة والحج، بل يشمل الكثير من المعانى، مثل إغاثة المحتاج ونصرة الضعيف وعدم التنمر على المريض، لذلك يمكننى القول إن البيت هو مدرستى الأولى، وبعدها بدأت فى الذهاب إلى المسجد مع والدى.
■ إذا طلب طفل منك أن تحكى له عن الله.. ماذا تقول له؟
- سأقول له: الله موجود فى كل شىء فى حياتنا، فى العلم والقراءة والعمل والتعامل مع الناس، الأمر الذى يلزمنا بمراعاة أنه، عز وجل، يرانا فى كل وقت، وأن نطيعه ولا نعصيه فى شىء، مع حسن الخُلق فى معاملة الآخرين، والعمل على بر الأهل بقدر الإمكان.
وسأقول له أيضًا: الإيمان بالله يدفعنا للتفاؤل، فالمؤمن الذى يرتبط قلبه بالله لا يخاف من أى شىء، وسنراه متماسكًا فى أى أزمة يتعرض لها، حتى وإن كانت وباءً قاتلًا اسمه «كورونا»، ولذلك أحرص على بث التفاؤل فى نفوس المتابعين لى على صفحتى الشخصية بموقع «فيسبوك»، منطلقًا فى ذلك من استحضار عظمة الله وقدرته على إنقاذ مصر فى هذه المرحلة الحرجة.
■ ما الذى يمثله لك الإيمان بالله انطلاقًا بتصورك هذا عن الذات الإلهية؟
- الإيمان بأن الله موجود فى كل شىء فى حياتى جعلنى إنسانًا متفائلًا، لذلك فى عز التطورات الأخيرة المتعلقة بأزمة فيروس «كورونا»، ستجدنى، كما قلت، أكتب ما يحث على التفاؤل والإيمان بوجود أمل كبير فيما هو قادم، لأن ثقتى بالله أكبر من كل شىء، ومؤمن جدًا بقدره وقضائه.
■ مَنْ الشخص الذى وجدت فيه «رائحة الجنة»؟
- والدى، رحمة الله عليه، ووالدتى، وحديثًا زوجتى لأنها ست صالحة. وأحب أن أقول للوالد: «أنا أعيش فى جلبابك حتى هذه اللحظة»، ولأمى: «أنا ماشى فى الدنيا بدعائك»، ولزوجتى: «ربنا يبارك فيك وفى صحتك وعافيتك».
■ هل للدكتور هانى الناظر أى علاقة بالتصوف؟
- أنا لست من المتصوفين، بل إنسان عادى أؤدى الفروض الدينية المطلوبة منى، وأقرأ القرآن، وأحاول أن أساعد الناس، كما أنى لست من هؤلاء الذين يحرصون على زيارة الأولياء والأضرحة، والقبر الوحيد الذى أزوره هو قبر الرسول، عليه الصلاة والسلام، عندما أكون معتمرًا، لكن لا أزور أضرحة على الإطلاق، ولا أنتمى لأى جماعة أو فصيل دينى معين.
■ ونحن فى شهر رمضان الكريم.. ما الذى يمثله لك هذا الشهر؟
- أحب شهر رمضان لأنه ملىء بالبهجة ودائمًا ما يحمل الخير والسعادة للجميع، وعلى المستوى الشخصى أهم محطات حياتى كانت فى الشهر الكريم، ففى رمضان ١٩٧٣، كنت ضابط احتياط بالقوات المسلحة، وشاركت فى حرب أكتوبر المجيدة.
وكانت هذه أول محطة غيّرت مجرى حياتى، فقبل ذلك كنا جميعًا محبطين ونشعر بأسى كبير بسبب «النكسة»، لكننا استطعنا استرداد حقنا وتحقيق الانتصار وتحرير أرض الوطن، وأشرف جدًا بأننى من بين الأبطال الذين شاركوا فى ذلك.
قبل ذلك، اتخذت القرار الأهم فى حياتى خلال الشهر الكريم أيضًا، وهو التحاقى بكلية الطب، إذ كنت أدرس بداية فى كلية الزراعة، كما أننى رُزقت بابنى الوحيد «محمد» فى يوم ٩ رمضان، وعُينت رئيسًا للمركز القومى للبحوث فى ٤ رمضان، فدائمًا ما يحمل الشهر السعادة ولله الحمد.
■ وماذا عن طقوسك فى هذه الأيام المباركة؟
- أقضى معظم وقتى فى تلاوة القرآن والرد على المرضى عبر صفحتى على موقع «فيسبوك»، ورغم أن الرد يستغرق وقتًا كبيرًا، لأن آلاف المرضى يراسلوننى، فإننى أحرص على هذا الأمر، وأعتبره واجبًا مقدسًا.
■ مَنْ قارئ القرآن المفضل بالنسبة لك؟
- أحب الاستماع إلى إنشاد الشيخ سيد النقشبندى، وأحب الاستماع إلى القرآن بصوت الشيخ عبدالباسط عبدالصمد، كما أحب الشيخ مصطفى إسماعيل، والشيخ محمد رفعت، والشيخ الطبلاوى، والشيخ محمد صديق المنشاوى، وأحرص على تلاوة دعاء مفضل لى فى شهر رمضان، هو: «ربنا آتنا فى الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار»، فليس هناك أعظم من أن يرضى عنا الله ويرزقنا الخير فى الدنيا والآخرة.
■ هل تتابع المسلسلات الرمضانية؟
- لا.. فأنا أعتبر هذا الشهر «خلوة مع الله»، لذا أحرص على التقرب منه، والرد على استفسارات المرضى، لذلك لا أجد وقتًا للمسلسلات.
■ ماذا تتذكر عن رمضان فى طفولتك؟
- حينما كنت طفلًا كان نبأ حلول الشهر الكريم بالنسبة لى يعنى السعادة الكاملة، كنت أحمل الفانوس الذى يشتريه لى والدى، وأنزل لألعب فى الشارع مع الأطفال، حيث كنا نغنى ونعلق الزينة.
وكانت الأسرة كاملة تجتمع فى وقت الإفطار، خاصة فى اليوم الأول من رمضان، أعمامى وعماتى وأخوالى وخالاتى وأبناؤهم، ذلك فى خمسينيات القرن الماضى، لم يكن التليفزيون موجودًا بعد، لذا كان الترفيه هو النزول إلى الشارع.
وكنا نسمع الفوازير فى الراديو، التى كانت تقدمها الإذاعية الراحلة آمال فهمى، إلى جانب «ألف ليلة وليلة». وحينما اشترى والدى تليفزيونًا كنا نشاهد ثلاثى أضواء المسرح، جورج سيدهم والضيف أحمد وسمير غانم، وبعدها ظهرت نيلى وشريهان، وكانت الدراما وقتها تركز على أخلاقيات المجتمع.
■ وما المختلف فى رمضان ٢٠٢٠ من وجهة نظرك؟
- أفتقد «لمة» العائلة على الإفطار، ففى الماضى كنا نجتمع فى بيتى أو فى بيت أحد من أفراد العائلة، أو أذهب لزيارة أصدقائى، لكن الآن جميعنا ملتزم بتطبيق إجراءات الوقاية من الإصابة بفيروس «كورونا»، وعلى رأسها التباعد الاجتماعى، كما أننى أفتقد الصلاة فى المسجد.
■ أخيرًا.. ما الدعاء الذى تنصح به الناس؟
- أنصح الجميع بالدعاء لمصر، وأنا متأكد من أن الله سينصرنا على الوباء، وعلينا أن نقول: «يا رب احفظ مصر وجيشها ورئيسها وشرطتها، واحفظ الشعب المصرى من كل الشرور والأوبئة يا رب، لتكون مصر البيت الكبير لكل العالم» وفى المحن تظهر حقيقة البلاد، ولمن يسأل لماذا تسمى مصر «أم الدنيا»، فسأدعوه إلى مراجعة تصريحات الدول التى شكرت مصر على مواقفها الإنسانية، ومساعدتها دولًا مثل الصين وإيطاليا والولايات المتحدة.