رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من هو واضع علم النحو؟


أنا اتسألت السؤال دا في حياتي 43 مليار مرة، 43 مليار وشوية كمان، عايز أقول لـ حضرتك الصورة الذهنية، اللي بـ تتكون في دماغي، لما بـ أسمع السؤال دا:
"العرب" قاعدين في أوضه، بعدين دخل عليهم واحد، سيبويه مثلا، دخلة بابا نويل على الأطفال، فتح شنطته، طلع منها لفة، فيها قواعد اللغة العربية، فـ راح "وضعها" على الترابيزة، وبقى واضع علم النحو.
طبعا، دي صورة كاريكاتيرية، إنما هي مش بعيدة عن السؤال، اللي بـ يفترض، إنه قواعد اللغة العربية دي، خلينا نقول مثلا 100 قاعدة، أو حتى ألف قاعدة، فيه شخص ما عكف على إعدادها، استنباطًا من القرآن وكلام "العرب"، فـ هو دا اللي "وضع" قواعد اللغة العربية.
الكلام دا لا يمت بـ صلة لـ الواقع، ولو حتى من بعيد لـ بعيد، الأصدقاء مثلًا استغربوا: إزاي في القرن التالت الهجري، اشترطوا لـ قبول "قراءة" القرآن، مطابقتها لـ قواعد النحو، مش هم خدوا قواعد النحو أساسًا من القرآن؟
أنا فاهم استغرابهم، لـ إنهم متخيلين إنه "نحو" القرن التالت الهجري، هو نفسه "نحو" القرن الأول الهجري، ودا مش صحيح. ما وصلنا في النهاية بـ اعتباره النحو العربي، هو "علم" واسع متشعب، ما اتشكلش في سنة واحدة ولا سنتين، ولا في قرن من الزمان ولا قرنين، مع التحفظ على وصفه بـ إنه "علم"، بس مش لاقي كلمة دقيقة لـ وصفه.
"العلم" دا ما عملوش شخص ولا اتنين ولا ألف، لأ، كل واحد جه، كان له إسهامه بـ درجة مختلفة، ولـ حد ابن هشام (النحوي مش بتاع السيرة) اللي عاش في القرن التامن الهجري، وفيه ناس بـ تضيف إسهامات. كمان الموضوع ما كانش واحد، كان فيه اتجاهات ومدارس ومذاهب وآراء.
طيب، خلينا نمشي ورا مشوار النحو، نرسم له كدا تايم لاين عبر الزمان: أول محاولات لـ دراسة قواعد اللغة العربية دراسة "منهجية"، كانت قرب منتصف القرن الأول الهجري، الكلام عن عهد علي بن أبي طالب، أو بدايات عهد الدولة الأموية.
مين تحديدًا؟ ما نقدرش نعرف بـ الظبط، لـ إنه محدش ساب لنا أي حاجة، تنتمي لـ الفترة دي، بـ يقولوا إنه علي بن أبي طالب نفسه، قسم الكلام إلى اسم وفعل وحرف، بعدين قال لـ أبو الأسود الدؤلي، وقال له: انح عني هذا، يعني أنا رسمت لك خط صغير، من كام نقطة بداية، فـ إنت امشي على الخط دا، فـ اتسمى علم النحو.
فيه قصص تانية، زي إنه أبو الأسود الدؤلي دا، سمع راجل بـ يقرا آية "غلط"، فـ لما حب يبين له، ليه هي غلط، ما عرفش، فـ قرر يعمل حاجة، الناس يعرفوا بيها صحيح الكلام من سقيمه.
أو إنه بنته نفسها هي اللي غلطت، فـ قرر يعمل حاجة لـ تعليم الناس، وقصص كتيرة من هذا الشكل، الله أعلم بـ مدى صدق الحكايات دي، لكن، أيا كان اللي حصل: هل دا أدى لـ "إنتاج ما"، ممكن نسبته لـ "أبو الأسود الدؤلي"؟ لأ
يعني أبو الأسود وصل لـ حد فين؟ عمل إيه؟ محدش عارف، فـ فيه كلام تاني عن نصر بن عاصم وغيره، سيبك من الأسماء والحكايات، محتاجين نشوف الموضوع بـ صورة أوسع، فـ محتاجين مقالات تانية، فـ ابقوا معنا