رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عيني ما قدروشو



"عيني ما قدروشو
على سحر رموشه"
دا جزء من نص أغنية، صدرت في أواخر التسعينات/ أوائل الألفية الجديدة، الغنوة مكتوبة بـ لغة القاهرة المصرية، عادي يعني، هو عايز يقول ما يقابل بـ "اللغة العربية"، "عيوني لم تقدر" فـ قالها كدا: "عيني ما قدروشو"
اللي قاله دي بـ يسموه في اللغة "لحن"، يعني استخدام اللغة بـ شكل خاطئ، لـ إنه اللغة المصرية، لا تستخدم هذا التركيب مطلقا، اللغة المصرية فيها 5 اختيارات:
ممكن: "عيني ما قدرتش"، أو: "عينيّ ما قدرتش"، أو: "عيوني ما قدرتش"، أو: "عينيّ ما قدروش"، أو: "عيوني ما قدروش". مفيش في اللغة المصرية خالص أوبشن إنك تقول "عيني ما قدروشو".
ما موقف "المصريين" الآن إزاء هذا "اللحن"/ الخطأ؟ الناس هـ يتفاوتوا: فريق من الناس، مش هـ يشوف أي خطأ في الأمر، وإنه عادي يعني، فريق تاني، هـ يحس إنه مش مرتاح لـ الجملة، بس هو مش مدرك إيه سبب عدم ارتياحه، حاسس إنه فيها "حاجة" "مش مظبوطة"، بس إيه مش عارف.
فريق تالت: هـ يشوف إنه دي أغنية، ليها قوافي وموسيقى، فـ عادي يعني: هو عامل حاجة خاصة بـ الغنا، فـ مش لازم ندقق، فريق رابع: هـ يشوف إنه دا "خطأ"، و"إحنا مش بـ نقول كدا".
لكن مفيش حد "دلوقتي" هـ يعمل تحليل "قواعدي"، يبين فين الخطأ وليه؟ ليه بقى مفيش حد؟ لـ إنه اللغة المصرية لم تخضع حتى الآن لـ التقعيد بـ شكل "ممنهج"، بـ التالي مثلا ما عندناش مصطلحات لـ أي حاجة، ممكن جدا، لما دا يحصل في المستقبل، بعد خمسين سنة/ ميت سنة يبقى عندنا هذا الكلام.
صيغة "ما عملش" عموما نسميها مثلا "الماضي المنفي"، الشين في الماضي المنفي مثلا، نسميها "شين الإطلاق"، أو "شين الانقطاع"، أو "شين النفي"، ونسمي الواو في الأفعال الماضية مثلا شربوا وكتبوا وراحوا، "واو الفاعل"، وهكذا
فـ يبقى وقتها الناس، قادرين بـ بساطة، يقولوا إنه هذا النص "خطأ"، لـ إنه استخدم واو الفاعل بعد شين الانقطاع.
هو دا بـ الظبط بـ الظبط، اللي حصل في موضوع نحو اللغة العربية، قبل الإسلام، ولـ حد تلاتينات أو أربعينات القرن الأول، يعني سنة حاجة وتلاتين أو حاجة وأربعين هجريا، كانت فكرة "اللحن" موجودة، لو حد مثلا قال "من الصابرون"، دا لحن، "الصحيح" بتاعه"من الصابرين".
موقف المواطنين العرب وقتها، من هذا اللحن، زي موقف المصريين حاليا من "عيني ما قدروشو"، فيه فريق من الناس، مش شايف مشكلة، فريق تاني حاسس إنه مش مرتاح، فريق تالت ممكن يلتمس العذر لـ المتكلم، فريق رابع هـ يشوف، إنه دا "لحن" ما يصحش ولا يجوز، لكن محدش فيهم خالص، هـ يقدر يقول لك هو ليه "لحن"؟
محدش هـ يقدر يقول لك: إنه رفع جمع المذكر السالم، في موضع كان يجب فيه جره، لـ إنه "الرفع" و"الجر" و"جمع المذكر السالم"، ما كانش ليها أي وجود، مش بس كـ كلمات أو مصطلحات، لأ، دي كمان ما كانتش موجودة كـ "مفاهيم".
الرفع والنصب والجر، وجمع المذكر السالم والممنوع من الصرف، واسم الفعل الناسخ وخبر الحرف الناسخ، وكووووول هذه المصطلحات، إنما هي من صنع النحاة، لـ فهم كيف تسير الأمور.
يعني هم النحاة اللي خلوا "من الصابرون" غلط، وهي كانت صح؟
لأ يا سيدي، بس النحاة هم اللي "حللوا" لماذا هي خطأ، عن طريق مصطلحاتهم، هل تحليلهم دا بقى مظبوط ولا مظبوط؟ دا سؤال تاني، ممكن يبقى مظبوط جدا في موضع، مش مظبوط خالص في مواضع تانية، بـ اختصار، لا يمكن إنكاره بـ الكامل، ولا الخضوع له بـ الكامل، ولسه الكلام موصول، فـ ابقوا معنا