نيويورك تايمز: رمضان مختلف في مصر للمرة الأولى منذ ألف عام
رصدت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، كيفية احتفال مصر بشهر رمضان الكريم في ظل انتشار فيروس كورونا في العالم وتوقف العديد من الممارسات الروحية.
وقالت الصحيفة، إن روائح الشهر الكريم تلوح في الأفق في شوارع القاهرة القديمة، على الرغم من الإغلاق الحكومي لاحتواء فيروس كورونا.
وأضافت أن شهر رمضان هذا العام سيكون الأغرب على العالم الإسلامي الذي يبلغ عدد مواطنيه 1.8 مليار مسلم في العالم.
وأشارت إلى أن القاهرة, تلك المدينة القديمة المعروفة بـ"مدينة الألف مأذنة" لن تتمكن من إقامة احتفالاتها المميزة لاستقبال الشهر الكريم.
وتابعت أنه مازالت الشوارع القديمة في القاهرة تعرض الفوانيس بشكلها المميز، فلأكثر من ألف عام أبقت أقدم المساجد في القاهرة أبوابها مفتوحة، حتى في أشد المحن وعلى رأسها الموت الأسود الذي ضرب العالم في القرن الرابع عشر بالطاعون والكوليرا التي اجتاحته في القرن التاسع عشر والإنفلونزا الإسبانية التي انتشرت في أوائل القرن العشرين وتحديدًا عام 1918 وأودت بحياة ما يقرب من 140 ألف مصري.
وأوضحت أنه في اليوم الأول من الإغلاق في الأزهر، وهو مركز شهير من المنح الدراسية افتتح في عام 972 م، تدفقت الدموع على وجه المؤذن الشيخ محمد رشاد زغلول، بينما كان يدعو للصلاة في المنازل، بينما قاعة المسجد فارغة.
وأكدت الصحيفة أن المساجد القديمة المغلقة هي نذير لحدث آخر سيغيره الوباء مساره بشكل صارخ، فبعد أيام قليلة يبدأ شهر رمضان المبارك، في نهاية هذا الأسبوع ويعد بأن يكون هذا العام أغرب ما واجهه المصريون، ناهيك عن 1.8 مليار مسلم حول العالم.
وتابعت أن الشهر المقدس ستنتقل احتفالاته للمنزل بدلًا من المساجد والشوارع واحتفالات القاهرة المميزة والانفرادية، فهذا الشهر يفرض إيقاعا لطيفا للغاية تلك المدينة الصاخبة التي لا تنام.
وقال عبدالرحمن، 19 سنة، في متجر الفوانيس المهجور الذي يعتني به في خان الخليلي، أشهر بازار في المدينة: "سيكون شهر رمضان بلا نكهة".
وأكدت الصحيفة أنه حتى الآن، أحدث الفيروس خسائر متواضعة نسبيًا في مصر، حيث تم تأكيد 3333 حالة إصابة و250 حالة وفاة في بلد يقطنه 100 مليون شخص، إذا ما قورنت بتركيا، التي يبلغ عدد سكانها 82 مليون نسمة، ولديها 91 ألف حالة في منحنى يتسارع، مما أثار مخاوف من أن الأسوأ لم يأت بعد.