رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إرهاب من جديد


عاد الإرهاب من جديد ليطل بوجهه القبيح فى حى الأميرية الهادى، حيث توجد أغلبية قبطية تستعد للاحتفال الصامت فى البيوت بمناسبة الأعياد المجيدة بعد أن استراحت بلادنا منه، وها هو يعاود الظهور غير عابئ بما يعانيه العالم أجمع من وباء كورونا.
نسينا بحور الدم التى عشنا فيها منذ ٢٠١١، والاغتيالات ومئات الضحايا والشهداء، ونسينا ما حدث فى سيناء التى لم تجف فيها دماء المصريين، لكنه ها هو يدجج السلاح فى المناطق الآمنة ليروعها بالسلاج والبنادق والمتفجرات، لولا يقظة رجال الشرطة الساهرين على أمن البلاد.
الغريب أن بعض المحطات الفضائية أذاع فيديوهات لبعض الهاربين من مصر، من جماعة الإخوان، والذين يبثون سمومهم من تركيا، وهو يرشدون أعوانهم عن كيفية نشر فيروس المرض ليصيب أكبر عدد من المصريين.
الحقيقة هالنى هذا المسلك المفرط فى الخيانة والانحطاط، يتمنون المرض والوباء للناس دون تمييز لمجرد شهوتهم فى التشفى من شعبهم؟
لم أتصور أن يصل الغِل والحِقد والانهيار الإنسانى إلى هذا الحد من الدناءة، غير أننى عدت وتذكرت أن هذا ليس جديدًا عليهم، قادتهم كانوا يفرحون ويهللون للتفجيرات التى تقتل الناس البسطاء ممن لا شأن لهم، وكان أفراد الجماعات الإسلامية عندما يتوفى شخص يقولون نفق فلان، وعندما يأتى ذكره عندهم يقولون الهالك بعيدًا عن أى إنسانية.
وهم من حرضوا أعوانهم فى الداخل فى قرية مصرية على عدم دفن الطبيبة المصرية التى أصابها الوباء، مما أحدث جرحًا هائلًا لدى أهلها وذويها، وتظاهروا فى القرية لمنع دفنها لولا تدخل الشرطة بكل حسم.
آن الأوان أن يتصدى العالم لوباء أشد فتكًا من وباء كورونا، بعد أن انتشر وعم معظم دول العالم.
ولعلنا لا ننسى الماضى القريب عندما بدأت الجماعات الإسلامية تنصب فخاخًا للشعب، ولأننا كنا أحرارًا فى أول استفتاء يجرى فى ظل ثورة يناير ٢٠١١ فقد تم توظيفه دينيًا، بأنه نعم للدين، ولا لغير المتدينين، وظهرت فداحة خطأ ما ارتكبناه فى الحلقة المفرغة التى ندور فيها الآن، وبدا للبعض استغلال حالة التدين فى تهديد القانون ورجاله، وفى الانتخابات الرئاسة رأينا استعراضًا للقوة، وكأنها ليست انتخابات، ولكنها حالة حرب يحتشد لها الناس، ودخلت الدعاية الانتخابية إلى حرم المساجد، ولم يطرح المرشحون برامجهم، ولكنهم طرحوا بدلًا منها قوتهم، ولا يزال البعض يخوفنا من ثورة الجياع على ضفاف المدن إذا ما ثاروا، ولم يعد أمام الشعب المسكين إلا أن يرقب صامتًا ما يجرى أمامه ولا حول له ولا قوة.
الحقيقة أن مصر عانت من الإرهاب فى الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضى. حيث كان بعض الدول الأوروبية يوفر ملاذًا آمنًا للإرهابيين الهاربين من العدالة فى مصر.
فى عام ١٩٩٥ حذر اللورد البريطانى ونستون تشرشل- حفيد الزعيم البريطانى ونستون تشرشل، رئيس الوزراء البريطانى الأسبق، الذى قاد بريطانيا إلى النصر فى الحرب العالمية الثانية- من النشاط المتنامى للجماعات الإرهابية فى بريطانيا، وخصوصًا نشاط حزب التحرير الإسلامى، الذى بدأت قواعده تظهر فى بريطانيا.
وكان مؤسس حزب التحرير المصرى عمر بكرى فى بريطانيا، قد أجرت معه مجلة اليقظة الكويتية حوارًا صحفيًا فى يناير عام ١٩٩٥، تحدث فيه عمر بكرى بجرأة منقطعة النظير وقال: لدينا طموح بإعلان الخلافة الإسلامية من أوروبا، ونأمل فى سيطرة الإسلام- كنظام حياة- فى المجتمع الأوروبى فى العلاقات الاجتماعية والسياسية، مقتنعًا بأن الإسلام هو النظام العالمى الجديد والقديم.
نتمنى أن يتخلص العالم من وباء الفيروس ليتنبه إلى الوباء الأخطر.