أطباء يحددون: متى نصل إلى «ذروة كورونا»؟
حذّر أطباء ومتخصصون من زيادة عدد المصابين بفيروس «كورونا المستجد» خلال الأيام القليلة المقبلة، لعدم اتباع المواطنين إرشادات الدولة المتعلقة بالتزام التباعد الاجتماعى والمسافة الآمنة وتجنب التجمعات. وتوقع عدد منهم وصول أعداد المصابين إلى مستويات مرتفعة جدًا، خاصة فى شهر رمضان، ومن ثم بلوغ «الذروة» بتسجيل إصابات يومية مرتفعة على نحو مقلق.
وقالوا إن كثيرًا من المواطنين لا تظهر عليهم أعراض الإصابة، ومن ثم ينقلون العدوى لغيرهم دون أن يشعروا بسبب اختلاطهم بالآخرين، وعدم مراعاة الإجراءات الاحترازية التى تعلن عنها الدولة يوميًا.
وشدد الأطباء، فى حديثهم لـ«الدستور»، على ضرورة التزام المواطنين لعدم الضغط على المنظومة الطبية خلال الفترة المقبلة بأعداد إصابات أكبر من طاقة المنظومة.
طارق عبدالقادر:الأعداد سترتفع.. والخطر فى المصابين دون أعراض
توقع الدكتور طارق عبدالقادر، استشارى الحميات والأمراض المعدية، ارتفاع أعداد المصابين بـ«كورونا» لأسبوعين متتاليين، وفق حركة الفيروس التى رصدتها منظمة الصحة العالمية فى أغلب دول العالم.
وأشار إلى أن الأعداد التى تعلن عنها وزارة الصحة، فى بيانها اليومى، هى الحالات التى ظهرت عليها أعراض وتوجهت للمستشفيات فقط، إذ إن هناك أعدادًا أخرى مصابة لكنها لا تعلم وتنشر الفيروس بين أفراد المجتمع، لافتًا إلى أن السبب الأول لزيادة الأعداد هو الحالات المصابة التى لا تظهر عليها أعراض وتحمل المرض وتنقله إلى الآخرين.
وقال «عبدالقادر» إن الفيروس يواصل الصعود حتى يصل إلى الذروة، ومن ثم يعود للانحسار، موضحًا: «من الممكن أن تصل أعداد المصابين إلى ٥ آلاف فى أسبوع واحد، ثم تقل أعداد المصابين فى حال التزام المواطنين بالإجراءات الوقائية».
وأضاف أن الدولة تحاول استيعاب الأعداد الكبيرة للمصابين، حتى لا يزيد العبء على المنظومة الطبية، كما حدث فى إيطاليا، مشيرًا إلى أن الفيروس إذا انتشر بين ثلثى السكان فى المجتمع تتكون أجسام مضادة لدى أغلب المواطنين، ويتمتعون بمناعة تجاه الفيروس، وفق تصورات منظمة الصحة العالمية.
جمال عصمت:الإصابات لا تزال مقبولة.. وتوقعات بزيادتها قريبًا
قال الدكتور جمال عصمت، عضو اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، إنه من المتوقع زيادة معدل انتشار الفيروس خلال الفترة المقبلة، حتى إنه من الممكن الوصول لنحو ١٠ آلاف مصاب، ثم تعود أعداد للمصابين إلى التراجع، مشددًا على ضرورة توخى المواطنين الحذر خلال الفترة المقبلة.
وأضاف أن نشاط أغلب الفيروسات يقل فى المناطق الحارة، لكن حرارة الشمس لا تقضى عليها، ومن المتوقع أن يسير «كورونا» على هذا النحو، و«هو ما ظهر جليًا فى نشاطه بالولايات المتحدة الأمريكية إذا قورنت بمصر».
ولفت، فى الوقت ذاته، إلى سرعة تفشى «كورونا» وتحوله إلى وباء ينتقل بين دول العالم فى وقت قصير، لكن «من فضل الله علينا أن نسبة الوفيات بين المصابين به ٦٪ أغلبها من كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة».
ورأى أن معدل الإصابات فى مصر لا يزال مقبولًا، ولم يصل الفيروس لذروته بعد، إلا أن ذلك قد يحدث خلال الأسبوع المقبل، نظرًا لارتفاع عدد الإصابات وصعوبة جمع كل المخالطين للحالة.
أشرف عقبة:الدولة رفضت «مناعة القطيع».. وعلينا أخذ الأمر بجدية
أكد الدكتور أشرف عقبة، رئيس أقسام الباطنة والمناعة بكلية الطب جامعة عين شمس، عدم انحسار الفيروس قريبًا، بسبب عدم استجابة المواطنين لكل الإجراءات الاحترازية والأساليب الوقائية التى وضعتها الدولة خلال الفترة الماضية، مشيرًا إلى أن الأعداد مرشحة للزيادة بكثرة خلال الأيام المقبلة، بسبب انتشار الفيروس فى جميع أنحاء الجمهورية.
وقال: «انحسار الفيروس متوقف على وعى المواطنين، خاصة أننا فى مرحلة الانتشار المجتمعى، ويجب أن نؤكد أن الدولة حريصة على صحة المواطنين، ولم تلجأ إلى استخدام مناعة القطيع كما فعلت دول أخرى، لذا يجب على الناس التزام منازلهم للبقاء آمنين»، مشددًا على أن معدل الانتشار يعتمد على مدى الالتزام بالإجراءات الوقائية. وأشار إلى ضرورة تكثيف إجراء الفحوصات لكل المخالطين وتشخيص الحالات الموجودة جيدًا، حتى لا تنتقل العدوى إلى الأصحاء، مشددًا على ضرورة الاهتمام بالأماكن التى ظهرت فيها بؤر إصابة بالفيروس ومتابعة الحالات فيها جيدًا.
وحيد دوس:سنصل إلى 1000 حالة كل يومين
رأى الدكتور وحيد دوس، رئيس اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية التابعة لوزارة الصحة، أن استمرار الاستهتار بالفيروس سيزيد من سرعة انتشاره.
وقال: «الناس تتعامل باستهتار، ومن ثم من المتوقع ارتفاع عدد المصابين إلى ١٠٠٠ حالة كل يومين».
وطالب «دوس» باستخدام المطهرات لمواجهة الفيروس، إلا أنه شدد على أهمية الحفاظ على المناعة القوية لمحاربة المرض.
محمد أحمد:سجلنا 1000 فى ٧ أيام فقط.. فاحذروا
شدد الدكتور محمد أحمد، طبيب باثولوجى، على أن التباعد الاجتماعى أحد أهم طرق مكافحة الفيروس، محذرًا من أن إهمال المواطنين فى التعاطى مع المرض يمكن أن يشكل مخاطر كبيرة على المصريين. وقال: «على كل من تظهر عليه أعراض الفيروس الإسراع إلى الطبيب، للسيطرة على المرض ومنعه من الانتشار، خاصة أن الإصابات بلغت ١٠٠٠ حالة فى أول ٥١ يومًا، وأصيب ١٠٠٠ آخرون فى ٩ أيام، والألف الثالثة كانت فى ٧ أيام، وهو مؤشر خطير لا بد من الانتباه له».
وأشار إلى أن درجة الحرارة المرتفعة لا تقتل «كورونا»، مضيفًا: «الناس نزلت إلى الشوارع حين ارتفعت درجة الحرارة، معتقدين أن المناخ الساخن سيحميهم من الفيروس، وهذا غير صحيح إذ لا يوجد دليل على هذا الظن». وطالب المواطنين بتجنب التجمعات، إذ إن الأعداد ستظل فى ازدياد على هذا النحو لتصل إلى الذروة، وتابع: «على الرغم من أن الدولة اتخذت العديد من الإجراءات الوقائية والاحترازية لوقاية المواطنين إلا أن الاستهتار بها سبب هذه الزيادة».
محمد عزالعرب:يمكن أن ندخل إليها خلال أسبوع
قال الدكتور محمد على عزالعرب، الأستاذ بالمعهد القومى للكبد والأمراض المعدية، إن معدل الإصابات فى تزايد ومن المهم فى الفترة الحالية العمل على الحد من نسبة الإصابة ومن ثم الوفيات التى زادت بشكل مبالغ فيه.
وأرجع زيادة نسب الوفيات إلى الاكتشاف المتأخر للحالات المصابة، الأمر الذى يتطلب مزيدًا من الإجراءات الاحترازية، موضحًا أن ٣٠٪ من الحالات تصل متأخرة إلى المستشفيات، وبعد الدخول فى مضاعفات مثل الالتهابات الرئوية الحادة والفشل الرئوى، ما يمكن أن يصل بنا للذروة خلال أسبوع. وطالب «عزالعرب» بإجراء العديد من المسحات العشوائية للمخالطين، خاصة فى الأماكن التى انتشر فيها الوباء، لافتًا إلى أن تقييم المنحنى الوبائى به صعوبة حاليًا خاصة مع عدم وجود مسحات شاملة للجميع.
واختتم: «المواطنون، وليست الدولة، هم من اتبعوا سياسة مناعة القطيع، لذا من المتوقع الوصول إلى الذروة قريبًا ثم انحسار الفيروس».
أحمد السنوسى:الالتزام الكامل أو يواصل الوباء الانتشار
حذر الدكتور أحمد عبدالغنى السنوسى، أستاذ الفيروسات فى جامعة القاهرة، من أن عدم الالتزام بالإجراءات الوقائية التى وضعتها الدولة، خاصة فى الأسواق، سيتسبب فى أن يواصل الفيروس انتشاره.
وقال: «القيادة السياسية والدولة اتخذتا إجراءات مهمة لحماية أرواح المواطنين، لكن الاستهتار بالأزمة سيزيد عدد الإصابات، خاصة مع قدوم شهر رمضان، إذ من المتوقع إصابة ألف مواطن كل يومين، فى حال لم يتبع الجميع الإجراءات الاحترازية، ويكون لدينا وعى بخطورة الأمر، مع الأخذ فى الحسبان أن هناك أعدادًا من المصابين لا تظهر عليها أى أعراض». ودعا «السنوسى» المواطنين إلى الهدوء والالتزام فى المنزل مع دخول شهر رمضان للتعبد، ومن ثم الحد من انتشار العدوى خاصة مع دخول فصل الصيف.
هناء علم الدين:الحل فى الوقاية والابتعاد عن الزحام
قالت الدكتورة هناء محمود علم الدين، أستاذة الفيروسات والمناعة بقسم البيولوجيا فى معهد الأورام القومى بجامعة القاهرة، إن الوصول إلى ذروة الإصابة بفيروس كورونا المستجد يعنى الوصول إلى أعلى نقطة فى منحنى الانتشار.
وأضافت: «حتى الآن لا يمكن تحديد ذروة الإصابة، فعدد الإصابات لا يزال فى ازدياد»، مشيرة إلى أن السبب فى زيادة حالات الإصابة هو عدم التزام المواطنين بالتعليمات التى وضعتها الدولة.
ورأت أن الحل للسيطرة على انتشار الفيروس يكمن فى اتباع تعليمات الوقاية، وارتداء الكمامات والابتعاد عن الأماكن المزدحمة، وبقاء كبار السن والأطفال ومرضى الصدر وضعف المناعة فى المنازل.
عاصم عيسوى:الجميع يعتقد أنه special case ومُحصّن من المرض
رجح الدكتور عاصم عيسوى، أستاذ الأمراض الصدرية، الوصول إلى ١٠ آلاف إصابة خلال شهر رمضان، بسبب عدم التزام المواطنين بالإجراءات التى نصحت بها الدولة لتفادى انتقال العدوى، وعلى رأسها التباعد الاجتماعى.
وقال «عيسوى»: «تقصير المواطنين تسبب فى وصول عدد الإصابات لأكثر من ٣٠٠٠ حالة، موضحًا أن «أغلب المصريين لا يلتزمون بالتباعد الاجتماعى، وهذه كارثة ستتسبب فى زيادة عدد الإصابات».
وأشار إلى أن المواطنين فى الشارع المصرى ليسوا على قدر المسئولية، وهذا ما تسبب فى حدوث ارتفاع كبير فى عدد الإصابات فى وقت قصير، عكس بداية الأزمة.
وواصل: «الناس بتعمل اللى هى عايزاه طول النهار وتستنى النتيجة بالليل، وعشان كده الإصابات بتزيد، لو كنا قعدنا فى البيت من الأول كانت الإصابة هتقل»، وتابع: «البعض يعتقد أن عدم ظهور أعراض عليه يعنى أنه بخير، وهذا غير حقيقى».
واختتم: «الجميع يعتقد أنه special case ولن يصاب بالفيروس، لذا يجب على الجميع اتباع الإجراءات الاحترازية التى وضعتها الدولة، والاهتمام بالأطعمة التى تقوى المناعة».