رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هالة أمين تكتب: «كل.. صلي.. حب».. العزل المنزلي على طريقة جوليا روبرتس

هالة أمين
هالة أمين

في عام 2006، نشرت الكاتبة الأمريكية إليزابيث جيلبرت مذكراتها التي تصدرت قائمة "نيويورك تايمز" للكتب الأكثر رواجا، وكانت تحت عنوان "كل، صل، حب.. امرأة تبحث عن كل شيء"، ثم تحولت في 2010 إلى فيلم هوليوودي شهير يحمل نفس الإسم من إخراج ريان مورفي وتمثيل النجم الأسباني خافيير بارديم، وبطولة النجمة جوليا روبرتس، حيث جسدت شخصية المؤلفة كأنثى تبحث عن نفسها وتحاول الكشف عن ذاتها.

لا أدري لماذا تذكرت فيلم جوليا روبرتس الآن خلال فترة العزل المنزلي الذي أفرضه على نفسي، التزاما مني بما طالبت به الحكومة ضمن إجراءات كثيرة لاحتواء تفشي فيروس كورونا المستجد والذي يضرب العالم دون رحمة منذ أكثر من 4 أشهر، إلا أن الأمر أصبح واضحا أمامي شيئا فشيئا، الفيلم كان يتناول حياة "ليز" البالغة من العمر 32 عاما والتي لديها كل شيء تحلم به أي امرأة عصرية، زوج وبيت ومهنة ناجحة، ولكنها وجدت نفسها ضائعة ومرتبكة وتبحث عما تريده حقًا في الحياة.


كل ما علينا أن نفعل كما فعلت ليز ونستغل فترة العزل المنزلي الذي أُجبرنا عليه لننظر إلى المرآة ونسأل أنفسنا ماذا نريد حقا من الحياة؟، لعل الاختلاف عن قصة الفيلم أن ليز كان لديها القدرة على أن تذهب في رحلة حول العالم بعد طلاقها وتدون كل ما اكتشفته خلال أسفارها، ونحن أيضا قادرون على ذلك من مواقعنا الحالية، أن نختلي بذاتنا ونشرع في رحلة حقيقية ونتعرف علينا كأصدقاء، كما قالت ليز لنفسها في إحدى مشاهد الفيلم وهي تخاطبها وتهنئها على رحلتها والمخاطرة بخوضها قائلة "لا تنسي أبدًا أنك في يوم من الأيام تعرفت على نفسك كصديقة".

فقد كانت ليز تقضي الليالي على أرض الحمام وهي تبكي من دون سبب لبكائها أو كرهها لزوجها التي طلبت الطلاق منه فيما بعد، أو حالة الاكتئاب التي علقت بها كسمكة في شبكة الصياد، كما نحن الآن عالقون في شبكة وسجن خلقته المخاوف من انتشار عدوى كورونا، وكما استطاعت ليز النجاة من شبكة الصياد وشرعت في رحلة البحث عن الذات، نستطيع نحن أيضا النجاة من الفيروس ولو بأضعف الإيمان "العزل المنزلي".

وربما كانت الفكرة في رحلة ليز هي التعرف على ما يستحق الحياة والذي أدركته بالنهاية وكان يتمثل في الطعام الشهي والاستمتاع به واحترامه، وفي الصلاة وقوتها وما تقوم به بشكل ساحر لتغيير كل شيء فجأة ليصبح طوعا للشخص الذي يستلهم منها سلامه الداخلي، وفي الوقوع بالحب الذي صادفته دونما تخطيط منها وحينها أدركت أنه رغم أن المرء يعتقد بأن توأم الروح هو الشخص الأنسب له وهو ما يريده الجميع إلا أن هذا غير صحيح فتوأم الروح الحقيقي ليس سوى مرآة نرى فيها أنفسنا يمزق جدراننا ويهزنا بعنف لنستفيق ويكشف طبقة جديدة من ذاتنا ثم يرحل، لنلتقي بمن نحب ربما على جزيرة في إندونيسيا!!.

وعلى طريقة جوليا روبرتس، أدعوكم للأكل والصلاة والحب خلال أيام العزل الذاتي ومحاولة الاستمتاع بما هو متاح لدينا والذي يتمثل في طعام جيد وصلات روحانية مع الله ورغبة الحب في قلوبنا ومحاولة إيجاد التوازن النفسي الذي يدفعنا لمواصلة الحياة رغم العزل أو الحجر ورغما عن المدعو "كوفيد-19"، الذي نستطيع هزيمته والسيطرة عليه من خلال نصيحة امرأة جميلة.