رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«يا خراشي» وأخواتها.. مفردات الحارة المصرية

الحارة المصرية
الحارة المصرية

هناك بعض المفردات يقولها المصريون وقت المصائب تارة وتارة للتعجب. مثل يا خراشى ويالهوى أو يالهو بالى ويا حوستى ويا حومتى ويا مصيبتى. وهذه المفردات تقال فى وجه بحري، أما فى الصعيد فيقولون يا نصيبتى وهى تحريف لكلمة يا مصيبتى. وغورتى وهى مشتقة من كلمة غور أى اذهب بلا رجعة، وتقال فى سوهاج تحديدا، كما يقول أهل الصعيد كلمة يا الوقعة المربربة. وهى مشتقة من الكلمات الربراب الذى يقصدون به الطين، حيث كان أهل الصعيد قديما يغطون وجوههم وثيابهم بالطين حين يموت شخص فى عمر الشباب، كما يقولون ده نهار زى الحزون، والحزون بتشديد الزاى هو عبارة عن عقود سوداء من اللولى يلبسونها حدادا على الميت.

وإذا عدنا إلى كلمة "يا خراشي" التى يقولها أهالى الوجه البحرى سنجد أنها اسم للشيخ الخراشى وهو أول شيوخ الأزهر الشريف منذ ما يقرب من ألف عام وكان عالمًا مشهودا له بالصلاح ونصرة المظلومين، فكان المصريون يستنجدون به، ليرفع الظلم عنه، ولما مات صار اسمه لازمة يقولونها وقت الشدة ويقولونها وقت التعجب من أمر ما، أما "يا لهوى" فيقال إن دجالا كان فى الدلتا اسمه الشيخ اللهوى كان البسطاء يعتقدون فى ولايته، لذا كانوا يقولون الحقنا يا لهوى، ثم صار اسمه مفردة تقال وقت الشدة أو التعجب، أما كلمة يا حوستى قال فيها البعض قولا لا أظنه وهو أن الرئيس السادات قالها من باب التنكيل بنائبه حسنى مبارك حين أفشى عنه سرًا، وهناك من يقول كلمة يا حومتى تعبيرًا عن الضجر أو الغيظ، وهى مشتقة من الحمى، عموما يعتقد البعض أن المصريين يقولون بعض هذه المفردات للاستجداء مثل يا خراشى أو يالهوى، بل يعتبرونها من الشرك، والحقيقة أن هذا ليس صحيحا بل إن جل المصريين لا يعرفون أصل هذه المفردات، بل يقولونها من قبيل التعجب أو الحزن لأنهم تداولوها كابرا عن كابر لأنها مفردات عامية وجزء من موروثوهم الشعبى العتيق.