رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف ظهرت القراءات؟



يا سلااااااام، لو حياة البنى آدمين تبقى سهلة، وكل اللى ياخد قرار «يقدر» ينفذه، ولو قدر، ينفذه زى ما هو عايز، ولـ الآخر، وطول الوقت.
إنما الحياة مش كدا، ممكن واحد ياخد قرار، فى محيط بيته الصغير، نقول مثلًا: محدش يعلى التليفزيون عن مستوى صوت معين، هل دا معناه إنه فعلًا فعلًا التليفزيون دا عمره ما يعلى عن المستوى اللى حدده؟ أكيد لأ.
حاجات كتير بـ تتحكم فى دا، مدى صرامته فى تطبيق القانون، ومهما كان مدى صرامته، ما هو مش موجود فى البيت طول الوقت، ولو عنده وسيلة لـ مراقبة الأمور وهو بره البيت، ما هو مش عايش طول العمر، ولا التليفزيون فاضل لـ الأبد.
ممكن جهاز التليفزيون نفسه يبوظ، فـ لما يجيب غيره، تطلع الأنماط اللى موجودة كلها ما ينفعش توطى، أدنى حد فيها، أعلى من المستوى اللى قرره. الأمور مش كلها بـ إيدينا، ولا كانت بـ إيدين حكام العرب، عبر تاريخ الإسلام، الممتد من ٣٠ هجرية حتى الآن.
مثلًا، صدرت نسخة نهائية مغلقة من القرآن، لـ القضاء على الاختلافات فى قراءته، هل نجحوا فى دا؟ لما نتابع الأمور، هـ نلاقيهم نجحوا «إلى حد كبير» لكن مش لـ النهاية، ليه؟
أسباب كتير: أولًا، طريقة الكتابة اللى اتبعوها، كانت مرهونة، بـ الشكل اللى وصلوا له لـ حد وقتها، كتابة بدائية، بـ تسجل الحروف مصمتة، بـ لا نقاط ولا حركات ولا علامات، دا هـ يخليهم مجبرين ما يعتمدوش عليها بـ شكل نهائى، وفضل فيه احتياج لـ تداول القرآن شفاهة.
لـ حد لحظتنا دى، وإحنا فى ٢٠٢٠، فيه ناس كتييييير جدًا، شغالين كدًا، وشايفين إنه «لا يجوز» تلقى القرآن، إلا شفاهة عن طريق «شيخ»، علشان الشيخ دا يضمن لك وصوله بـ الظبط بـ الظبط زى ما كان النبى بـ يقوله.
المهم، هذه النسخة وإن كانت قدرت تستبعد «أحرف» كتير، ما قدرتش تستبعد كل حاجة، زى «فتبينوا» و«فتثبتوا»، اللى هم زى بعض بـ اختلاف النقاط، فـ لما تكتبها من غير نقاط، يفضل اللى بـ يقراها كدا يقراها، واللى يقراها كدا يقراها.
حاجات تانية كتير، زى أَنْفُسِكُمْ ولا أَنْفَسِكُمْ، الأولى جمع نفس، والتانية جاية من النفيس، أو «غَلبت الروم» و«غُلبت الروم»، هنا فيه مفهوم سائد، إنه الاختلافات دى نشأت بـ سبب طريقة الكتابة، ويقول لك، أصل العرب ما كانش عندهم نقاط.
حسب فهمنا، دا مش مظبوط أوى، أو على الأقل مش السبب الرئيسى، لأ، دى أحرف كانت موجودة، بس طريقة الكتابة ما حسمتش واحدة منهم.
طيب، فيه كلام، إنه دا كان مقصود من لجنة عثمان بن عفان، ولو كانوا عايزين يحسموا كل حاجة، كانوا لقوا وسيلة لـ دا. ماشى! هو دا كلام وجيه، بس يفضل سؤال: لو هم قاصدين يسيبوا «الأحرف»، كانوا عملوا النسخة أساسًا ليه؟ ما كانوا سابوا كل واحد وحرفه.
تقديرى إنه لأ، هم كان نفسهم يوصلوا لـ حاجة واحدة نهائية حاسمة، بس الكتابة ما ساعدتهمش، لـ إنه دا كان آخرهم، النقاط والحركات والعلامات تم اختراعها بعدين، مع تطور طرق الكتابة العربية، وطرق الكتابة اتطورت مع تطور المعرفة، وما كانتش زى ما وصلتنا من أول محاولة.
يعنى أول طريقة لـ وضع نقاط وحركات، مالهاش أدنى علاقة بـ اللى وصلنا حاليًا، وممكن نبقى نتعرض لـ دا بـ شىء من التفصيل، المهم، إنه دا أول سبب يخليهم ما يستبعدوش كل «الأحرف»، اللى هـ تتنظم بعدين من أول وجديد، بس تحت اسم جديد، هو «القراءات».