رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الحب فى زمن الكوليرا».. عشق في سفينة الحجر الصحي

الحجر الصحي
الحجر الصحي

الحب فى زمن الكوليرا.

هى واحدة من الروايات المهمة والتى نالت شهرة عالمية بسب متعة السرد وجمال القصة وروعة المورال المقصود منها، والذى يقول إن الحب لا يموت وإن تقدم به العمر ووصل به إلى محطة الشيخوخة. وهى واحدة من روايات الكاتب الكولومبى الحاصل على جائزة نوبل في الٱداب غابريل جارسيا ماركيز. والتى نشرها بالأسبانية عام ١٩٨٥. وافتتح ماركيز روايته بموت المصور جيرما دى سان أمور منتحرا. ودخول صديقة الطبيب الشرعى الكبير اربينو. صاحب المهابة والعلاقات المتشعبة بالكنيسة والسلطات فى بلاد الكاريبى. التى لم يحددها ماركيز بشكل دقيق، غير أن الأحداث تدل على كولومبيا. يعرج بنا المؤلف حول الطبيب اربينو وطقوسه اليومية الصارمة وعلاقته بزوجته السبعينية فيرمينا دازا، التى مازالت تحتفظ ببقايا مسحة جمال رغم وصولها لسن متأخرة، كما وضح لنا المؤلف أن العلاقة بينهما كانت فاترة، يحفظها من السقوط ابن وابنة. يموت الطبيب بعد أن انزلق من فرع شجرة تسلقها ليصل إلى الببغاء التى كانت تتكلم مثل البشر والتى كانت تعد من أساطير الزمان، فى العزاء يظهر لنا رجل سبعينى وهو البطل الحقيقى للقصة اسمه فلورينتو. وبدلا من أن يقدم العزاء لفيرمينيا ذكرها بأيام الحب التى مر عليها خمسين سنة فنهرته، وطردته من بيتها، ثم بدأ ماركيز يعود بنا إلى الوراء لنصف قرن حين تحجج فلورينتو بأنه عامل تلغراف ليرى الشابة الفاتنة فيرمينيا، ثم بدأ ينتظرها أمام الحديقة لأيام وشهور. وكتب لها رسالة بلغت السبعين صفحة، لم يقدر أن يوصلها إليها بسبب خجله وخوفه من صرامة والدها، لاحظت فيرمينا وعمتها التى كانت تعد حارسها الشخصى تعلق الشاب بها، فشجعته على أن يتكلم فأرسل لها رسالته التى أخبرها فيها بحبه وولعه، وتم تبادل الرسائل بين الحبيبن لشهور، حتى علم والد فيرمينا فهجر القرية وطرد شقيقته. ثم يعود بنا الكاتب إلى فلورينتو العاشق المهزوم وهو يحاول أن يستعيد قصة حبه التى طواها الزمن، وبدأ فى إرسال خطابات عل المحبوبة ترق له، وبالفعل بدأت ترق لحبيبها القديم، لتدخل فى صراع مع ابنتها التى اعتبرت أن ما يجرى عبارة عن وضاعة لا تليق بإمرأة فى السبعين من عمرها، ذهب العاشقان للتريض على سطح سفينة ولأن فلورينتو لم يرد العودة،أشاع أن السفينة تحمل عددا من المصابين بالكوليرا ورفع العلم الأصفر حتى لا يسمح لهم بالرجوع، الا للتزود بالوقود، ليكمل الحب مسيرته بعد انقطاع دام لنصف قرن من الزمان. ليؤكد لنا ماركيز أن الحب لا يموت.