رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لوحات سنان حسين.. حين يتحول الوباء إلى سياق جمالي

سنان حسين
سنان حسين

لا نبالغ في وصف لوحات الفنان العراقي سنان حسين والتي جاءت نتاج فترة العزل الصحي بأنها مدهشة، وكأن للوباء يد بيضاء وفضل على الفن، من التحريض على إنتاج الجماليات في فترة العزل الصحي، ولا يبعد هذا الانطباع عن النظرة التي يتعامل بها سنان حسين مع الوباء الذي منحنا العزلة الضرورية، حيث يعتبر أن "العزلة تجعلنا أجمل".

لوحات سنان حسين تسبح في الألوان الصارخة، وكأنه في حالة تمرد على قتامة الموت بالصياغات اللونية المبهجة، ففي لوحة له بعنوان "دموع" يقف إنسان على كوكب الأرض الذي يشبه كرة السلة متعددة الألوان، وقفة الإنسان تشبه وقفة الشمبانزي كإحالة إلى الحالة البدائية التي أصبح يتعامل بها الإنسان مع الطبيعة، فيما يقف أمامه في المقابل فيل يذرف دموعا، وهو يرتدي بذلة مهندمة، وبراقة تنحاز إلى كرنفالية الحياة.

وفي لوحة أخرى بعنوان "الطبيعة تحترق" يجسد أشكالا هزلية كأنه يسخر من الموت بصورة المهرج ووجه "ميكي ماوس" وسمكة ترتدي حذاءً نسائيا أحمر مغريًا، والإنسان يحبو كما يحبو الحيوان ويحمل على ظهره الطبيعة وهي تشتعل.

يستعين سنان حسين بالنص القرآني المقدس والقصص الإسلامي في إحدى اللوحات بعنوان "وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَّعَ أَثْقَالِهِمْ" وتظهر في اللوحة حيوانات محمولة على أعناق البشر في إشارة إلى ما ارتكبه الإنسان في حق الطبيعة من جرائم، والإنسان الذي يحمل هذه الأثقال في لوحة سنان حسين يحمل هويتين، أحدهما يرتدي بذلة مهندمة للدلالة على فواحش الرأسمالية، والآخر إنسان في هيئة بدائية للدلالة على التوحش.