رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«هوس التطهير».. ضحايا الإفراط في استخدام الكحول يتحدثون لـ«الدستور»

تطهير
تطهير

مع ظهور حالات لفيروس كورونا المتسجد (كوفيد 19)، في مصر خلال منتصف فبراير الماضى، تسابق المواطنون على شراء المطهرات، بعدما أوصت منظمة الصحة العالمية باستخدام الكحول الإيثيلي 70%، لتطهير اليدين وأسطح المنازل للوقاية ومنع انتقال العدوى.

تسببت نسبة الإقبال في ارتفاع مبيعات المنظفات بنسبة 40%، بحسب شعبة المنظفات بالغرف التجارية، التي أعلنت أن هناك معدلات شراء للمطهرات مثل الكحول والكلور وغيرها، وإنها تحاول سد العجز وتلبية حاجة المستهلكين.

ورغم أن تلك المطهرات لليدين تحديدًا، إلا أن البعض بالغ في استخدامها ما أدى لإصابته بأمراض جلدية لاسيما مع تحذير مركز السموم بأن كثرة المطهرات قد تصيب بالتهابات حادة، ومن الممكن أن تصل إلى سرطان الجلد.

"الدستور" حاورت عدد من ضحايا الإفراط في استخدام المطهرات.

هبة مدحت، 28 عامًا، تعمل في شركة تسويق، بمجرد علمها بانتشار فيروس كورونا، بدأت في شراء المطهرات تقول: "استخدم الكحول ومطهرات الأيد وكولونيا، طول اليوم ونسبة الكحول عالية جدًا".

وتابعت أنها تستخدم بشراهة لعدم قدرتها على المكوث في المنزل، وإصرار صاحب العمل على حضورها يوميًا والانصراف قبل الحظر، مضيفة: "التلامس اليومي دفعني للافراط استخدام تلك المطهرات".

وأضافت: "بدأت احك إيدي، تقشر الجلد بشكل غريب، استخدمت مرطبات وكريمات لكن بلا نتيجة، وذهبت لدكتور جلدية، وجاء تشخيصه أنها إكزيما في الأيد نتيجة استخدام كحول مركز بشكل مفرط".

لم تكن "هبة" بمفردها التي تضررت بسبب الإفراط في استخدام المطهرات، كذلك إيمان إبراهيم 51 عامًا، ربة منزل، والتي تستخدم في منزلها جميع أنواع المطهرات لتطهير الأسطح والأركان والداخل والخارج من ابنائها طوال اليوم.

وقالت: "اعتمد على الكحول بشكل رئيسي والكلور المخفف بالماء، إلا أن كثرتهم أصابتني بتعب في الجيوب الأنفية لأنني مريضة حساسية وكثرة الروائح النفاذة يثير الشعيرات في أنفي، ورغم ذلك افرطت في استخدام كلاهما حتى ساء الوضع لديّ".

أضافت: "أصبت بنزيف شديد في الأنف، بعد مرحلة تعقيم المنزل مباشرة بالكامل والأبواب، وحين ذهبت للطبيب فأكد لي أن افراط استخدام الكحول والكلور يوميًا أدى إلى التهاب في الجيوب الأنفية، والاستمرار في الإفراط أدى إلى النزيف الحاد".

أشارت إلى أن الطبيب أخبرها بضرورة استخدام المطهرات بشكل متوسط، فالوقاية ضرورية بشدة في ذلك الوقت، منعًا لانتقال العدوى لاسيما في المنازل التي يضطر أصحابها للخروج، موضحة أن المطهرات لا بد من استخدامها بشكل متوسط.

كذلك الحال مع "يحيى معوض" 31 عامًا، يعمل محاسب في إحدى الشركات، والتي رفض صاحب الشركة عمله من البيت، أجبره على النزول، فاضطر إلى استخدام المطهرات، على اليدين طوال اليوم.

قال: "أصبت بحساسية شديدة من الافراط في استخدام الكحول الإيثيلي 70 %، إلى جانب معقم اليدين".

وتنصح الدكتورة شيرين علي زكي، رئيس لجان سلامة الغذاء والمتابعة الميدانية، بعدم الانصياع وراء هوس التطهير، واستخدام المطهرات مرة كل ساعتين فقط، مبينة أن كثرة استخدام الكحول تسيب بفطريات الجلد أو السرطان وجفافف اليدين.

وقالت: "استخدام المطهرات والكحول يسبب التهابات، وحساسية وينشف البشرة ويغمق لونها، ولا بد من إضافة جل الصبار لأي مطهر وخصوصًا الكحول لتفادى المشاكل خصوصًا بين الأطفال والسيدات".