رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قصة مسجد الشيخ إبراهيم الذي صدرت منه فتوى أغضبت محمد علي

مسجد الشيخ إبراهيم
مسجد الشيخ إبراهيم

مسجد إبراهيم باشا تم بناؤه سنة 1240 هجرية، لتقديم دروس العلم، فهو مثل الأزهر في القاهرة، هكذا تحدث علي مبارك في كتاب الخطط التوفيقية عن أحد أقدم المساجد داخل الإسكندرية.

بجوار سور سوق المغاربة في المنشية الصغرى يقع أحد المساجد العتيقة، بناه إبراهيم باشا في العام 24 من القرن الـ19، على الطراز العثماني، يتكون من طابقين وملحقة به متاجر يصرف من ربحها على المسجد وطلبة العلم.

يقول الدكتور إسلام عاصم نقيب المرشدين السياحيين السابق، ونائب رئيس جمعية الإسكندرية للتراث والفنون: المسجد له ملحقات موقوفة عليه، موضحًا أنها حوانيت، حمام، سبيل، كُتاب وصهريج وعيادة يتداوى بها المرضى، ويضم بيوت إقامة لطلاب العلم الشرعي من مختلف دول العالم.

وأكد، في حديثه لـ"الدستور"، أن أهم العناصر الباقية هي اللوحة التأسيسية والمئذنة، وقد تم تجديد المسجد في منتصف التسعينيات من القرن الماضي، ليظل أحد المساجد العتيقة في مدينة الثغر، موضحًا أن المسجد مبني على جدار سوق المغاربة أو كما يسمى الآن "زنقة الستات" ويختلف مسجد إبراهيم باشا عن مسجد القائد إبراهيم.

وقال إن شيخ مسجد إبراهيم باشا الذى يضم حوالي 33 محلًا وصهريجًا، ويقع في منطقة الباب الأخضر، قد أصدر فتوى كانت سببًا في غضب محمد علي باشا عليه، ونصت فتوى الشيخ بتحريم أكل المسلمين من ذبائح اليهود أو النصارى.

وأضاف أن محمد علي باشا حكم على الشيخ إبراهيم بتحويل جزء من أملاكه في منطقة المنشية إلى أراضي يبني عليها كنائس للجاليات الأجنبية والطوائف المسيحية، والتي عرفت حاليًا بميدان سانت كاترين والذي يحتوي على أكثر من 10 كنائس تخص الطوائف المختلفة.

وأكد نقيب المرشدين السياحيين السابق، أن الفتوى التي أصدرها الشيخ إبراهيم في ذلك الوقت كادت أن تهدم بخطط محمد علي الاقتصادية بجذب الأجانب والاستثمارات إلى الدولة المصرية، مشيرًا إلى أن التاريخ هو قصص بها عبرة لنا، فقديمًا منع محمد علي خلط الدين بالسياسة حتى لا ينهار اقتصاد الدولة، مؤكدًا أن القصص التاريخية بها مواعظ للناس وإذا لم نلتفت لها فلنوقف دراسة التاريخ.

يذكر أن وزارة الآثار في عام 2010 كانت قد أعدت تقريرًا لترميم المسجد والحمام الملحق به، والذي يعد أحد أهم الحمامات التاريخية النادرة فى المدينة، والتي تم رفعها إلى اللجنة الدائمة لحماية الآثار فى المجلس الأعلى للآثار، ولكن توقفت عملية الترميم مؤقتًا في ذلك الوقت بسبب أحداث 2011.