رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«اللي عاوز يتسيط ميرجعش يعيط» مفردات الحارة المصرية

الحارة المصرية
الحارة المصرية

"اللي عاوز يتسيط ميرجعش يعيط". عبارة حديثة ظهرت خلال السنة الماضية داخل الحارة المصرية، فالتقطها مطربو المهرجانات في أغنياتهم التي تعتمد على أدعاء القوة وتضخيم الذات، وإذا أمعنا النظر في شخصية الفتوة داخل الحارة المصرية ستجدها تغيرت وتبدلت، شتان بين حرافيش نجيب محفوظ وفتواته وكذلك الشخصيات التي قدمها فريد شوقى في أغلب أعماله ومنها على سبيل المثال لا الحصر خميس في "رصيف نمرة خمسة" وفتوات الحسينية والأسطى حسن، وبين عبده موته والألماني والأسطورة، تلك الشخصيات التي قدمها محمد رمضان، فالنموذج الأول يقدم الفتوة كرجل يصون العرض ويأتي بحق المظلوم ولا يعتدي على حقوق الغير بما يدل على شخصيته السوية، أما النموذج الثاني فيقدمه في صورة البلطجي.

وإذا عدنا لعبارة "اللى عاوز يتسيط ميرجعش يعيط" ستجدها تظهر في موضعين، أما الأول منها فيكون حين يقوم البلطجي بكسر غريمه الأقل منه بلطجة، فيهينه وينكل به أمام الجميع حتى يصبح عبرة لغيره، وبعد ان يمرغ أنفه فى التراب يقول له "اللى عاوز يتسيط ميرجعش يعيط"، وكلمة "يتسيط" مشتقه من السيط أي الشهرة التى يعتبرها البعض أهم من المال، لذا جاء المثل الشعبي السيط ولا الغنى.

أما الموضع الثاني الذى تقال فيه هذه العبارة التى أضحت مثلا شعبيا، حين يحاول شخص عمل بروباجندا لنفسه ليوحي بأنه من علية القوم، فيأتي إليه المتنازعين فينفق على ضيافتهم وحل مشكلاتهم فينفق ماله، فيقعد ملوما محسورا، يندب حظه على ما أنفق دون فائدة، فيسخر الناس منه، فيقولون له اللى عاوز يتسيط ميرجعش يعيط، وفى الصعيد يقولون فلان لابس توب غير توبه، أى أنه يرتدى ثوبا أكبر منه لذا يستحق ما حدث له، وكأنه لسان حالهم يقول على نفسها جنت براقش.

عموما هناك مغزيين من هذه العبارة الأول يوحي بالوعيد والثاني يوحي بالحكمة التي جاءت فى مثل شعبي خرج من رحم الحارة المصرية إلا وهو عيش عيشة أهلك.