رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مزيد من الخسائر.. «كورونا» يفرض نظامًا عالميًا جديدًا.. وقطر وتركيا تواجهان سيناريو أوروبا الكارثي

جريدة الدستور

◄سماء سليمان: 5 سيناريوهات لـ "عالم ما بعد كورونا".. والتكنولوجيا ستسيطر على العالم
◄كريم العمدة: الاقتصاد العالمى سيمر بفترة طويلة من الاضطرابات
◄محمود منصور: قطر وتركيا تدفعان ثمن دعمهما الإرهاب.. وسيواجهان مصيرًا أسود فى مواجهة الأزمة

◄5 سيناريوهات لـ "عالم ما بعد كورونا"
في بداية العام الجاري، بدا الأمر وكأن أحوال الاقتصاد العالمي في تحسن، رغم أن 2019 كان بها تباطؤ في النمو، فالولايات المتحدة الأمريكية سجلت نموًا من 2.9% إلى 2.3%، وعالميًا من 3.6% إلى 2.9%، بحسب الموقع الرسمي لصندوق النقد الدولي.

يناير 2020، توقع صندوق النقد الدولي، كذلك، انتعاش النمو العالمي، إلا أن كورونا المستجد "كوفيد- 19" جاء ليغير كل هذا، على الرغم من أن كل التوقعات الاقتصادية حول تداعيات الفيروس في البداية كانت مطمئنة.

وفي 4 مارس الماضي، نشر مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية "الأونكتاد" مذكرة تتناول تأثير كورونا في التجارة بين الدول، وتقييم الآثار المرتبطة بتفشي الفيروس في العديد من الدول، ومن بينها الصين، وبيانات المؤتمر الذي عقد في جنيف أشارت إلى أن تدابير احتواء "كوفيد- 19" في الصين- مكان الظهور الأول للفيروس- تسببت بالفعل في انخفاض كبير بالإنتاج.

◄نظام عالمي جديد
النظام العالمي الجديد من الصعب أن يكون أحادي القطبية بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية، فهو نظام متعدد الأقطاب بين الـ5 الكبار "أمريكا، روسيا، الصين، فرنسا، وألمانيا"، إلا أن التوصيف الأدق منذ ظهور الصين كقوة اقتصادية وتكنولوجية، وعودة روسيا سياسيًا وعسكريًا، يمكننا من القول بإن العالم يمر بفترة صراع بين كل الكتل ـ أمريكا وبريطانيا من جانب، وروسيا والصين من ناحية أخري، وثالثة فرنسا وألمانيا اللتين عادتا بالتدريج للعب دور سياسي وأمني في العديد من الملفات الدولية، بحسب الدكتورة سماء سليمان.

الدكتورة سماء سليمان، المتخصصة في العلاقات الدولية، كشفت عن رؤيتها لسيناريوهات مستقبل النظام العالمى بعد وباء كورونا، مؤكدة، فى تصريحات خاصة لـ "الدستور"، أن هناك 5 سيناريوهات متوقعة لما بعد كورونا، وسيتوقف الأمر على قدرة الحكومات على مواجهة الأزمة، مضيفة أن أول السيناريوهات هو  "تزايد انتشار الفيروس دون انحساره"، قائلة: "إن استمرار انتشار كورونا من وجهة نظر الحكومات ينهك الشعوب خوفًا من الإصابة وتهديده الأهل والأصدقاء، وهو ما يتبعه ألم نفسي كبير يؤدي لعجز الشعوب أمام المرض، وظهور الحكومات بمظهر المنفذ القادر على الوصول لحل من خلال البحث العلمي لاكتشاف مصل أو علاج، بالإضافة إلى محاولة الدول الوصول لتفاهمات لإدارة الأزمات الاقتصادية الناتجة عن الأوضاع، ليستمر النظام العالمي في مرحلة الصراع".

السيناريو الثاني لـ"سليمان" هو "مراجعة الشعوب طبيعة الأنظمة"، فالأزمة التي يمر بها العالم قادرة على اسقاط اقتصاديات دول، خاصة تلك التي تعتمد على القطاعات الخدمية مثل السياحة، مما يؤدى لضغوط شعبية على الحكومات للمطالبة بتنويع مصادر الدخل، والاهتمام بالمنظومة الصحية والتكنولوجية والتعليمية، وهو سيناريو سيؤدى أيضا لاستمرار الصراع الدائر.

"الفوضى" هو السيناريو الثالث، بحسب "سليمان"، وهو أن تثور الشعوب على أنظمتها، وهو المرجح حدوثه في الدول التي سجلت نسب إصابة ووفيات مرتفعة مثل أمريكا، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، إسبانيا، إيران، تركيا، إسرائيل، وهو ما سيجبر الحكومات على اتخاذ إجراءات سريعة لضمان عودة الاستقرار في هذه الدول المنهكة اقتصاديًا وأمنيًا، وقد ينتج عن هذه الفوضى نظام متعدد الأقطاب.

وأضافت خبيرة العلاقات الدولية أن السيناريو الرابع هو "تفاوضي"، يقضى بوجود مفاوضات بين الدول الكبرى على مساحات النفوذ الخاصة بكل منها، فستكون هناك تفاهمات بين أمريكا وروسيا في منطقة الشرق الأوسط، وبين أمريكا والصين حول النظام الاقتصادي العالمي، وكذلك بين ألمانيا وفرنسا وأمريكا وروسيا والصين حول النفوذ في شمال إفريقيا.

وأكملت: "بداية هذا الصراع كان خلال مؤتمر برلين حول القضية الليبية، والمفاوضات لم تصل لتسويات بين القوى الكبرى، بدليل استمرار القتال في كل مناطق النفوذ، خاصة في مناطق الشرق الأوسط، والدخول في مرحلة أخرى من الصراع في المنطقة أكثر شراسة حتى استسلام قوى وتنازلها طواعية".

"إدارة العالم تكنولوجيًا"، هو السيناريو الخامس، وفي رأي "سليمان" فإن مؤشراته بدأت تتضح خاصة بعد نجاح الصين في إدارة الأزمة بالذكاء الاصطناعي، مشيرة إلى أن هذه التجربة لم يكن لها مثيل فى العديد من الدول الكبرى التى شهدت نسبة إصابة مرتفعة.

◄معدلات نمو اقتصادي منخفض
في 18 مارس الماضي، نشر الخبير الاقتصادى، الدكتور محمد العريان، مقالا فى مجلة "الشئون الخارجية" توقع فيه حدوث تراجع مستمر في معدل نمو الاقتصاد العالمي خلال 2020، فى الوقت الذى أشارت فيه منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إلى إمكانية انخفاض معدل النمو العالمى إلى 1.5، بما يساوي نصف المعدل الذي أشار إليه تقرير صندوق النقد الدولي في يناير 2020.

من جهته، أصدر البنك الدولي، نهاية مارس الماضى، تقريرًا أكد فيه أن معدل النمو الاقتصادي في الصين سينخفض بشدة بسبب تفشي الفيروس، فيما حذر من ظهور ملايين الفقراء، مشيرا إلى أن السيناريو الأسوأ هو أن تهوى نسبة النمو في ثاني أكبر اقتصاد في العالم من 6.1% في 2019، إلى 0.1% هذا العام.

◄كورونا أوقف صناعات بلدان
تأثيرات فيروس كورنا ستشمل كافة مجالات الاقتصاد العالمى، فى رأى الدكتور كريم العمدة، أستاذ الاقتصاد السياسي، الذى أوضح أن تأثير كورونا على الصين كقوة عظمى في الاقتصاد العالمي سيؤدى إلى انخفاض التجارة العالمية، نتيجة لما خلفه من خفض للمبيعات في أغلب الشركات العالمية، مثل أبل وأديداس، التي تتخذ الصين مقرًا لها، وهو ما أثر بالسلب على الاقتصاد الأمريكي.

وأضاف العمدة، فى تصريحات خاصة لـ "الدستور": "أزمة كورونا أثرت على عدد كبير من المدن الصناعية وأوقفتها بالكامل، فمدينة ووهان الصينية ومركز أغلب الصادرات الصينية وقفت تمامًا عن العمل، وأدى ذلك لانخفاض أسعار النحاس عالميًا، وحالة الاضطراب التي يشهدها الاقتصاد العالمي جاءت من سيطرة الصين لسنوات طويلة على العديد من مصادر الاقتصاد العالمي".

◄قطر وتركيا في مهب الريح
أعلنت وزارة الصحة القطرية، في 2 أبريل الجاري، تسجيل 114 إصابة جديدة بكورونا ليرتفع إجمالي المصابين في البلاد إلى 949 حالة، أما في تركيا فالأوضاع تزداد سوءا، بحسب الإحصائيات الحكومية التى أعلنها وزير الصحة التركي فخر الدين قوجة، في أواخر مارس الماضي، والتى أكدت ارتفاع عدد الإصابات إلى 15 ألفا و679 حالة، فيما بلغ عدد الوفيات 277 شخصا.

اللواء محمود منصور مؤسس المخابرات القطرية، قال لـ "الدستور": "حتى الآن حكومتا تركيا وقطر لا تقولان الحقيقة والأعداد الحقيقية في كلتا الجهتين أكثر من 10 أضعاف، وهو ما يؤكد فشل المنظومة الصحية، خاصة أن قطر وتركيا انشغلتا بنشر الإرهاب ودعم الأنشطة التخريبية في المنطقة، دون أن يكون هناك مخصصات مالية كافية لمواجهة وباء كورونا".

واستطرد منصور قائلا: "أعتقد أن ما يحدث في كلا الجهتين هو تصاعد يصعب السيطرة عليه، وستكون تركيا امتدادا مريرا لما يحدث في أوروبا، وقطر ستكون امتدادا هى الأخرى لما يحدث في إيران".