رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فى ذكرى هانز أندرسن.. حكاياته الخرافية للكبار كما هى للصغار

هانزهانز كريستيان
هانزهانز كريستيان أندرسن

يواكب اليوم الذكري الـ215 على ميلاد حارس مملكة الخيال، أشهر كتاب أدب الأطفال في العالم، الدنماركي هانز كريستيان أندرسن، الذي يكاد أي من أطفال العالم بجهاته الأربع، لم يقرأ له حكاياته الخرافية الخيالية ذات يوم، سواء حكاياته عن: البطة القبيحة، الحورية الصغيرة، ملكة الثلج أو بائعة الكبريت وغيرها من عالمه الخيالي الجميل الذي خلقه لجميع أطفال العالم.


ولد "هانز" في مدينة أودنسه الدنماركية 2 إبريل 1805 - وتوفي في كوبنهاجن، 4 أغسطس 1875 لأسرة رقيقة الحال حيث كان والده يعمل "إسكافيا" بينما كانت والدته تعمل في تنظيف ملابس الأغنياء، وكانت له شقيقة واحدة توفيت في إحدى دور رعاية المسنين عام 1833. 

ورغم ضيق ذات اليد لأسرة "هانز" إلا أنها عندما لاحظت ولعه بالقصص والحكايات، فما كان من والده إلا أن يصطحبه إلى المسرح من حين لأخر، كما كانت والدته تقرأ له العديد من قصص الأساطير والخرافات القديمة والتي تأثر بها كثيرًا.

الأثر الذي خلفته تلك الحكايات كان من نتاجه كتابة أول رواياته "شبح قبر بالناتوك" 1822 حتي قبل أن يلتحق بالمرحلة الإبتدائية في التعليم.

المشقة التي عانها هانز في حياته إنعكست علي نتاجه الإبداعي خاصة في تلك القصص التي تتعاطي مع المنبوذين والمهمشين٬ وهو ما أقر به بلسانه حين سئل عن حياته فقال:"اقرأوا حكاية فرخ البط القبيح" وهي حكاية تتحدث عن قصة النجاح التي لا تتحقق إلا بعد مشقة ومعاناة، فالحكاية تتحدث عن فرخ بط قبيح لم يلق المودة من شقيقاته البطات، فكان منبوذا نظرا لقبحه وضخامة حجمه، فراح يتنقل من مكان إلى آخر بحثا عمن يهتم به ويقدره، لكنه كان يعاني من نظرات الازدراء من جميع الطيور والحيوانات، حتى من المقربين له، إلى أن كبر واكتشف أنه بجعة جميلة بيضاء وليس فرخ بط قبيحًا، فتباهى بنفسه بين أترابه كبجع جميل يثير الإعجاب، والواقع أن سيرة أندرسن تشبه إلى حد بعيد سيرة فرخ البط هذا، فقد كان هانز في طفولته منطويا علي نفسه لا يختلط بزملاء الدراسة٬ نظرا لسخريتهم منه طوال الوقت وتعليقاتهم السخيفة عن طول قامته. مما جعله ينسحب لعالمه الداخلي ينسج فيه الحكايات الخرافية التي تناقلتها الأجيال عبر شتي أصقاع العالم.

لم يقتصر الولع بحكايات هانز الخرافية علي الصغار٬ فقد شاركهم الكبار شغفهم بهذه الحكايات٬ أو كما جاء علي لسانه شخصيا:"حكاياتي الخرافية هي للكبار كما هي للصغار في الوقت نفسه، فالأطفال يفهمون السطحي منها، بينما الناضجون يتعرفون على مقاصدها ويدركون فحواها. وليس هناك إلا مقدار من السذاجة فيها، أما المزاح والدعابة فليست إلا ملحا لها٬ والراوي يجب أن يسمع صوته من خلال الأسلوب، واللغة يجب أن تقترب من الشفاهة. القص هو للأطفال ولكن الكبار يجب أن يصيبهم نصيب من المتعة أيضا.