رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أصدقاء الشهيد أحمد اللواح: لم يتردد فى تقديم العون لأى محتاج

أحمد اللواح
أحمد اللواح

- الآلاف شاركوا فى صلاة الغائب على روحه.. وطلابه يشيدون بتعليمه وصفاته الإنسانية

ودعت مصر الدكتور أحمد اللواح، أستاذ الباثولوجيا الإكلينيكية فى كلية الطب جامعة الأزهر، إثر إصابته بفيروس كورونا المستجد، خلال تأدية عمله فى إجراء تحاليل معملية لعامل هندى توفى لاحقًا، وكان يعمل فى أحد مصانع بورسعيد كأول حالة يُبلغ بإصابتها بالفيروس فى المحافظة.

وقال الدكتور وائل حبلص، أستاذ الباثولوجيا الإكلينيكية بكلية الطب جامعة الأزهر رئيس القسم سابقًا، إنه يكبر الطبيب الشهيد بعامين، وإنه كان صديق عمره وتعرف عليه عام 1987، عندما كان «اللواح» طالبًا فى سنة «الامتياز».

وأضاف: «لا يوجد أى كلمات توفى الراحل حقه، كان خير صديق طوال السنوات الماضية، فمنذ تخرجه لم تتغير شخصيته الطيبة، كان بسيطًا ودودًا وحازمًا فى نفس الوقت، ويجبر كل من يتعامل معه على احترامه، فعند الحديث إليه فى أى موضوع أو سؤاله تجد منه نصيحة حكيم خالصة لوجه الله، أمينًا على الأسرار».

وتابع: «لم يكن يتردد فى تقديم يد العون لأى محتاج، وكان حريصًا على سرية الأمر، هذا ما شهد به طلابه عقب رحيله، كنت ألتقيه فى المستشفى كل خميس، وأجلس معه لنتحدث فى المسائل العلمية وشئون الحياة».

واختتم: «تلقينا رسائل المواساة من طلاب وأساتذة من عدة دول.. وفاته ستسجل فى التاريخ، وصلى عليه صلاة الغائب الآلاف فى عدة دول، الجميع يحسدونه على نهايته التى جعلت العالم كله يتحدث عنه ويدعو له بالرحمة».

وقال الدكتور على الدمرداش، طبيب فى مستشفى الحسينى الجامعى بالقاهرة قسم الباثولوجيا الإكلينيكية، تلميذ الشهيد «اللواح»، إنه عمل مع الراحل فى المستشفى، وكان له أسلوب مميز فى الشرح والتعليم، هادئًا صاحب طريقة عقلانية، وحريصًا على استيعاب الطلاب للمعلومة، ولم يكن يبخل بتقديم المساعدة لأى شخص، سواء بعلمه أو فى كل جوانب الحياة، وتربطه بزملائه وطلابه علاقات طيبة، ويحظى بحب وتقدير الجميع.

وأضاف: «خبر وفاته كان صدمة كبرى للجميع، عندما عرفنا نبأ إصابته أولًا دعونا له بالشفاء ودوام العافية، لكن أراد الله أن تكون عافيته فى الجنة»، مشيرًا إلى أنه كان متميزًا على المستوى العلمى، متفوقًا على باقى أطباء جيله، ومتميزًا بحسن الخلق ولين الطبع، لم يبخل بعلمه على أحد، وسجل التاريخ رحيله كأول طبيب شهيد فى مصر ارتقت روحه فى سبيل مكافحة وباء «كورونا» الذى يضرب دول العالم.

وقال مجدى الدهشان، زميل دراسة فى مراحل التعليم قبل الجامعى، إنه كان يجلس معه على مقعد واحد فى جميع المراحل التعليمية فى الابتدائية والإعدادية والثانوية، معبرًا: «قضينا عمرنا معًا».

وأضاف: «أصيب الراحل بكورونا أثناء إجراء تحاليل لشخص مصاب، لإنقاذه، وهذا ما يجعل منه شهيدًا، لأنه كان يسعى لإنقاذ أرواح الآخرين»، مشيرًا إلى أنه كان يتمتع بحسن الخلق والطيبة.

وكشف عن أن آخر اتصال بينهما كان قبل 10 أيام، وأنه شعر من كلامه بأنه يودعه، وأنه كان يشعر بقرب وفاته، لكنه لم يتخيل أنها ستكون آخر مكالمة بينهما، مضيفًا: «خبر الوفاة نزل علىّ كالصاعقة»، وتمنى من الجميع الدعاء بالشفاء العاجل لابنة الشهيد التى توجد حاليًا فى الحجر الصحى بمستشفى أبوخليفة عقب ثبوت انتقال العدوى لها من والدها، متابعًا: «هذه لحظات صعبة تمر عليها، فهى بين نارى وفاة والدها وإصابتها بالفيروس اللعين».

وعبرت ولاء السرجانى، إحدى العاملين فى معمل الطبيب الراحل، عن حزنها الشديد على رحيل الدكتور «اللواح»، واصفة إياه بأنه «أفضل طبيب رأته عينى على الإطلاق، كان على خلق، يتحلى بالأدب والاحترام والأخلاق الحميدة، وكان طبيبًا ناجحًا، ويمتاز بالسمعة الطيبة، وكان يُحارب من عدة معامل أخرى بطرق غير شريفة، لكنه استمر فى عمله ونجاحه بسبب إتقانه وتفوقه فى عمله».

من جهته، قال الدكتور محمد خالد، مدير رعاية الإسماعيلية، إن وفاة الدكتور «اللواح» جاءت فى توقيت حرج ومحبط للفريق الطبى، خاصة بعد خروج عدد من المرضى من المستشفى بعد تعافيهم.

وأضاف: «حزين لأننا لم نستطع إنقاذ طبيب زميلنا فى المهنة بسبب تأخر اكتشاف إصابته قبل الوصول إلى الحجر الصحى، وهو أمر قد يؤثر على نفسية البعض، لكننا ملتزمون أمام الله وأمام وطننا ببذل أقصى ما فى وسعنا تجاه هذا الوطن الغالى مهما كانت الأمكنة والأزمنة»، مشيرًا إلى أن لقطات صلاة أطباء وتمريض الحجر الصحى على الراحل الذى كان بمثابة أب لمعظمهم، تركت فى النفس أثرًا كبيرًا.

واختتم: «لكل حرب ضحايا، ونحن مستمرون فى حربنا ضد كورونا لحين القضاء عليه، ومعالجة جميع المصابين».