رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سها الشرقاوي تكتب: رُب "كورونا" نافعة!

سها الشرقاوي
سها الشرقاوي

هل تجعلنا أزمه كورونا نراجع أنفسنا ونفكر في النعم التي "لا تعد ولا تحصى" التي كنّا نعيش فيها؟

سؤال يفرض نفسه علي الجميع في ظل هذا الدرس القاسي الذي نعيشه، فالجميع "مرعوبون"، الجميع "مرتبكون"، دون فوارق اجتماعية.

ولنقف قليلا هنا لندرك بعضا من النعم التي كنّا فيها دون أن نشعر.

من منا كان يتوقع بأن يشتهي الخروج الشارع وممنوع بإرادته.. هل أدركنا الآن قيمه الخروج من المنزل والذهاب للعمل صباحا كثير منا "كان يلعن ويسب" كل صباح لاستيقظه مبكرا ونومه متاخرا؟

هل أدركنا قيمه السلام بالايدي الذي كنا نؤديه ونفوسنا مليئة بالشر تجاه بَعضُنَا البعض؟.. هل أدركنا قيمة حريه التنفس دون خوف؟..هل أدركنا قيمه الإنسانية وقيمه المشاعر؟

هل أدركنا الغصة الكبري في عدم الصلاه في المساجد والحرمان من خطبه الجمعة؟.. هل أدركنا قيمة العلم والعلماء؟ هل أدركنا قيمة العامل بكل مشتقاته بعد أن صار الجميع الان يخدم نفسه بنفسه؟

آسفة.. لو قولت أننا كنّا نحتاج لهذه التجربة القاسية لكن نتعلم مالنا وما علينا.. بل أننا أدركنا أن لدينا درسا آخرا أساء بعضنا فهمه، وهو أن لدينا حكومة برهنت علي أنها تخاف علي المواطن أكثر من نفسه.

لأشك بأن الله عظيم وسيخرجنا من هذه الأزمة علي خير، لكن لابد أن نراجع أنفسنا جمعيا ونغير خريطة حياتنا، ونتعلم من هذا الدرس القاسي الذي لا يعلم منتهاه إلا الله.

نتعلم أن علي المجتمع تحمل المسئولية بجانب الحكومة، فهل يعقل الان أن نجد العديد من الشركات التي لم تتحمل الأزمة بدأت بتخفيض راتب العاملين فيها؟.

هل يعقل تصريح رجل الاعمال نجيب ساويرس -غير الانساني- الذي يريد أن نواجه الازمه الجائحة بنزول العاملين للعمل؟.. وبسؤاله عن عائلته قال ملتزمين بالاحتياطات وهي الجلوس في البيت!!

علينا أن نتعلم أن يكون شعارنا مواطنين وشركات ومجتمع أن نتحمل مسؤوليتنا كل في موضعه..

والدرس الأخير: استقيمو يرحمكم الله.