رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«سر البقاء».. صحيفة بريطانية تكشف سبب قلة وفيات «كورونا» بألمانيا

ألمانيا
ألمانيا

كشفت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، عن تسجيل ألمانيا عشرات الآلاف من المصابين بفيروس كورونا المستجد، ورغم ذلك إلا أنها من أقل الدول تسجيلا لعدد الوفيات جراء الوباء العالمي.

وأوضحت الصحيفة في تقريرها اليوم السبت، أن أزمة الفيروس في ألمانيا، تتمثل في تزايد العدوى ولمواجهة هذا الأمر أغلقت الدولة المدارس والمصانع والحانات في جميع أنحاء البلاد.

ووفقًا لبيانات من جامعة جونز هوبكنز أكدت إصابة 13979 حتى الخميس الماضي في ألمانيا مقابل 42 حالة وفاة فقط، على النقيض من ذلك أبلغت فرنسا المجاورة عن 9058 إصابة و243 حالة وفاة، كان لدى إسبانيا أكثر من 17 ألف مصاب و803 حالة وفاة.

وأشارت الصحيفة إلى أن الخبراء أكدوا أن معدل الوفيات المنخفض في ألمانيا يعكس على الأرجح حقيقة أن تفشي المرض لا يزال في مرحلة مبكرة نسبيًا، وأن عمر المصابين الآن أصغر حتى الآن من البلدان الأخرى، مشيرة إلى أن المرضى الأصغر سنا الذين لا يعانون من أمراض سابقة لديهم فرصة أفضل بكثير للبقاء على قيد الحياة من المرضى المسنين المصابين بالمرض.

وعامل آخر، يساعد في تفسير التباين الكبير في ألمانيا في الاصابات والوفيات وهو العدد الكبير غير المعتاد من الاختبارات التي يتم إجراؤها في ألمانيا للكشف عن المرض.

ووفقًا لوثار فيلير، رئيس معهد روبرت كوخ، فإن المعامل الألمانية تجري حاليًا حوالي 160.000 اختبار فيروس كورونا أسبوعيًا وهو أكثر مما قامت به بعض الدول الأوروبية إجمالًا منذ بدء الأزمة، حتى كوريا الجنوبية، التي تجري 15000 اختبارًا يوميًا تختبر أقل من ألمانيا بكثير.

ومن السمات البارزة لتفشي فيروس كورونا في ألمانيا حتى الآن أن العدد الكبير من المرضى هم من صغار السن نسبيًا، وفقًا لبيانات من معهد روبرت كوخ فإن أكثر من 80 % من جميع المصابين بالفيروس أقل من 60 عامًا.

فيما قال ماتياس ستول أستاذ الطب في جامعة هانوفر إن بداية تفشي المرض في ألمانيا كان معظم الحالات المرتبطة بأشخاص عائدين من رحلات من الخارج وهؤلاء هم في الغالب أشخاص تقل أعمارهم عن 80 عامًا ولديهم اللياقة الكافية للتزلج أو المشاركة في أنشطة مماثلة قوية لذا خطر الموت لديهم منخفض نسبيًا.

فيما أوضح هانز جورج كروسليتش أستاذ الطب ورئيس قسم الفيروسات في المستشفى الجامعي في هايدلبرغ إن في معظم الحالات يكون المرض خفيفًا ويظهر أعراضًا قليلة محذرا من أن الصورة في ألمانيا من المرجح أن تتغير في الأسابيع والأشهر المقبلة، لأن ألمانيا لا زالت في مرحلة مبكرة نسبيًا من تفشي المرض في ألمانيا محذرا من أن تشهد برلين حالات أكثر خطورة في المستقبل بالإضافة إلى تغير في معدل الوفيات.

لكن الخبراء يشيرون أيضًا إلى أن ألمانيا قد أتيحت لها على الأقل فرصة الاستعداد لزيادة كبيرة في الإصابات الخطيرة، حيث توسعت المستشفيات في جميع أنحاء البلاد من سعة العناية المركزة وتعزيز عدد الموظفين وشراء الحكومة أكبر قدر ممكن من المعدات الطبية في الأسبوع الماضي طلبت الحكومة الفيدرالية 10 آلاف جهاز تنفس إضافي لإنقاذ الأرواح من مصنع ألماني، بالإضافة إلى 25000 جهاز موجود بالفعل في المستشفيات في جميع أنحاء البلاد.