تنصت أوباما على ميركل ينم عن أزمة ثقة تعيشها الدول الغربية
نشرت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية مقالا عبر موقعها الإلكتروني، للكاتب الفرنسي بيير روسلان، يوضح فيه أن تجسس الولايات المتحدة على ألمانيا ينم عن وجود أزمة ثقة بين الطرفين.
وأكد الكاتب أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما لم يهتم بمبدأ الثقة المتبادلة بين الحلفاء عندما شرع فى التجسس على هاتف أنجيلا ميركل.. فهذه القضية تحمل دلالة عميقة لا تقتصر فقط على هاتين الشخصيتين العامتين اللذين هما محط إعجاب العالم.
فإذا كان هناك شخصية فى العالم من المفترض أنها لا تخفى شيئا على الرئيس الأمريكي فستكون المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.
و يتساءل الكاتب ما الغريب فى أن يتنصت أوباما على أنجيلا ميركل.. فالجميع يعلم أن الدول تتجسس على بعضها البعض.. إلا أن الاختلاف يكمن فى أنه يتم الجهر بهذه الممارسة علنا وعلى مرأى ومسمع الجميع.
ورأى الكاتب أن أنجيلا ميركل لم تدع الغضب و لم يكن استياؤها مبالغا فيه على الإطلاق و ذلك من واقع تجربتها مع ألمانيا الشرقية حيث اثار التجسس من قبل جهاز مخابرات ألمانيا الشرقية( ستازى) مناخا من الإرتياب العام حيث كان الجميع يتجسسون على بعضهم البعض ويراقب كل جار جاره .
وبالطبع فإن ديمقراطيات الدول الأوروبية لا تقارن بسياسات جمهورية ألمانيا الديمقراطية غير أن أوباما وأنجيلا ميركل ليسا الوحيدين فى الولايات المتحدة وأوروبا اللذين يرتابون في بعضهما البعض.. فانعدام الثقة بهذا المستوى العالي يشير إلى حالة الارتياب العامة التى سادت جميع "مجتمعاتنا المتقدمة" على حد قول الكاتب.. فالأزمة التى يمر بها العالم اليوم هى أزمة ثقة فى المقام الأول طالت الزعماء والنخبة، كما لم تستثن الأحزاب السياسية والمؤسسات وسيادة القانون مما يثبت أن الديمقراطيات الغربية تمر بمأزق.
