رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد صمود الأطباء فى مواجهة كورونا.. مطالب برد الجميل وزيادة بدل العدوى

صمود الأطباء في مواجهة
صمود الأطباء في مواجهة كورونا

أعاد انتشار فيروس كورونا، مطالب الأطباء والعاملين بالمنظومة الصحية في مصر بزيادة بدل العدوى من جديد، مؤكدين أنّهم الفئة الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس، وغيره من الأوبئة حالة انتشارها على نطاق واسع، خاصة أنّ قيمة بدل العدوى لا تتجاوز 19 جنيها، إضافة إلى ضرورة توفير المستلزمات الطبية اللازمة لمكافحة العدوى، واتخاذ الإجراءات الاحترازية لمنع زيادة انتشار الفيروس.

ومع انتشار فيروس كورونا حاليا أعيد إلى الأذهان فتح ملف بدل العدوى للأطباء، ولذلك لا بد على الحكومة أن تنظر بجدية إلى بدل العدوى وزيادته، حيث أوضح الأطباء، أنّ 19 جنيها بدل العدوى شيء مخجل، في حين طالب بعض أعضاء مجلس النواب في الفترة الأخيرة بزيادته، مؤكدين أنّ هذا البدل لن يحمي أعضاء الفريق الطبي من المرض أو الوفاة، لكنه تقدير معنوي"، خاصة أن نقابة الأطباء كانت قدمت اقتراحا للحكومة ومجلس النواب بزيادة البدل؛ ليتراوح بين 1000 إلى 3000 جنيه شهريا طبقا لنسب التعرض للعدوى، ورغم حصول نقابة الأطباء على حكم قضائي بزيادة بدل العدوى إلى 1000 جنيه، لم يحصلوا على شىء بعد قبول استئناف الحكومة.


◄ الأطباء: إحنا في حالة حرب والمطالبة ببدل عدوى يعد انتهازية

وأكد دكتور محمد هشام بمستشفى حميات شبين؛ أن الأطباء والتمريض والمسعفين وجميع أعضاء الطاقم الطبي حاليا في حالة حرب ولا يمكن أن يطالب أحد بزيادة بدل العدوى في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد الآن؛ مشيرا أن مهنة الطب تعد رسالة إنسانية أكثر من كونها مهنة عادية؛ لذا كل فرد في هذه المنظومة عليه أن يقوم بدورة على أكمل وجه خاصة بعد أن سخرت الدولة كل الإمكانيات المتاحة ورصدت مبالغ طائلة للتصدي لهذا الفيروس وأعلت من قيمة الإنسان المصري.

وقال هشام إننا نعلم جيدا ظروف البلد وكما قلت إنها حالة حرب؛ ونعمل في ظروف غير ملائمة ونعاني من مرضى ينكرون تماما مرضهم ويهربون من توقيع الكشف عليهم، وهو ما يشكل خطورة كبيرة في ظل الانتشار السريع للفيروس في العالم.

وأضاف أن الأطباء بشكل عام معرضون لكثير من العدوى، خاصة أنهم مخالطون للدم؛ مشيرا إلى أنه تعرض أثناء عمله للإصابة بفيروس c وتم علاجه بالتأمين الصحي مثل باقي المصريين.

وفي ذات السياق ذكر الدكتور محمد العسكري بالطب الوقائي؛ أن أطباء مصر حاليا لا يعنيهم بدل العدوى أو غيره سوى العمل للخروج من عنق الزجاجة والإعلان عن القضاء على فيروس كورونا في مصر؛ ولهذا قام مجموعة من الأطباء بالنزول للشارع والكشف على المواطنين والحالات المشتبه بها.

ونصح العسكري جميع المواطنين بضرورة التعامل مع الفرق الطبية ومساعدتها عند أخذ الحالات من المنازل؛ كذلك الإبلاغ عن أي حالة قد يشتبه بها أو مخالطة لشخص مصاب خاصة المتعاملين مع العائدين من الخارج.

من جانبه أوضح دكتور خالد الشويحي، مسئول الطوارئ بوزارة الصحة؛ أنه ليس من المعقول الحديث عن زيادة بدل العدوى في ظل هذه الظروف؛ وعن الظروف التي يعمل فيها الطبيب.

وقال إن الطبيب هو من أكثر المخالطين للمريض في فترة العزل مع طاقم التمريض، وبالتالي أكثر عرضة للإصابة في هذه الظروف وقبل ذلك نتعرض لكثير من الأمراض بعد الكشف على مئات الحالات.

ومع هذه الظروف يوضح الشويحي أنه ليس هناك ما يمنع من تقدير الدولة لدور الأطباء الذين يعتبرون خط الدفاع الأول في مواجهة المرض وتفعيل وتنفيذ حكم القضاء بزيادة بدل العدوى إلى ألف جنيه مع تكريم جموع المشاركين في هذه الملحمة الوطنية لحماية الشعب؛ وطالب بضرورة توفير الواقيات الشخصية بشكل كاف داخل المستشفيات والمطهرات وجميع المواد التي توفر لهم الحماية مع الحالات المصابة.

في حين اكتفى دكتور أشرف عقبة، رئيس قسم المناعة بجامعة عين شمس؛ بالتعليق على مطالب البعض برفع بدل العدوى في هذا التوقيت أنه سيكون نوعا من الانتهازية وعارا سيلاحق المطالبين به في السنوات المقبلة.

◄ «المسعفين»: نحن أول المخالطين للمرضى ونطالب بزيادة بدل العدوى لـ3000 جنيه

في ذات السياق قال وائل سرحان، نقيب المسعفين؛ إن العاملين بهيئة الإسعاف هم أول المخالطين والمعرضين للإصابة بالأمراض خاصة أنهم غير مدربين على تشخيص الحالات وكيفية تجنب الإصابة لاسيما في أحيان كثيرة يتعاملون مع حالات حوادث الطرق ويختلطون بدماء الضحايا؛ كما يخول للمسعفين أيضًا نقل حالات مرضى كورونا والمشتبه بهم للمستشفى فيكونوا عرضة الإصابة بالفيروس.

وعن مدى توافر أدوات ووسائل الحماية والوقاية داخل عربة الإسعاف يقول نقيب المسعفين، من المفروض أنه في ظل الظروف الحالية يكون بداخل كل عربة بدلة عزل صفراء للحماية من الفيروس، وكذلك عدد كاف من الكمامات والجوانتي ولكن ذلك ليس متوافرا في جميع السيارات وليس كاف بالشكل الذي يحمي طاقم الإسعاف.

وأضاف سرحان أنه بعد كل ما يتعرض له المسعفون من عدوى وأمراض وحوادث قامت نقابة المسعفين في عام 2016 برفع دعوى قضائية لزيادة هذا البدل إلى 3000 جنيه، وحتى الآن لم يتم النظر في القضية أو الحكم فيها، وكذلك طالبنا بزيادة بدل العلاج، فالعدوى قد تنقل من المسعف إلى أسرته بالكامل.

من جانبه طالب محمد علي عنتر "مسعف"؛ بضرورة زيادة بدل العدوى في ظل ما يراه طاقم الإسعاف من حوادث وأمراض قائلًا: "إحنا بندوخ عشان نتعالج" مع ضرورة توفير أكثر من بدلة وقاية في السيارة الواحدة لحماية الطاقم المتعامل مع المشتبه بهم بالكامل، فالعربة بها ثلاثة أفراد ووزارة الصحة وزعت بدلة واحدة ولم توزع على كل السيارات وكل المناطق.

أما برهان أحمد، سائق سيارة إسعاف، يقول لا فرق بين المسعف والسائق ومساعد المسعف في التعامل مع المرضى والمصابين فجميعا نتعامل مع الحالات؛ وليس لدينا خبرة في تشخيص الأمراض سوى النقل الصحيح لحالات الحوادث أو عمل الإسعافات الأولية حتى الوصول للمستشفى، لذا فوضع المسعفين أكثر خطورة من الأطباء والتمريض؛ وأيضًا قد يتعرض السائق لحوادث سير.