رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل يساعد تراكم القمامة على انتشار فيروس كورونا؟

تراكم القمام
تراكم القمام

منذ أن بدأت مصر مكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد، وقد وضعت الدولة صحة وسلامة المواطنين على رأس أولوياتها في مواجهة تلك الأزمة، لتحقيق أعلى معدلات الأمان لهم، من خلال اتباع الإجراءات الخاصة بعمليات التعقيم والتطهير، ولكن لا يزال ملف مخلفات القمامة يشهد إهمالًا واضحًا حتى في ظل انتشار الفيروسات والأمراض، الأمر الذي جعل نواب البرلمان يتحدثون عنه ويتقدمون بمناشدات لرئيس مجلس الوزراء للنظر في الأمر.

وفي هذا الصدد تقدم عضو مجلس النواب، محمد هاني الحناوي، بطلب إلى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، بشأن مخلفات القمامة المتراكمة في المدن والمحافظات، مع ضرورة إصدار تكليفات فورية لجميع المحافظين ورؤساء المدن والمراكز والأحياء والقرى على مستوى الجمهورية، باستغلال الظروف الراهنة في مواجهة أزمة القمامة، والتخلص منها.

ويضيف عضو البرلمان أن مصر حققت خطوات عظيمة في إنشاء مشروعات قومية عملاقة، وبرامج وزارة الصحة في القضاء على فيروس سي، ومؤخرًا ستنتصر في محنة فيروس كورونا، ولكن يجب أن يتم التخلص ورفع المخلفات أولًا من جميع محافظات الجمهورية؛ إذ إن ملف النظافة والتجميل سيتم أخذه في الاعتبار ومن أولوياته خلال عملية تقييم أداء المحافظين.

بعدما فتح البرلمان ملف تراكم مخلفات القمامة في بعض مناطق ومدن الجمهورية، رصد "الدستور" في التقرير تلك المشكلة في عدد من المناطق، من خلال التواصل مع قاطني تلك المناطق.

في البداية تقول أمل فريد، من سكان منطقة إمبابة، إن مخلفات القمامة في المنطقة أصبحت تلالًا وجبالًا، وأزمة المخلفات تفاقمت في المنطقة لدرجة أصبح يصعب إيجاد حلول لها، مضيفة أن المنطقة التي تسكن بها في إمبابة أصبحت رائحتها لا تطاق حتى في حال إزالتها؛ بسبب تراكمات مخلفات القمامة.

تضيف "فريد": أيضًا المنطقة يتم تطويرها وإدخال خط المترو الجديد لها، وهذا أثر على عملية إزالة القمامة؛ لأنه تم غلق شوارع كاملة بسبب أعمال الإنشاءات، أصبح من الصعب على سيارات إزالة القمامة الوصول لتلك الشوارع لرفع المخلفات، لدرجة وصلت أننا نسير على الزبالة عندما نمر من الشوارع أو نقطع الطريق، والمشكلة دلوقتي أن في فيروس منتشر، والمفروض أن نتجنب أي تلوث واتكلمنا كتير في المشكلة دي.. بس هنعمل إيه".

أحمد لطفي، يسكن في منطقة بولاق، يقول إن منطقة بولاق معروف كونها إحدى المناطق الشعبية، ومشكلة مخلفات القمامة لا تنتهي، يوميًا تقوم سيارات الحي برفع أطنان من المخلفات، لتأتي لسيارات بعد أيام وتجد الوضع أسوأ مما كان.

تابع "لطفي": "لازم عملية رفع المخلفات تكون فيها متابعة أكثر؛ خاصة بعد فيروس كورونا بقينا كلنا عرضة للخطر للإصابة بالفيروسات والأمراض أكثر من السابق، وكمان زيادة عدد صناديق القمامة في المنطقة حتى تستوعب كمية المخلفات الناتجة عن أهالي المنطقة".

اتساقًا مع ذلك أوضحت ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، خطة الوزارة للمشاركة فى مواجهة انتشار العدوى بفيروس كورونا المستجد (كوفيد - 19)، وذلك من خلال مهام واضحة للحد من مصادر التلوث وتحسين نوعية البيئة وصون الموارد الطبيعية، في إطار بروتوكول تعاون مع عدد من الوزارات والجهات المعنية.

وكشفت وزيرة البيئة عن خطة الوزارة في الحد من بؤر التلوث، على أن تشمل الخطة تكثيف الرصد البيئي المستمر لملوثات الهواء، وتشديد الرقابة على مصادره المحتملة، والعمل على تخفيف الأحمال بالمنشآت الصناعية، كما سيتم تكثيف الجهود فى عدد من المحاور لمواجهة الحالة الطارئة التى تواجهها البلاد فى مكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد، فضلًا عن توعية المواطنين بالسلوكيات البيئية السليمة؛ من أجل الحفاظ على صحة المواطنين وسلامتهم.

أما سعيد نصر، من أهالي منطقة المطرية، أكد أن المنطقة تعاني إهمالًا لا سيما بشأن المخلفات ومتابعة رفعها باستمرار، حتى أصبحت تلال القمامة تعيق حركة المرور والناس في الشواع، فضلًا عن الروائح الكريهة التي تنبعث من القمامة والغازات السامة؛ لأنها متراكمة بكميات ضخمة.

ويواصل نصر، أنه من الضروري الاهتمام بملف المخلفات؛ لأن فيروس كورونا انتشر ويصيب الجهاز التنفسي للإنسان، فيجب أن يكون هناك تطهير وتعقيم مستمر لجميع الأحياء والمدن، خاصةً الشعبية مثل منطقة المطرية، فتلك أيضًا من إجراءات الوقاية التي يجب أن توليها الجهات المعنية اهتمامًا.

تنتج مصر سنويًا 75 مليون طن من مختلف أشكال المخلفات، 22 مليون طن منها تندرج تحت مخلفات البلدية، و38 طنا من المخلفات الزراعية والصرف الصحى، ونحو 2 مليار و300 مليون جنيه هو المبلغ التي تصرفه مصر سنويًا للتخلص من المخلفات، بحسب إحصائيات لجنة ثلاثية ضمت عددا من الوزارات منها وزارتا البيئة والتنمية المحلية في شهر يونيو 2019.