رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

البرنامج الذى أساء لثورة الشعب المصرى


بعد هوجة إعلانية مفتعلة ويومية للإعلان عن عودة «البرنامج» للإعلامى الجديد الذى ظهر فجأة بشكل ساخر، وهو استنساخ من برنامج أمريكى شهير للإعلامى الأمريكى جون ستيوارت، إذ بنا ليلة الجمعة الماضية فى وقت ذروة المشاهدين يبث علينا برنامج يسىء لثورة الشعب المصرى العظيم التى قام بها ضد حكم فاش ومستبد فى ٣٠ يونيو ٢٠١٣،

والتى حماها الجيش المصرى الباسل، ثم يمعن فى السخرية من ثورة شعب ليشكك فى ثورة حاشدة ضمت الملايين فى الشوارع وصورتها كل الكاميرات، ورآها العالم فى لحظة اندلاعها فى هذا اليوم المجيد، والذى اعتبرته بمثابة العبور الثانى للشعب المصرى فى اتجاه الحرية، بعد العبور الأول للجيش المصرى فى أكتوبر ١٩٧٣، والذى عايشته كما عايشته الملايين من المصريين، ويظهر بعض قيادات الإخوان لتشكك من خلال هذا البرنامج فى ثورتنا المجيدة.

ثم ينتقل إلى السخرية من القوات المسلحة حامية الشعب المصرى وثورته من ميليشيات الإخوان المسلحة، ومن حكمهم الفاشى الذى مارسوا خلاله كل أشكال القتل والحرق والفساد والخطف والسلب والتعذيب لأبناء الشعب، وشهدت فترة العام من حكمهم، ومازلنا نشهد حتى الآن، القتل بالأسلحة جهارًا ونهارًا للمواطنين من غالبية الشعب المصرى الرافض لممارساتهم القمعية.

كما إننا نرفض السخرية من الجندى المصرى سواء من الجيش أو الشرطة لأنه فى كل أسرة هناك جندى تحبه أسرته، كما نرفض أن تظهر الإيحاءات الجنسية التى تحتوى على كل أشكال الإسفاف والفجاجة والتهكم ممتزجة بالحديث عن الجندى المصرى لأنهم خير أجناد الأرض.

كنا أننا نرفض الإساءة لبطل مصرى أنقذ، هو ورجاله، الشعب المصرى من بطش الإخوان، إننا نرفض أى إساءة للفريق عبد الفتاح السيسى، وقيادات هذا الجيش العظيم الذى وقف ويقف لحمايتنا من جرائم الجماعات والميليشيات المسلحة التى تتخذ الدين ستارًا لتحقيق أهدافها فى السلطة وفى تقسيم وطننا.

إننا ايضاً نرفض الإساءة والتهكم على رجل فاضل وقامة دستورية كبيرة، هو الرئيس المصرى للمرحلة الانتقالية عدلى منصور،الذى أعاد لمنصب الرئيس هيبته، والذى جاء بناء على إرادة شعبية لإسقاط النظام الإخوانى وتنصيب رئيس المحكمة الدستورية لفترة انتقالية، يتم فيها وضع دستور جديد، وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية جديدة من خلال خارطة طريق توافقت عليها كل القوى الثورية، والأحزاب المصرية فيما عدا قلة قليلة تنتمى للإخوان والموالين لهم.

وإذا كان الإعلامى باسم يوسف لا يعرف حتى الآن أن ثورة ٣٠ يونيو هى ثورة شعبية، فهذا خطأه هو لوجوده خارج البلاد لشهور طويلة، ولميوله التى أصبحت محل شكوك غالبية الشعب المصرى.

إن من يتابع الـ «فيس بوك» ووسائل الاتصال الحديثة سيجد موجة عارمة من الهجوم والاستنكار على ما قام به البرنامج، وإن كانت الحسنة الوحيدة هى أنه جعل الشعب المصرى يدرك مدى تقدير الشعب للجيش المصرى واستيائه من أية محاولات للتهكم عليه، إن هذا الجيش هو الذى قتل منه المئات خلال حكم الإخوان.

وهذه ليست حرية للإعلام، لأن الحرية تنتهى عند حرية الآخرين وبشرط ألا تمسها.

إن الشعب المصرى قد أصبح غالبيته يدًا فى يد مع الجيش المصرى، ولم نر فى البرنامج أى نقد للتظاهرات الإخوانية المسلحة، وأحداث الإرهاب الأسود، ولا انتقاد لممارساتهم الوحشية ضد أبناء الشعب، ولا تهكم واحد على حرق الكنائس، ولا لقتل الجنود المصريين، ولا لقتل الطفلة مريم «٨ سنوات» أمام كنيسة الوراق.

إن مصر تحارب الإرهاب الآن لكن ما يبث الأمل فى نجاح هذه المهمة الصعبة هو أن الشعب والجيش والشرطة معًا فى هذه الحرب الشرسة.

إن برنامجًا واحدًا لإعلامى جديد لن ينال من ثورة الشعب، ولا من تقديره لجيشه العظيم، ولا ١٠ برامج، لأنهم وببساطة هم حماة ثورة ٣٠ يونيو التى نفتخر بها، ونعتز بأننا شاركنا فيها، ولأنهم خير أجناد الأرض. وعاشت مصر حرة، مستقلة، آمنة لأبنائها المخلصين، شعبًا وجيشًا وشرطة، وسنمضى جميعًا فى بناء مصر الحديثة، ولا نبالى بمن يشككون فى ذلك لأننا عازمون على المضى قدمًا فى خارطة الطريق فى اتجاه المستقبل، ولا عودة للماضى أبدًا...

هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.