رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جزيرة قطر.. وأوقاف مصر




رسميًا، سجًلت دويلة قطر، يوم الجمعة، 10 حالات جديدة مصابة بفيروس «كوفيد ـ 19» أو كورونا المستجد، ليصل إجمالي عدد المصابين بها إلى 470 حالة. لكن، واقعًيا، هناك ما يقطع بأن الرقم أكبر من ذلك بكثير. وربما لهذا السبب، مع أسباب أخرى تعود إلى حقارة، وضاعة، وخسّة العائلة الضالة، التي تحكمها بالوكالة، فرضت تلك الدويلة على مواطنيها ما حرّضت المصريين على عكسه. وساعدتها في ذلك، بكل أسف، وزارة الأوقاف المصرية!.

وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية القطرية قررت، الإثنين الماضي، إغلاق المساجد وإيقاف صلوات الجماعة بفروضها الخمسة وصلاة الجمعة، اعتبارًا من الثلاثاء كإجراء احترازي ضد كورونا. وذكرت الوزارة في بيان أصدرته الإثنين، أن «هذا القرار سيستمر إلى حين توفر شرط الأمان والطمأنينة للمصلين، وذلك في إطار تعزيز الإجراءات الوقائية والتدابير الاحترازية التي تتخذها الدولة للحد من انتشار فيروس كورونا». وأوضحت الوزارة أن «ذلك يأتي عملا بمقاصد الشريعة العليا وعلى رأسها حفظ النفس، وحماية للمصلين والمجتمع من أذى الوباء ومساهمة في تمكين وزارة الصحة، وهي الجهة المختصة من محاربة انتشار الفيروس ميدانيًا».

إلى هنا وكلام جميل معقول. لكن ما ليس كذلك، هو أن شبكة «الجزيرة» القطرية، قامت بتحريض المصريين على أداء صلاة الجمعة في المساجد، عبر حساب «الجزيرة ـ مصر» على «فيسبوك»، الذي نشر صباح أول من أمس، الجمعة، تدوينة نصها كالتالي: «من غسل يوم الجمعة واغتسل وبكّر وابتكر ومشى ولم يركب ودنا واستمع وأنصت كان له بكل خطوة أجر سنة صيامها وقيامها» حديث شريف، جمعتكم مباركة. وعلى صورة مرفقة بالتدوينة عددّت الشبكة القطرية سنن الجمعة التي كان من بينها «الغسل، لبس الجميل، والتبكير إلى المسجد».

هذا التناقض قد يرجع، كما أشرنا، إلى حقارة، وضاعة، وخسّة العائلة الضالة التي تحكم قطر بالوكالة، أو إلى محاولتها للتعتيم أو «الغلوشة» على فشلها في مكافحة الوباء، وتصدرها، على قلة عدد سكانها، والمقيمين فيها، عدد الإصابات في دول الخليج الست. وهناك مخاوف من تحولها إلى بؤرة ثانية لتفشي الوباء في المنطقة، بعد حليفتها إيران. والمؤسف هو أن غالبية المصابين من العمال الأجانب، الذين يخضع آلاف منهم، الآن، للحجر الصحي، في ظروف غير آدمية، بعد إصابتهم بالمرض. والإشارة هنا مهمة إلى تلك الدويلة تعرضت لانتقادات متكررة، من منظمات دولية عديدة بسبب ظروف العمل السيئة والمهينة التي يعيشها هؤلاء العمال الأجانب.

اصطياد «الجزيرة»، أو العائلة القطرية الضالة، في الماء العكر، ساعدها عليه تخبط، ارتباك، أو ارتعاش، وزارة الأوقاف المصرية، التي قررت، أخيرًا، إيقاف إقامة صلاة الجمع والجماعات وغلق جميع المساجد وملحقاتها وجميع الزوايا والمصليات، لمدة أسبوعين والاكتفاء برفع الأذان في المساجد، دون الزوايا والمصليات, بالصيغة التالية: اللهُ أكبر, اللهُ أكبر. اللهُ أكبر, اللهُ أكبر.. أشهد أن لا إلهَ إلا الله.. أشهد أن لا إله إلا الله.. أشهد أن محمدًا رسولُ الله.. أشهد أن محمدًا رسول الله.. ألا صلوا في بيوتكم، ألا صلوا في رحالكم.. الله أكبر، الله أكبر.. لا إله إلا الله.

أمس السبت، وبعد ثلاثة أسابيع، على الأقل، من حالة الرعب التي اجتاحت العالم ولا تزال. وبعد أن شاهدنا وزير الأوقاف بنفسه يلقي خطبة الجمعة، أول من أمس، استجابت وزارة الأوقاف، أو اضطرت للاستجابة، إلى ما تقتضيه المصلحة الشرعية والوطنية. وأخذت، أو اضطرت إلى أن تأخذ، بالرأي العلمي لوزارة الصحة المصرية ومنظمة الصحة العالمية وسائر المنظمات الصحية بمختلف دول العالم. ونتمنى أن تكون الوزارة قد أدركت، فعلًا لا قولًا، الخطورة الشديدة للتجمعات في نقل فيروس كورونا المستجد، وما يشكله ذلك من خطورة داهمة على حياة البشر.

قرار وزارة الأوقاف، جاء بعد أن أعلن فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، عن إيقاف صلاتي الجماعة والجمعة، مؤقتًا، بالجامع الأزهر، لحين وقف انتشار وباء فيروس كورونا المستجد، تأسيسًا على القاعدة الشرعية «صحة الأبدان مقدمة علي صحة العبادات. كما جاء قرار الأوقاف، أيضًا، بعد أن قرر قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، انطلاقًا من مسئوليته الوطنية والكنسية، غلق جميع الكنائس وإيقاف الخدمات الطقسية والقداسات والأنشطة، وغلق قاعات العزاء واقتصار أي جنازة على أسرة المتوفى فقط، بدءًا من أمس السبت، ولمدة أسبوعين، أو لحين إشعار آخر.

..وتبقى الإشارة إلى وزارة الأوقاف أوجبت على جميع العاملين بها تنفيذ القرار فورًا، إلا إننا لا نتوقع حدوث ذلك، بعد أن ثبت، مرارًا وتكرارًا، أن قرارات الوزارة وتعليماتها، تصدر لأسباب أخرى غير تنفيذها، ولا يطال مخالفيها أي عقاب أو حتى لفت نظر!.